أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
914
التاريخ: 23-9-2016
810
التاريخ: 23-9-2016
740
التاريخ: 22-9-2016
634
|
ان النفوس القوية القدسية ، لا سيما نفوس الأنبياء و الأئمة (عليهم السلام) اذا نفضوا أبدانهم الشريفة ، و تجردوا عنها ، و صعدوا إلى عالم التجرد ، و كانوا في غاية الإحاطة و الاستيلاء على هذا العالم ، فأمور هذا العالم عندهم ظاهرة منكشفة ، و لهم القوة و التمكن على التأثير و التصرف في موارد هذا العالم ، فكل من يحضر مقابرهم لزيارتهم يطلعون عليه ، لا سيما و مقابرهم مشاهد أرواحهم المقدسة العلية ، و محال حضور أشباحهم البرزخية النورية ، فانهم هناك يشهدون ، { بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169] , و بما آتاهم اللّه من فضله فرحون ، فلهم تمام العلم و الاطلاع بزائري قبورهم ، و حاضري مراقدهم ، و ما يصدر عنهم من السؤال و التوسل و الاستشفاع و التضرع ، فتهب عليهم نسمات ألطافهم ، و تفيض عليهم من رشحات أَنوارهم ، و يشفعون إلى اللّه في قضاء حوائجهم ، و إنجاح مقاصدهم ، و غفران ذنوبهم ، و كشف كروبهم , فهذا هو السر في تأكد استحباب زيارة النبي و الأئمة (عليهم السلام) ، مع ما فيه من صلتهم و برهم و اجابتهم ، و إدخال السرور عليهم ، وتجدد عهد ولايتهم ، و احياء امرهم ، و إعلاء كلمتهم ، و تنكيت أعدائهم , و كل واحد من هذه الأمور مما لا يخفى عظيم أجره و جزيل ثوابه , و كيف لا تكون زيارتهم أقرب القربات ، و أشرف الطاعات ، مع ان زيارة المؤمن- من جهة كونه مؤمنا فحسب - عظيم الأجر جزيل الثواب ، و قد ورد به الحث و التوكيد و التغريب الشديد من الشريعة الطاهرة ، و لذلك كثر تردد الأحياء إلى قبور أمواتهم للزيارة ، و تعارف ذلك بينهم ، حتى صارت لهم سنة طبيعية ، و أيضا قد ثبت و تقرر جلالة قدر المؤمن عند اللّه ، و ثواب صلته و بره و إدخال السرور عليه , و إذا كان الحال في المؤمن من حيث إنه مؤمن ، فما ظنك بمن عصمه الله من الخطأ ، و طهره من الرجس ، و بعثه اللّه إلى الخلائق أجمعين ، و جعله حجة على العالمين ، و ارتضاه إماما للمؤمنين ، و قدوة للمسلمين ، و لأجله خلق السماوات و الأرضين ، و جعله صراطه و سبيله وعينه و دليله ، و بابه الذي يؤتى منه ، و نوره الذي يستضاء به ، و أمينه على بلاده ، و حبله المتصل بينه و بين عباده ، من رسل و أنبياء و أئمة و أولياء.
ثم ، الأخبار الواردة في فضيلة زيارة النبي و الأئمة (عليهم السلام) مما لا تحصى كثرة , قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجوا إلي في حياتي فان لم تستطيعوا فابعثوا إلي بالسلام ، فانه يبلغني».
وقال (صلى الله عليه واله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : «يا أبا الحسن ، إن اللّه تعالى جعل قبرك و قبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة ، و عرصة من عرصاتها ، و إن اللّه جعل قلوب نجباء من خلقه ، و صفوة من عباده ، تحن إليكم ، و تحتمل المذلة و الاذى فيكم ، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها ، تقربا منهم إلى اللّه ، و مودة منهم لرسوله ، أولئك يا على المخصوصون بشفاعتي ، و الواردون حوضي ، و هم زواري و جيراني غدا في الجنة , يا على ، من عمر قبورهم و تعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس ، و من زار قبوركم عدل ذلك سبعين حجة بعد حجة الإسلام ، و خرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه. فأبشر، و بشر أولياءك و محبيك من النعيم و قرة العين ، بما لا عين رأت ، و لا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، و لكن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم ، كما تعير الزانية بزناها ، أولئك شرار أمتي ، لا تنالهم شفاعتي ، و لا يردون حوضي».
وقال الصادق (عليه السلام): «لو ان أحدكم حج دهره ، ثم لم يزر الحسين بن على (عليهما السلام) ، لكان تاركا حقا من حقوق رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ، لان حق الحسين (عليه السلام) فريضة من اللّه واجبة على كل مسلم».
و قال الرضا (عليه السلام): «ان لكل إمام عهدا في عنق أوليائه و شيعته ، و إن من تمام الوفاء بالعهد و حسن الاداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم ، و تصديقا بما رغبوا فيه كان أئمته شفعاءه يوم القيامة».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|