يعد المناخ من العوامل المهمة والمؤثرة في بناء طرق النقل ومد شبكاته من حيث اختلاف خصائصه وتوزيعه الجغرافي(1), وهو من العوامل الحيوية التي تربط الحركة النقلية , وبيان مدى كفاءتها الوظيفية على مدار الفصول والشهور والأيام والساعات , إذ إن بناء الطرق وتشغيلها وصيانتها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعامل المناخ وظواهره المختلفة , والمتمثلة بدرجات الحرارة والأمطار والرياح والعواصف الغبارية.

تقع منطقة الدراسة ضمن المناخ الصحراوي الذي يتصف به القسم الجنوبي من العراق خريطة (1) وعند تطبيق معادلة كوبن نجد المنطقة تقع ضمن المناخ "*Bwhs" الذي يتميز بطول فصل الصيف الحار وقصر فصل الشتاء البارد أما فصلي الربيع والخريف فهما انتقاليان وقصيران لا يمكن تحسسهما بسهولة .

درجات الحرارة :

إن لدرجات الحرارة تأثيراً مباشراً على الضغط الجوي, والأمطار, ومعدل التبخر(2) . وهذا يترك آثاراً على النقل ويتضح من الجدول (1) الذي يبين معدل درجات الحرارة في المحافظة , أن منطقة الدراسة تمتاز بارتفاع درجات الحرارة إذ بلغ المعدل الشهري لدرجة الحرارة في شهر تموز(39,67) درجة مئوية في حين بلغ المعدل الشهري لدرجة الحرارة في شهر كانون الثاني (13,55) درجة مئوية, وارتفاع درجات الحرارة صيفاً وخاصة في ساعات النهار له الأثر السلبي على الطرق والمركبات معاً إذ يقل استعمال الطرق من المركبات لأسباب تتعلق بالمركبة نفسها, ومدى تأثير الحرارة في استهلاك الماكنة وعمرها واستهلاك الكثير من تجهيزاتها (3) .

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الحركة المرورية تزداد في الصيف مقارنة بفصل الشتاء , إذ سجل طريق رقم (8) بين السماوة والديوانية معدلاً في الحركة اليومية (4615) سيارة في الصيف أما في الشتاء فمعدل الحركة بلغ (4292) سيارة (4) , وتعمل درجات الحرارة العالية على طراوة مادة القير التي تستعمل في بناء الطرق الأمر الذي يستدعي استعمال مادة تقاوم درجات الحرارة , زيادةً على ذلك إن درجات الحرارة العالية تؤثر على الإطارات فارتفاع درجات الحرارة يعمل على تمدد الهواء في داخل الإطارات وانفجارها الأمر الذي يسبب الكثير من الحوادث أو اصطدام المركبات مع بعضها البعض ,  وتؤثر درجات الحرارة العالية على تشقق الطرق وتكسر الجزء الأعلى منها كما هو واضح في طريق السماوة- ديوانية .

وتؤثر درجات الحرارة على أداء العاملين في قطاع النقل عند أجراء صيانة للطرق,  إذ تعمل على تقليل ساعات العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة أما انخفاضها شتاءً لا يؤثر على سير المركبات إلا في بعض الأيام التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي . وتتباين كثافة النقل في فصلي الصيف والشتاء على مدار اليوم (5) , ولا تؤثر درجات الحرارة في فصلي الربيع  والخريف على الطرق لانخفاض المدى الحراري اليومي .

____________
(1) محمد خميس الزوكة , مصدر سابق, ص53.

(Bwhs)*:مناخ صحراوي جاف ذو الأمطار الشتوية وأستعمل كوبن المعادلة الآتية:م= 0,44ح- 8,5

إذ إن م= معدل الأمطار بالانجات .

ح= المعدل الحراري السنوي بالفهرنهايت .

وقد أظهرت النتيجة بان الطرف الأيسر أكبر من الطرف الأيمن وهذا يعني إن المناخ جاف وتضاف (s) للدلالة على سقوط الأمطار شتاءً

(2) علي حسين الشلش, مناخ العراق, ترجمة عبد الإله رزوقي كربل , ماجد السيد ولي , جامعة البصرة , كلية الآداب , 1988, ص37.

(3) احمد صباح مرضي , مصدر سابق, ص77.

(4) وزارة النقل والمواصلات , الهيأة العامة لنقل الركاب في المثنى , بيانات غير منشورة , 2010.

(5) إسماعيل جوهر عجم , تباين كثافة النقل البري على الطرق الرئيسة بين بغداد – البصرة , رسالة ماجستير (غير منشورة), كلية الآداب , جامعة بغداد, 1976, ص104.