المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

رؤية وزيارة المحضون واصطحابه
2023-09-04
طرق خزن الحبوب
2023-03-24
واجبات الصلاة
2024-06-05
الأديم المتوسط للجنين الفتي
9-2-2016
Vowels Lexical sets
2024-02-12
الزعم‏
6-05-2015


التحولات الاجتماعية  
  
2251   10:44 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص162ـ 167
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-06 1024
التاريخ: 2023-04-04 963
التاريخ: 2023-04-25 1071
التاريخ: 2023-03-01 2085

 يميل الأشخاص في سني ما قبل البلوغ الى الحياة الاجتماعية والى التآلف والانسجام مع الآخرين وقضاء الأوقات بجانبهم. ويزداد الميل الى حياة الجماعة عند أعضاء هذه الفئة في سني 10ـ13 عاما، ويسعون للانفتاح على قرناء السن والارتباط بمن يجدون أن هناك مشتركات بينه وبينهم في الذوق والسلوك وطريقة التفكير.

 كما ويسعى هؤلاء في هذه الأثناء الى التعرف على كيفية الارتباط بالآخرين، وعلى أصول الضيافة. وعلى أساليب كسب الأصدقاء وطرائق تعزيز العلاقة بهم والاحتفاظ بها وما الى ذلك.

لكنه في الوقت ذاته ، لابد من معرفة أن سن 9 ـ 13 عاما تعد واحدة من أصعب مراحل الحياة، حيث يتميز سلوك الأحداث فيها بالمشاكسة والتمرد والعصيان وعدم الاكتراث بتوجيهات الكبار.

ـ الميل الى الاستقلال :

يستجد لدى الأحداث، مع مطالع سن المراهقة، ميل الى الحرية والاستقلال بشؤونهم فيسعون لأن يتصرفوا في حياتهم وفق ما يتعقلونه ويرونه صالحا دون وصاية وإشراف الآخرين، وهي بادرة صحية من الناحية المبدئية ومن شأنها أن تنمي قابليات الخش ونضجها إذا ما رافقتها عملية توجيه وإرشاد غير مباشر من قبل أولياء الأمور والمربين. ويشتد الميل نحو تحمل المسؤوليات لدى الفتيات بشكل خاص خلال هذه المرحلة حيث يسعين فضلا عن أداء الواجبات الخاصة بهن، الى القيام بأعمال ونشاطات أخرى في البيت أيضا، وحتى لقد يبلغ الحماس ببعض الفتيات في هذا المجال درجة يصررن فيها على تجاوز الأم والقيام ببعض الأعمال رغم إرادتها. وبالطبع فإنه يمكن ترشيد هذه الحالة وتنميتها بشكل إيجابي من خلال إيكال بعض الأعمال اليهن بما يناسب سنهن وتشجيعهن على أدائها.

ـ الميل الى النشاط :

ابتداء من السني الأولى للمراهقة وحتى قبل ذلك بقليل، يتولد لدى الفتاة دافعا نفسيا نحو النشاط والمسؤولية، وكأنه يثقل عليها أن تأكل وتشرب وتبقى عاطلة تتفرج، مثلا، على الأم والأخوات الاكبر سنا وهن يتحملن لوحدهن مسؤولية إنجاز الأعمال في البيت دون أن تشاركهن هي بشيء من هذه الأعمال والمسؤوليات.

إن الفتاة في هذه السن تنمو من الناحية الذهنية وتميل الى النظر للأشياء بواقعية أكثر، وعلى الوالدين أن يأخذوا هذه القضية بنظر الاعتبار في تعاملهم معها. ونضيف أيضا هذه المآلة التي يؤكد عليها علماء التربية وهي ام الميول والرغبات لدى الفتاة، في هذه السن، متنوعة ومتغيرة، لكنها تستقر على حال ولون معينين بمرور الزمن بشكل تدريجي.

ـ تقييم الأسرة :

تكتسب الفتيات عند دخولهن سن المراهقة نوعا من الحساسية تجاه ظروفهن الحياتية في داخل

الأسرة، ولأنهن يعتبرن الاسرة الوسط الذي ينمين فيه كياناتهن ويبرزن فيه شخصياتهن، لذا

فإنهن يبادرن أولا الى تقييم ظروف الحياة داخل الأسرة.

وبسبب من التطورات والتبدلات النفسية والعضوية التي يمررن بها خلال هذه المرحلة من العمر، والتي تؤدي بطبيعتها الى تغييرات نفسية وعاطفية عميقة لديهن، لذا فإن تقييماتهن تكون سلبية في غالب الأحيان حول ظروف حياة الأسرة، خصوصا فيما يتعلق منها بطبيعة سلوك وحياة الأم، ويسعين الى أن تكون حياتهن مختلفة عن حياة الأم.

وقد تتطور هذه النظرة السلبية لدى بعض الفتيات تجاه أمهاتهن الى حد يصل في بعض الحالات درجة الكراهية وتدهور علاقاتهن بهن بشكل خطير. إن كل شيء في حياة الوالدين يصبح في نظر مثل هذه الفتيات داعيا الى الرفض والاستهجان، خصوصا الأم، سلوكهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بالآخرين، ونوع وطريقة تفكيرهم وآرائهم تجاه مختلف القضايا.

إن أغلب الفتيات في مثل هذه السن لا يجدن الظروف مؤاتية للتعبير عن آرائهن بشأن الأجواء السائدة في البيت أو تجاه الوالدين فيحتفظن بها لأنفسهن، وذلك أما حياءً أو خوفا من المحاسبة والعقاب، لكننا لا نعدم في الوقت ذاته وجود حالات تقف فيها الفتيات بوجوه أمهاتهن بتصور أنهن ضعيفات ولا حول لهن ولا قوة.

ـ التمرد و العصيان :

في أوائل سن المراهقة تكون الفتاة مطيعة ومسلّمة قيادها للوالدين الى حد ما وتحاول الظهور بمظهر الهادئة والمنسجمة مع الأوضاع بحيائها وخجلها المعهود ، لكن هذه الحالة تتغير لديها ويحل محلها نوع من العصيان والتمرد على الأوامر والتوجيهات في المقاطع البعدية من المراهقة حيث الاقتراب من البلوغ والنضوج...

كما أن حالة التمرد والعصيان تكتسب في بداية الأمر منحنى شفهيا، فتحاول الفتاة التعبير عن تمردها ورفضها للقضايا التي لا تنسجم مع رغباتها وميولها من خلال الكلام وإبداء الانزعاج فقط، لكنها تتحول فيما بعد الى مواقف عملية تبرز من خلال الأفعال والتصرفات.

وأحيانا يكون التمرد والعصيان نوع من المقاومة الطفولية، بمعنى إن الفتاة تعبر بذلك عن رغبتها في أن تبقى طفلة تتمتع بمزايا الطفولة، والواقع أنها تكون في هذه الحالة حائرة بين عالمين، عالم الطفولة الذي ابتعدت عنه قليلا من جهة، وعالم الكبار الذي وضعت أقدامها الأولى فيه من جهة أخرى.

ـ الصداقات :

فمع البدايات الأولى لسن المراهقة ، تتجه الفتيات الى الاهتمام بحياة الجماعة وبناء علاقات الصداقة فيما بينهن، ويبلغ ميل واندفاع أعضاء هذه الفئة بهذا الاتجاه حدا دفع البعض الى وصف هذه الفترة بفترة اللهو والصداقات. وبالطبع فإن هذه العلاقات هي علاقات مؤقتة وغير دائمية. فالعلاقات التي تتحول الى صداقات دائمية تأتي في مراحل لاحقة وتتعزز بمرور الزمن.

إن التعرف على قرينات السن والانفتاح عليهن يكتسب أهمية متزايدة للفتيات في مثل هذه السن، ويكمل شخصياتهن في بعض الموارد، لأن الصفة الإيجابية في إحداهن تنتقل من خلال العلاقة الى الأخريات ايضا .كما ومن شأن مثل هذه العلاقات أن تخفف من حدة كثير من التوترات والاحتقانات النفسية لدى أعضاء هذه الفئة، لأن البوح بما يجيش في النفس من اهتمامات للصديقات يعد بذاته عاملا من عوامل تسكين النفس.

على أية حال، فإن الفتيات في هذه السن، يعطين أهمية متزايدة لأمر الصداقة والارتباط

بزميلاتهن، كما وقد يبادرن الى اقامة علاقات صداقة ..، غير أن هذه الحالة نادرا ما تشوبها دوافع.. ، وإن كانت سرعان ما ستأخذ صبغة.. في حال استمرارها.

إن الارتباط بعلاقات الصداقة بالنسبة للفتيات هو وسيلة ينقلن عن طريقها ما يجيش في صدورهن من مشاعر وأحاسيس الى الأخريات من جهة، وليستفدن من وجهات نظرهن ومن

تجاربهن في الوقت ذاته أيضا في حياتهن من جهة أخرى.

ـ الأنس والنفور :

تمر صداقات مرحلة المراهقة بفترات مد وجزر، وهي في الغالب علاقات غير ثابتة ومتبدلة، كما وهي بحاجة من طرف واحد، أي أن الطرف المبادر اليها لا يأخذ مصلحة الطرف الآخر فيها بنظر الاعتبار. وبعبارة أوضح إن الانفصال عن مرحلة ما قبل البلوغ يولد نوع من القلق والاضطراب لا يمكنه تسكينه الا بالاتصال بقرناء السن وهي حالة تزول بزوال دواعي القلق بعد اجتياز هذه السن .

ومن صور الميل الى الصداقات والزمالات في هذه السن، يمكن الإشارة الى سعي الفتيات لتشكيل الفرق والمجاميع والاتحادات وما الى ذلك من الفعاليات الجماعية، لكنه ليس معلوما دائما ما إذا كانت مثل هذه النشاطات سليمة، حيث قد تجر في بعض الحالات الى الوقوع في الانحراف والرذيلة.

تتولد لدى بعض الفتيات في هذه السنين بعض الميول والرغبات التي تأخذ طابعا ساديا فتنعكس على سلوكهن وتصرفاتهن مع الأخريات، ومن تمظهرات الإدبار عن علاقات الصداقة والتالف مع الزميلات وحتى إضمار الكراهية نحوهن ومحاولة الحاق الأذى بهن غير أن هذه الحالة تتجه في الغالب نحو التحسن لوحدها فيما بعد، وتعود أوضاعهن بالتدريج الى حالتها الطبيعية في نهاية المطاف.

ـ الالفة والانسجام :

لكن أغلب الفتيات يملن الى التآلف والانسجام مع صديقاتهن ويحرصن على الاحتفاظ بعلاقاتهن فيما بينهن بشتى الوسائل، كما وتسعى بعض الفتيات، في سبيل الاحتفاظ بمثل هذه العلاقات وتعزيزها الى تقليد شخصيات بعضهن ومحاكاتها في نوع الملبس وطريقة الكلام وفي الحركة والتصرف وما الى ذلك من المكونات الشخصية.

إن الميل الى محاكات الصديقات والزميلات ومحاولة تقليد شخصياتهن في التصرف والسلوك تتوقف ايجابيته وفائدته أو سلبيته ومضاره على نوع العلاقات التي تربط الفتاة بالأخريات وعلى الخلفيات التربوية للأخيرات، وهنا يأتي دور أولياء الأمور، وخصوصا الأمهات، في ترشيد وتوجيه هذا الميل بالاتجاه الذي يخدم مصلحة الفتاة وينضج شخصيتها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.