أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2016
2857
التاريخ: 14-8-2016
3171
التاريخ: 15-04-2015
3509
التاريخ: 15-8-2016
3633
|
شاع استعمال الغناء في العصر الأموي وكانت يثرب قد عنت بالغناء وكان ذلك أمرا مقصودا من قبل الحكم الأموي وذلك لأسقاط مكانة يثرب في نفوس المسلمين , ويقول أبو الفرج : إن الغناء في المدينة لا ينكره عالمهم ولا يدفعه عابدهم وكان فقيه المدينة مالك بن أنس له معرفة تامة بالغناء فقد روى حسين بن دحمان الأشقر قال : كنت بالمدينة فخلا لي الطريق وسط النهار فجعلت أغني :
ما بال أهلك يا رباب خزرا كأنهم غضاب
قال : فاذا خوخة قد فتحت وإذا وجه قد بدا تتبعه لحية حمراء فقال : يا فاسق أسأت التأدية ومنعت القائلة وأذعت الفاحشة ثم اندفع يغني فظننت أن طويا قد نشر بعينه فقلت له : أصلحك الله من أين لك هذا الغناء؟ فقال : نشأت وأنا غلام حدث أتبع المغنين وآخذ عنهم فقالت لي أمي : يا بني إن المغني إذا كان قبيح الوجه لم يلتفت إلى غنائه فدع الغناء واطلب الفقه فانه لا يضر معه قبح الوجه فتركت المغنين واتبعت الفقهاء فقلت له : فأعد جعلت فداك فقال لا ولا كرامة أتريد أن تقول : أخذته عن مالك بن أنس وإذا هو مالك بن أنس ولم أعلم ومن طريف ما ينقل أن دحمان المغني شهد عند القاضي لرجل من أهل المدينة على عراقي فأجازه القاضي فقال له العراقي : إنه دحمان فقال القاضي : أعرفه ولو لم أعرفه لسألت عنه قال العراقي : إنه يغني ويعلم الجواري الغناء! قال القاضي : غفر الله لنا ولك وأينا لا يغني ؛ وهكذا انتشر الغناء في يثرب التي هي عاصمة الاسلام ومما لا شك فيه أن ذلك كان بوحي من الحكومة الأموية وتشجيع منها لأسقاط هيبة المدينة التي هي عاصمة الرسول (صلى الله عليه واله) , وقد شجعت الحكومة الأموية الغناء ووهبت الأموال للمغنين وقد روى المؤرخون أنه وفد على يزيد بن عبد الملك معبد ومالك بن أبي السمح وابن عائشة فأمر لكل واحد منهم بألف دينار وتوسع الوليد بن يزيد في جوائز المغنين فأعطى معبدا أثني عشر ألف دينار كما استقدم جميع مغني الحجاز وأجازهم جوائز كثيرة وقد راجت هذه الحرفة وأقبل الناس عليها حينما رءوا ملوك بنى أمية قد قربوا المغنين ووهبوهم الثراء العريض ومن طريف ما ينقل ما رواه المؤرخون أن الوليد بن يزيد لما ولي الخلافة استدعى عطرد من المدينة وكان جميل الوجه حسن الغناء طيب الصوت فغناه فشق الوليد حلة وشي كانت عليه ورمى بنفسه في بركة خمر فما زال بها حتى أخرج كالميت سكرا فلما أفاق قال له : كأني بك الآن قد أتيت المدينة فقمت في مجالسها ومحافلها وقلت : دعاني أمير المؤمنين فدخلت عليه فاقترح علي فغنيته وأطربته فشق ثيابه وفعل والله لئن تحركت شفتاك بشيء مما جرى فبلغني لأضربن عنقك ثم أعطاه ألف دينار فأخذها وانصرف إلى المدينة وكثير من أمثال هذه الصور قد رواها المؤرخون وهي تدلل على خلاعة بني أمية واستهتارهم وإنهم قد انحرفوا عما ألزم به الاسلام من ترك حياة اللهو والعبث والمجون.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|