المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

عبد العزيز بن أبي حازم
10-9-2016
الضغط الجوي
16-8-2017
حكم الأواني
14-11-2016
الارساب بواسطة الرياح
26-5-2016
مَن هي الفرقة الناجية ؟
24-05-2015
الكذب في الدين
4-8-2022


تعبير بلفظ أم إفاضة بحياة ؟  
  
1872   04:39 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص339-342.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

 ميزة قرآنية أُخرى جاءت في تعابيره المفيضة بالحياة ، وتلك طريقته الفنّية في تصويره لمباهج هذا الكون ، لا تمسّ ريشة تعبيره جامداً إلاّ نَبَض بالحياة ، ولا يُصيب قلم تحبيره هامداً إلاّ انتفض بالتحرّك والهياج ، كأنّما العالم كله في لوحة تصاويره ، أحياء غير أموات ، والمظاهر كلها حركات لا هدوء ولا خمول ، هكذا يفعل القرآن في منطقه الساحر ، ويُصوّر من عالم الوجود في بيانه الباهر ، كل شيء حي ، وكل شيء دائب في الحركة مستوٍ في طريقه نحو الكمال ، تلك قدرته الفنّية في بيانه وفي إبداعه في فنون التصوير ، يخلع عليها الحركة والحياة ، ولم يعهد للعرب نظيره ، وقد حاز قصبَ السبق في مضماره .

* هذا هو الفجر ينبثق في مطلعه ، لكنّه في القرآن : {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير : 18] ، هذا هو الجديد في تعبير القرآن : الصبح حيّ يتنفّس ، أنفاسه الإشعاع والنور والضياء ، وإفاضته الحركة والحياة ، حركة تدبّ معها كل حيّ عند الصباح .

 قال سيّد قطب : وتكاد اللغة العربية بكل مأثوراتها التعبيرية لا تحتوي نظيراً لهذا التعبير عن الصبح (1) وتكاد رؤية الفجر تُشعر القلب المتفتّح أنّه بالفعل يتنفّس ؛ لأنّ الصبح إذا أقبل أقبل بإقباله روح ونسيم ، كالمحتصر إذا زال غمّه يتنفّس الصُّعداء ، وقد كلّ اللسان عن النطق بها ، نعم يتنفّس الصبح تنفّس الأحياء ويصعد بأنفاسه ، هي أنواره نحو آفاق السماء .

* وهذا هو الليل له عسعسة أي حركة إلى الوراء لها صوت {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير : 17] أي أدبر وأخذ في التراجع إلى الوراء ، كأنّه يأخذ في الانهزام والتراجع إلى الخلف أمام هجمة أضواء النهار ، انظر إلى هذين المقطعين ( عس ،  عس ) من كلمة ( عسعس ) كيف يُوحيان بحركة حثيثة ومنتظمة ، لها حسيس ، وكأنّه من أثر اصطكاك أرجلها الثقيلة مع الحسائك المُتيبّسة ولا سيّما في مثل ظلام الليل .

* ومثله {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ } [المدثر : 33، 34] وكأنّ الليل يُولّي مدبراً منهزماً تجاه أسفار الصباح ، ودقيقة أُخرى : الفرق بين ( إذ ) في التعبيرين ، وهو توقيت دبور الليل بوقت إسفار الصباح ، وهكذا الليل لا يطيق النظر إلى وجه الصباح عند إسفاره .

* وهكذا الليل يسري {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر : 4] ... يقال : سرى يسري إذا سار في الليل ، وهو أفضل المسير أيام القرّ ، ترافقه نفحة ونسيم ، لكن في تعبير القرآن كأنّ الليل هو الساري ، وهو آن من آنات الزمان ، يتّخذ مسيره في هدوء وهينة واتّئاد ، وكأنّه ساهر يجول في ظلام ، أو مسافر يختار السري لرحلته هذه في الفضاء ، يا له من أناقة في التعبير ، ورقّة ولطف ، أضف إليه جمال تناسقه ونغمه مع {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } [الفجر : 1 - 3].

* وكذلك الليل يطلب النهار طلباً حثيثاً {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [الأعراف : 54] وكأنّهما فَرسا سباق يتعاقبان ، لكنّ الليل سائر خلف النهار وفي أثره سيراً حثيثاً سريعاً لا وقفة فيه ولا فتور ، وهل يطلبه ليفتك به والنهار شارد أمامه يخشى فتكه ؟! حتى إذا ما وقعت حبائل الليل عليه حصره وأحاطه ، وإذا الدنيا كلّها ظلام .

* والجدار بنية جامدة كالجلمود ، لكنّه في تعبير القرآن صاحب حسّ وإرادة وعقل ؛ لأنّه يريد أن ينقضّ {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف : 77].

* والجبال ، وهي على الأرض يُسار بها مع الأرض ، لكنّها في تعبير القرآن هي التي تجتاز الفضاء وتمرّ مرّ السحاب ، رغم أنّك تحسبها جامدة أي واقفة لا حراك فيها : {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل : 88].

* والسماوات والأرض تحسبها جوامد ، لكنّها تنطق وتُسبّح في منطق القرآن : {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ} [الإسراء : 44].

* والرعد ، صوت البرق يحصل من خرق في طبقات الجوّ ، لكن له دمدمة وزمزمة وتسبيح {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} [الرعد : 13] .

* وهكذا الجبال يُرافقنَ الأنبياء في الحمد والتسبيح {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ } [الأنبياء : 79] {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ } [ص : 18].

* بل وكان لها  عقل واختيار ؛ ومِن ثَمّ فإنّها تقع تحت تكليف واختيار {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت : 11] .

* وفوق ذلك فإنّ لها حقّ الرفض أو القبول فيها إذا عُرضت عليها مشاقّ التكاليف  .

* وهذه جهنم تتكلّم وتنطق عن نَهمها وجشعها ، وفوق ذلك فهي ترى وتدعو مَن أدبر وتولّى ، فتغيظ عليهم وتكاد تتميّز من الغيظ ، ولها زفير وشهيق .

{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق : 30] .

{إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [المعارج : 15 - 17] .

{إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } [الفرقان : 12] .

{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} [الملك : 7، 8].

* وهذه الشمس وهذا القمر كوكبان ، الشمس تَشغل مركزية المنظومة وهي تجري لمستقرٍّ لها ، وتجرّ معها أبناءها وبناتها ، وهم يدورون حولها ، والقمر يدور حول الأرض التي هي بدورها تدور حول الشمس ، لكنّهما بظاهر المشاهدة الحسّية يدوران حول الأرض عند رؤية العين المجرّدة ، كأنَهما يتلاحقان ، كما أنّ الليل والنهار يتسابقان على سطح الأرض ، هذا من طرف وهذا من جانب ، لكن كأنّ عَرْصة الفضاء ساحة المسابقة ، والسبّاق هم : الشمس والقمر والليل والنهار ، فساحة الكون كلّه عَرْصة السباق ، والفضاء جميعه تسابق وتنافس وحركة وحياة ... {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل : 88] .

* وأعجب من ذلك أنّه يُصوّر من حالة الغضب ـ وهي صفة نفسانية ـ إنساناً صاحب شعور وإدراك رقيق ، قد يثور ويفور غيظه ثمّ يهدأ ويسكن غضبه ، وقد جاء في التعبير القرآني عن هذا الثَوَران بإلقاء الوساوس والإغراء بالأخطار ، وعن ذاك الهدوء بالسكوت والإمساك عن الكلام .

قال الزمخشري ـ عند تفسير قوله تعالى : {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ} [الأعراف : 154] ـ : كأنّ الغضب كان يُغريه على فعل ما فعل ، ويقول له : قل لقومك كذا ، وألقِ بالألواح ، وجرّ برأس أخيك إليك ، هكذا كان يهمس في أُذُنه ويُلقي في روعه ، فكأنّ موسى يفعل ما يفعل بإغرائه وتحريضه ، حتّى إذا ما سكت الغضب عن الكلام وأمسك بلسانه ترك موسى وشأنه وقطع الإغراء .

قال : ولم يَستحسن هذه الكلمة ولم يَستفصحها كلّ ذي طبع سليم وذوق صحيح إلاّ لذلك ؛ ولأنّه من قبيل شُعب البلاغة ، وإلاّ فما لقراءة معاوية بن قرة :

{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ} [الأعراف : 154] لا تجد النفس عندها شيئاً من تلك الهزّة وطرفاً من تلك الروعة  .
______________________
(1) في ظِلال القرآن : ج8 ص482 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .