أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
101
التاريخ: 23-9-2016
169
التاريخ: 23-9-2016
147
التاريخ: 23-9-2016
93
|
الحسد في اللغة كراهة النعمة على المحسود وتمني زوالها، سواء وصلت إلى الحاسد أم لا، وليس للّفظ اصطلاح خاص شرعي أو فقهي. وقد حكم عدة من الأصحاب بحرمة صفة الحسد بمجرد حصولها في القلب، فإن أظهرها الحاسد بقول أو فعل وتظاهر بذلك فهو محرم آخر، وصرّحوا أيضا بأن وجوده الباطني غير قادح للعدالة والقادح هو التظاهر بذلك، صرح به في الشرائع والمسالك وكشف اللثام.
أقول بناء على القول بحرمة الحسد فهل المحرم الذي هو مورد النهي ومتعلق التحريم، نفس وجود الصفة في القلب ولو كان صاحبها مسلطا على نفسه مانعا عن تأثيره في الخارج وعن ظهوره في الأقوال والأفعال، أو الصفة مع قصد صاحبها لأعمالها في الخارج متى أتاحت له الفرصة ولو لم يظهر منه شيء بعد، أو هو نفس الآثار الخارجية المسببة عنها من الأقوال والأفعال والكتابة وغيرها التي تصدر لغرض إيراد النقص على المحسود وإزالة نعمته وجوه.
ظاهر إطلاق بعض حرمة الجميع إلا أن ذلك غير مراد قطعا إذ القسم الأول غير اختياري في الغالب أو مطلقا، لورود النصوص بأنه لا يخلو من الحسد أحد نبي فمن دونه، وأما القسم الثاني فظاهر بعض حرمته كما عرفت، لكن الحكم بالحرمة ينافي حكمهم بعدم قدحه في العدالة فالحكمان متنافيان فالصواب هو الثالث ومقتضاه كون الحرام ظهور الحسد في الخارج في قالب القول أو الفعل على اختلاف مراتبها.
ويشهد بذلك عدة من النصوص كخبر حمران عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) : ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه التفكر في الوسوسة (الوسوسة في التفكر) والطيرة والحسد إلّا ان المؤمن لا يستعمل حسده (الوسائل 15 ص 366) وخبر المجالس قال النبي (صلّى اللّه عليه وآله ) في الحسد: انه ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين وينجي فيه ان يكف الإنسان يده ويخزن لسانه ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن انتهى. فيظهر منه ان حلق الحسد للدّين وإزالته فيما إذا لم يكف الحاسد يده ولا لسانه وإلّا فلا يكون حالقة، وصحيح داود في قول اللّه تعالى لموسى (عليه السلام) : يا بن عمران لا تحسدن الناس على ما أتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك ، فإن الحاسد ساخط لنعمتي ، انتهى.
ومد العين واتباع النفس للحسد عبارة عن أعماله بالحركات الخارجية وفق ما تقتضيه صفة الحسد. وقوله تعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النساء: 54] ، ظاهر في العمل على وفقه، وحسّاد ولاية الأئمة (عليهم السلام ) الذين هم المقصودون بالآية الشريفة ما كان حسدهم إلا بإظهار تلك في جميع مراحله القولية والفعلية. وقد ذكرنا في العجب كلاما يناسب المورد.
ثم انه لا بد حينئذ من ملاحظة الآثار المسببة عن هذه الصفة فإنهم قد حكموا بكونها من المعاصي الكبيرة كثيرة المفسدة عظيمة المغبة، فإن مقتضى ذلك كون كل كلمة أو حركة يسيره من فعلة أو لفظة أو كتابة أو نحو ذلك إذا صدرت عن تلك الصفة وفي طريق أعمالها معصية كبيرة موبقة. ونظيره ما يترائى من تعلق التحريم أو الوجوب بصفات النفس في موارد كثيرة: كقوله العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم، فإن ظاهره الشركة في الإثم والعقاب، وما ورد في ذم قسوة القلب من قوله (صلّى اللّه عليه وآله) والقاسي القلب مني بعيد والبعد من آثار العصيان، وقوله (صلّى اللّه عليه وآله) رأس كل خطيئة حب الدنيا، وقوله ملعون من ترأس ملعون من حدّث بها نفسه، ووجوب الصبر على الطاعة وترك المعصية، ووجوب حسن الظن باللّه ، وحرمة سوء الظن، ووجوب الخوف من اللّه تعالى ، ووجوب اليقين باللّه في الرزق والعمر وغير ذلك من الموارد، والمسألة غير منقحة في الفقه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|