أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2014
1833
التاريخ: 2024-05-07
692
التاريخ: 10-06-2015
2397
التاريخ: 19-09-2014
5006
|
قال ابن معصوم : يشترك ( القول بالموجب ) و( الأُسلوب الحكيم ) في كون كلّ منهما مِن إخراج الكلام لا على مقتضى الظاهر ، ويفترقان باعتبار الغاية ، فإنّ ( القول بالموجب ) غايته ردّ كلام المتكلّم وعكس معناه ، ( الأُسلوب الحكيم ) هو تلقّي المخاطب بغير ما يترتّب ، بحمل كلامه على خلاف مراده ، تنبيهاً على أنّه الأَولى بالقصد ، أو السائل بغير ما يتطلّب ، بتنزيل سؤاله منزلة غيره ، تنبيهاً على أنّه الأَولى بحاله والمهمّ له .
أمّا الأَوّل : فكقول القبعثري للحجّاج : ( مِثل الأمير يُحمل على الأدهم والأشهب ) وقد تقدم (1) .
وأمّا الثاني : فكثير منه في القرآن ، ويُعدّ مِن بدائع خطابه مع أُولئك الأقوام الجهلاء بما يُصلحهم ويناسب شأنهم .
مِن ذلك قوله تعالى : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [البقرة : 189].
كانوا سألوا عن الهلال ما باله يبدو دقيقاً ثمّ لا يزال يزداد حجماً حتى يكتمل بدراً ، ثمّ يعود شيئاً فشيئاً حتى يصير كما بدأ ؟ فأُجيبوا : بما في الآية تنبيهاً على أنّ الذي ينفعهم وهو أهمُّ بحالهم ، ويكون وِفق إدراكهم هو هذا ، لا الذي سألوه .
وقوله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة : 215] .
سألوا عن الذي ينفقونه ، فأُجيبوا ببيان مصارف الإنفاق ، تنبيهاً على أنّ المهمّ هو معرفة موضع الإنفاق ، أمّا الذي يجب أن يُنفق فهو خير ما تيسّر ، مِن أيّ جنس كان ؛ لأنّ النفقة لا يعتدّ بها إلاّ أن تقع موقعها ، وكلّ ما فيه خير وصلاح فهو صالح للإنفاق ؛ ومِن ثَمّ خُتمت الآية بنوايا صاحب الإنفاق وأنّ الله عليم بذات الصدور (2) .
_____________________
(1) في هامش 2 من صفحة 453 .
(2) أنوار الربيع : ج6 ص62 و63 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|