المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

أصل الكون
24-3-2022
الصدمة التي مني بها علم الاصول
9-8-2016
هيرتز ، غوستاف
7-12-2015
Potential of Halved Cylinder
11-8-2016
موارد سقوط الأذان
29-9-2016
الترسبات الطحلبية Periphyton
21-7-2019


رواياته عن النبي  
  
3346   02:51 مساءاً   التاريخ: 21-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص142-167.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 3144
التاريخ: 21-8-2016 16765
التاريخ: 21-8-2016 3019
التاريخ: 15-10-2015 9253

[روي] عن النبي (صلى الله عليه واله) يتعلق تارة بالفقه الاسلامي وقد عرضت لها موسوعات الفقه والحديث واخرى بآداب السلوك والاخلاق كما عرضت بعضها لفضل العترة الطاهرة ولزوم مودتها وفيما يلي ذلك :

1 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : فضل العلم أحب الى الله من فضل العبادة وأفضل دينكم الورع ..

وفي هذا الحديث دعوة الى طلب العلم والحث عليه فهو أفضل من العبادة التي لا ينتفع بها الا صاحبها كما فيه الحث على الورع عن محارم الله والاجتناب عن المآثم التي تؤدي الى سقوط الشخص وانحرافه عن الطريق القويم.

2 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : ما جمع شيء الى شيء أفضل من حلم الى علم ..

ان الانصاف بالعلم والحلم مما يرفعان مستوى الشخص ويميزانه عن غيره فليس هناك شيء أفضل من هاتين الخصلتين.

3 ـ روى (عليه السلام) بسنده عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : فوق كل بر بر فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر وفوق كل عقوق عقوق حتى يقتل الرجل أحد والديه فاذا قتل احدهما فليس فوقه عقوق ..

ان منتهى البر وغايته هي الشهادة في سبيل الله فاذا استشهد الشخص من اجل ذلك فقد انتهى الى غاية البر كما ان منتهى الاثم والعقوق هي قتل الرجل احد والديه فاذا فعل ذلك فقد سقط في حضيض من الآثم ليس له من قرار.

4 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من المروءة استصلاح المال.

وحث الرسول (صلى الله عليه واله) أصحاب رءوس الاموال على استثمار أموالهم في الوجوه المشروعة لازدهار الاقتصاد العام وزيادة الدخل الفردي ونفي الحاجة من البلاد ونهاهم عن التبذير او حبس الاموال وعدم تشغيلها فان ذلك مما يعود بأضرار بالغة على اقتصاد البلاد.

5 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن الله تبارك وتعالى اهدى إلي والى أمتي هدية لم يهدها الى أحد من الأمم كرامة من الله لنا فقال أصحابه : وما ذاك يا رسول الله؟ قال : الافطار في السفر والتقصير في الصلاة ..

حقا ان تقصير الصلاة والافطار في السفر من ألطاف الله تعالى على هذه الأمة فان المسافر في عناء وجهد فاذا وجب عليه الصوم واتمام الصلاة فقد اضاف الى عنائه عناء والى مشقته مشقة أخرى.

6 ـ قال (عليه السلام) : أتى رجل الى النبي (صلى الله عليه واله) فقال له : مالي لا أحب الموت؟ فقال (صلى الله عليه واله) : الك مال؟ قال : نعم قال : فقدمته؟ قال : لا.

قال : فمن ثم لا تحب الموت ..

ان هذا الانسان لو قدم لآخرته وسعى لها لأحب الدار الآخرة ليستوفي اجر ما عمله ولكنه لم يفعل شيئا مما يقربه الى الله زلفى فلذاكره الموت وكره ملاقاة الله تعالى.

7 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إلا ان شرار أمتي الذين يكرمون مخافة شرهم إلا وان من اكرمه الناس اتقاء شره فليس مني ..

إن شرار هذه الأمة الذين يكرمون ويعظمون لا لفضيلة فيهم أو احسان اسدوه الى الناس وانما لاتقاء شرورهم ومخافة ظلمهم فان هؤلاء ليسوا من الاسلام الذي جاء بالرحمة والاحسان الى الناس.

8 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : رأس العقل بعد الايمان بالله عز وجل التحبب الى الناس ..

ما أروع هذه الحكمة وما اجلها!! فان التحبب الى الناس اما بقضاء حوائجهم أو جلب الخير لهم ودفع الظلم عنهم أو مقابلتهم بالاخلاق الرفيعة مما يوجب شيوع المحبة بين الناس وربط الهيئة الاجتماعية بعضها ببعض وهذا ما يحرص عليه الاسلام ومما اقام مجتمعه عليه.

9 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عز وجل فيما حملكم من كتابه فاني مسؤول وإنكم مسؤولون اني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.

وفي هذا الحديث دعوة الى القراء والى سائر رجال الدين للقيام بدورهم في تحمل المسؤولية بإرشاد الناس وهدايتهم وتبليغهم بما أمر الله به وعما نهى عنه.

10 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : خلقت أنا وعلي من نور واحد ..

ان رسول الله (صلى الله عليه واله) وعليا (عليه السلام) خلقا من نور واحد اضاءا آفاق هذا الكون فهما مصدر الفكر والوعي لهذه الأمة وهما رائدا الانسانية لكل ما تسمو به.

11 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : اشتد غضب الله وغضبي على من اهراق دمي وآذاني في عترتي ..

الويل كل الويل للزمرة الخائنة التي لم تحفظ وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) في عترته وأهل بيته فأبادتهم وقطعت أوصالهم وسبت ذراريهم وانتهكت حرمتهم.

12 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يحشر أبي ابراهيم وعلي وينادي مناد يا محمد نعم الأب أبوك ونعم الأخ أخوك ..

إلا بوركت تلك الابوة الزاكية لإبراهيم خليل الرحمن وتلك الاخوة الصادقة للإمام أمير المؤمنين الى الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) وينادي بهما يوم حشر الناس على صعيد الحق والعدل لإظهار فضلهما وسمو مكانتهما عند الله.

13 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي : لولاك ما عرف المؤمنون بعدي ..

لقد كان الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) هو المقياس للأيمان والمقياس للحق والعدل فما آمن به إلا كل من آمن بربه ووطنه وأمته وما جحده إلا كل من تنكر للعدل وتنكر لصالح أمته واعرض عن ذكر الله واتخذ آياته هزوا.

14 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة فتعلق بقائمة العرش وتقول : يا جبار احكم بيني وبين قاتل ولدي ـ يعني الحسين ـ فيحكم لابنتي ورب الكعبة ..

لقد أذاع النبي (صلى الله عليه واله) بين المسلمين في كثير من مواقفه عن مقتل سبطه العظيم الامام الحسين (عليه السلام) واعلن ان بضعته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليه السلام) سترفع يوم القيامة قميص ولدها الملطخ بدمائه الزكية وتطالب الحاكم العدل أن يحكم بينها وبين قاتله فالويل كل الويل لمن كانت العترة الطاهرة خصما له في ذلك اليوم الذي يخسر فيه المبطلون.

15 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ان الله جعل ذرية محمد (صلى الله عليه واله) من صلب علي ..

إلا بوركت تلك الذرية الطاهرة التي اعز الله بها كلمة الحق واضاء بها الطريق وأوضح بها القصد وجعلها الأدلاء على طاعته والقادة الى سبيله.

16 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من اسبغ وضوؤه واحسن صلاته وادى زكاة ماله وكف غضبه وسجن لسانه وبذل معروفه واستغفر لذنبه وأدى النصيحة لأهل بيتي فقد استكمل حقائق الايمان وأبواب الجنة له مفتحة ..

ان هذه الاعمال مما تقرب العبد الى خالقه ويصل بها الانسان الى حقيقة الايمان ويستوجب بها الجنان.

17 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها وكلمة سفه من حكيم فأغفروها ..

ان صدور الحكمة من السفيه لغريب ولو صدرت منه للزم الأخذ بها ولا يعنى بقائلها كما أن صدور السفه من الحكيم لغريب باعتبار كماله وحكمته فاذا نطق بذلك فينبغي أن لا يؤاخذ عليه.

18 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : نعمتان مكفورتان الأمن والعافية ..

لقد كفر الناس بهاتين النعمتين اللتين لا تطيب الحياة من دونهما وإنهم لم يؤدوا لله شكرا عليهما.

19 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : صنفان من امتي اذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي قيل يا رسول الله ومن هما؟ قال : الفقهاء والامراء ..

ان الاصلاح الاجتماعي يتوقف على صلاح هذين الصنفين فاذا صلحا فقد سعدت الأمة وحققت ما تصبو إليه واذا شذا عن سنن الحق وانحرفا عن العدل أصيبت الامة بتدهور سريع في جميع مجالاتها.

20 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجدها عاق ولا ديوث قيل يا رسول الله وما الديوث؟ قال : الذي تزني امرأته وهو يعلم ..

ان العاق لأبويه والديوث الذي لا شرف له لا يستحقان أن ينعما بالفردوس الأعلى الذي هو مقر الأنبياء والصالحين بل لا يليق بهما إلا أن يكونا مقرنين بالأصفاد في النار.

21 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لا خير في العيش إلا لرجلين : عالم مطاع أو مستمع واع ...

ان الخير في هذه الحياة انما هو للعالم الذي يطاع فيما يأمر به من القيم الكريمة والمثل الرفيعة فاذا تم له ذلك فقد نجح في اداء رسالته وحقق ما يصبو إليه وكذلك الخير في الحياة إنما هو للمستمع الواعي الذي يعي الاهداف النبيلة في رسالة المصلحين ويعمل بها.

22 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من واسى الفقير وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا ..

إن مواساة الفقراء ماديا ومعنويا دليل على قوة الايمان وتكامله كما ان انصاف الناس آية على سمو الشخص وتجرده من الانانية وسائر الامراض النفسية وهذا هو واقع الايمان وجوهر الاسلام.

23 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : يلزم الوالدين من العقوق لولدهما اذا كان الولد صالحا ما يلزم الولد لهما ..

ان العقوق لا يقتصر على الولد تجاه أبويه وإنما يشملهما فيما اذا اساءا إليه على غير وجه مشروع فانهما يتحملان اثم ما اقترفاه تجاهه.

24 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ما انفق مؤمن نفقة هي أحب الى الله عز وجل من قول الحق في الرضا والغضب ..

ما أروع هذه الحكمة انها دستور الاسلام الذي يؤثر الحق والعدل بين الناس على كل شيء.

25 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الاسلام الغلاة والقدرية , أما الغلاة فهم الذين يزعمون أن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الله تعالى أو انه ابن الله فهؤلاء ليسوا من فرق الاسلام ـ عند الشيعة ـ وإنما هم من الكفار ويعاملون معاملتهم قال السيد الحميري في هجائهم :

قوم غلوا في علي لا أبا لهم      وأجشموا أنفسا في حبه تعبا

قالوا : هو ابن الاله جل خالقنا   من أن يكون له ابن أو يكون أبا

أما القدرية : فهم القائلون : بأن الخير والشر كله من الله وبتقديره ومشيئته وهؤلاء ليس لهم نصيب من الاسلام.

26 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ثلاث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله عز وجل ( يوم القيامة ) يوم لا ظل إلا ظله : رجل اعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر أخرى حتى يعلم ان ذلك لله فيه رضى أو سخط ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب من نفسه فانه لا ينفي منها عيبا إلا بدأ له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس ..

وفي هذا الحديث دعوة الى مكارم الاخلاق وحسن السلوك مع الناس والتحذير من ذكر مساوئ الناس.

27 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ثلاث يحسن فيهن الكذب : المكيدة في الحرب وعدتك زوجتك والاصلاح بين الناس وثلاث يقبح فيهن الصدق النميمة واخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه وتكذيبك الرجل عن الخير وثلاثة مجالستهم تميت القلب مجالسة الانذال والحديث مع النساء ومجالسة الاغنياء ..

وسوغ النبي (صلى الله عليه واله) الكذب في تلك المواضع نظرا للمصالح التي تترتب عليها وقد قال العلماء : ان الكذب ليس علة تامة للقبح وانما هو مقتض له فاذا وجد ما يرفع قبحه من المصالح جاز للمكلف فعله وكذلك يقبح الصدق في تلك المواضع نظرا للمفاسد التي تترتب عليه.

28 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله : كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين : عين بكت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله وعين باتت ساهرة في سبيل الله ..

29 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن أسرع الخير ثوابا البر وان أسرع الشر عقابا البغي وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس الى ما يعمى عنه من نفسه ويعير الناس بما لا يستطيع تركه ويؤذي جليسه بما لا يعنيه ..

وفي هذا الحديث الحث على فعل الخير والتحذير من الشر والبغي على الناس والتنديد بمن ينظر الى عيوب الناس ولا ينظر الى ما فيه من نقص.

30 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لا سهر إلا في ثلاث : متهجد بالقرآن أو في طلب العلم أو عروس تهدى الى زوجها ..

31 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ولا من الله عز وجل قيل : يا رسول الله وما هن قال : حلم يرد به جهل الجاهل وحسن خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن معاصى الله عز وجل ويدعو هذا الحديث الى تكوين شخصية المسلم على أسس رفيعة من الحلم وحسن الاخلاق والورع عن محارم الله.

32 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ثلاثة يشفعون الى الله عز وجل فيشفعون : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء ..

33 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : الايمان معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالاركان .

ليس الايمان لفظا تلوكه الألسن وانما هو امر مستقر في اعماق القلب ودخائل النفس ويدفع الانسان الى العمل عن يقين واخلاص

34 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لابي ذر يا ابا ذر إياك والسؤال فانه ذل حاضر وفقر تتعجله وفيه حساب طويل يوم القيامة يا أبا ذر تعيش وحدك وتموت وحدك وتدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك يا أبا ذر لا تسأل بكفك وان أتاك شيء فاقبله ...

ثم قال (صلى الله عليه واله) لأصحابه الا اخبركم بشراركم؟ بلى يا رسول الله .؛ المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبرآء العيب .

لقد اوصى النبيّ (صلى الله عليه واله) أبا ذر بالعفة والإباء واستشف (صلى الله عليه واله) من وراء الغيب عما يعانيه هذا المصلح العظيم من التنكيل والارهاق في سبيل اداء رسالته الاصلاحية الخالدة فقد اعلن ابو ذر سخطه على الامويين الذين تنكروا لحقوق الامة واستبدوا بثرواتها فاتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا فكان ابو ذر اللسان الناطق بحقوق المظلومين والمضطهدين والمترجم لآلامهم وقد ضاق الامويون منه ذرعا فنفوه الى الربذة وفرضت عليه الاقامة الجبرية في تلك البقعة الجرداء التي انعدمت فيها جميع وسائل الحياة وتوفى هذا الثائر العظيم جائعا منفيا عن وطن الله ووطن رسوله لقد توفى أبو ذر جائعا وفي أيدي الامويين ذهب الارض وثروات الأمة ينفقونها على شهواتهم وملاذهم.

لقد مات أبو ذر من اجل أن يحقق العدالة الاجتماعية ويحقق الفرص المتكافئة بين الناس وينفي عنهم شبح الفقر وكابوس الظلم ويعيد فيهم حكم القرآن وعدالة الاسلام.

35 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي : يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة : إمام عادل ووالد لولده والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب والمظلوم يقول له الله عز وجل وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين ...

36 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي : يا علي ان الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني فيها على رجال العالمين ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين ..

لقد اختار الله تعالى نبيه العظيم وأوصيائه الأئمة الطاهرين من بين خلقه فجعلهم خزنة لعلمه ومستودعا لحكمته وأركانا لتوحيده ومنارا في بلاده وأدلاء على مرضاته وطاعته فصلوات الله عليهم.

37 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : اربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله واني رسول الله ومن اذا اصابته مصيبة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ومن اذا اصاب خيرا قال : الحمد لله رب العالمين ومن اذا أصاب خطيئة قال : استغفر الله وأتوب إليه ..

38 ـ روى (عليه السلام) بسنده عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : أربع من كن فيه نشر الله عليه كنفه وادخله الجنة في رحمته : حسن خلق يعيش به في الناس ورفق بالمكروب وشفقة على الوالدين واحسان الى المملوك ..

وفي هذا الحديث دعوة الى مكارم الاخلاق وحسن السلوك بين الناس والرفق والرحمة بالمعذبين والمنكوبين.

39 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : اربع يمتن القلب : الذنب على الذنب وكثرة مناقشة النساء ومماراة الاحمق تقول ويقول ولا يرجع الى خير أبدا ومجالسة الموتى فقيل له : يا رسول الله وما الموتى؟ قال : كل مترف ..

وحذر النبي (صلى الله عليه واله) عن هذه الامور لأنها تميت الضمير ويقسو بها القلب وقد حرص الاسلام كل الحرص على ضمير الانسان فأراده أن يكون واعيا متفتحا متنورا رحيما.

40 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : في وصيته الى الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا علي بادر بأربع : بشبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك ..

ودعا النبي (صلى الله عليه واله) الى المبادرة لفعل الخير واغتنام الفرص للعمل الى ما يقرب العبد الى خالقه قبل أن يفوت الأوان فيخسر الانسان ما اعده الله له من النعم في دار الآخرة.

41 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : من علامات الشقاء جمود العين وقسوة القلب وشدة الحرص في طلب الرزق والاصرار على الذنب ..

وحذر النبي (صلى الله عليه واله) من هذه الأمور التي تبعد الانسان عن ربه وتلقيه في شر عظيم.

42 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال على منبره : ألا ان خير الاسماء عبد الله وعبد الرحمن وحارثة وهمام وشر الاسماء ضرار ومرة وحرب وظالم ..

واحب النبي (صلى الله عليه واله) للمسلمين أن يسموا ابناءهم بتلك الاسماء الكريمة وكره لهم ان يسموهم بتلك الاسماء الكريهة التي تحمل طابع الشر والسوء.

43 ـ روى (صلى الله عليه واله) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن حبنا أهل البيت ..

ان الله تعالى ليسأل هذا الانسان في يوم حشره عن كل شأن من شؤون حياته في الدنيا فيسأله عن عمره هل انفقه في طاعته ورضاه ليجزل له الثواب أو انه صرفه في اقتراف الأثم وظلم العباد ليعاقبه عليه وكذلك يسأله بصورة خاصة عن شبابه فيما ابلاه كما يحاسبه على امواله هل

اكتسبها بصورة مشروعة حتى لا يؤاخذ عليها أو أنه اكتسبها من الحرام ليعاقب عليها وكذلك يسأله عن الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) الذين هم مصدر النور والخير في الارض فان كان متمسكا بولائهم فقد فاز ونجا وإن كان منحرفا عنهم فقد ظل وغوى.

44 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه واله) خطب الناس في آخر جمعة من شهر شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس انه قد اظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر وهو شهر رمضان فرض الله صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كمن تطوع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن ادى فيه سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر وإن الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المواساة وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمن ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى.

فقيل له : يا رسول الله ليس كلنا يقدر أن يفطر صائما؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم لمن لا يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على اكثر من ذلك ومن خفف فيه عن مملوكه خفف عنه حسابه وهو شهر أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره اجابة والعتق من النار ولا غنى لكم فيه عن اربع خصال : خصلتين ترضون الله بهما وخصلتين لا غنى بكم عنهما اما اللتان ترضون الله بهما فشهادة أن لا إله إلا الله واني رسول الله وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة ، وتسألون الله فيه العافية وتتعوذن به من النار ان لشهر رمضان قداسة وحرمة عند الله ففضله على سائر الشهور ودعا فيه الرسول الى الطاعة والبر والاحسان على الفقراء وخصه بكثير من المميزات على بقية الشهور.

45 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال في وصيته للإمام أمير المؤمنين : يا علي أربعة يذهبن ضياعا الأكل بعد الشبع والسراج في القمر والزرع في السبخة والصنعة عند غير أهلها ..

46 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : خمس لا ادعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد وركوبي الحمار مؤكفا وحلب العنز بيدي ولبس الصوف والتسليم على الصبيان لتكون سنة من بعدي ..

وهذه الأمور من معالي اخلاقه (صلى الله عليه واله) التي ساد بها على سائر النبيين وجلب بها الناس الى حظيرة الايمان والاسلام.

47 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : من باع واشترى فليجتنب خمس خصال وإلا فلا يبيعن ولا يشتري : الربا والحلف وكتمان العيب والمدح اذا باع والذم اذا اشترى .. 

وعلى ضوء هذا النص افتى الفقهاء في كتاب البيع بما يلي :

1 ـ ان يتفقه البائع والمشتري في شئون المعاملات ليتجتنبا المعاملات الربوية التي هي من اعظم المحرمات في الاسلام.

2 ـ ان يتجنبا اليمين في المعاملة فانهما اذا كانا صادقين فيكره لهما ذلك واما اذا كانا كاذبين فانهما يقترفان الأتم والحرام.

3 ـ أن لا يكتما العيب سواء أكان ذلك في الثمن أم في المثمن واذا حصل الكتمان وظهر أمره فللمغرور خيار الفسخ ونقض المعاملة.

4 ـ ان يجتنب البائع مدح سلعته.

5 ـ ان لا يذم المشتري ما اشتراه إذا كان سليما.

48 ـ روى (صلى الله عليه واله) عن آبائه ان رجلا جاء الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له : يا رسول الله ما العلم؟

ـ الانصات.

ـ ثم مه؟

ـ الاستماع له.

ـ ثم مه؟

ـ الحفظ له.

ـ ثم مه؟

ـ العمل به.

ـ ثم مه؟

ـ نشره .

49 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لأصحابه : استحيوا من الله حق الحياء قالوا : وما نفعل يا رسول الله؟ قال :فان كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا واجلا بين عينيه وليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى وليذكر القبر والبلى ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا ..

ان الحياء إنما يتحقق من الانسان فيما إذا خاف ربه وحفظ لسانه من قول الباطل وبصره من النظر الى ما لا يحل له وذكر القبر وما يجري عليه من الأهوال فيه فان صنع ذلك فهو المستحي من الله.

50 ـ قال (عليه السلام) : سئل رسول الله (صلى الله عليه واله) عن خيار العباد؟ فقال : الذين اذا احسنوا استبشروا واذا اساؤوا استغفروا واذا اعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا ..

51 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه أن النبي (صلى الله عليه واله) قال في وصيته لعلي : يا علي في الزنا ست خصال : ثلاث منها في الدنيا وثلاث في الآخرة فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ويعجل الفناء ويقطع الرزق واما التي في الآخرة فسوء الحساب وسخط الرحمن والخلود في النار ..

ان الزنا آفة اجتماعية وكارثة مدمرة للأخلاق وقد شدد الاسلام فيه وتوعد من يقترفه بأنواع العذاب في الدار الآخرة.

52 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : الحكرة في ستة اشياء : في الحنطة والشعير والتمر والزبيب والسمن والزيت ..

الاحتكار هو أحد العوامل المؤدية الى شل الحركة الاقتصادية في البلاد والى شيوع الفقر والحاجة بين الناس وقد حاربه الاسلام وشدد في أمره كأعظم ما يكون التشدد والزم ولاة أمر المسلمين بتسعير السلع وعدم الاجحاف في حق المواطنين فيها.

53 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغي والرشوة في الحكم وأجرة الكاهن ..

وحرم الاسلام بذل المال بإزاء هذه الأمور وجعل التعامل بها من اكل المال بالباطل لأنها تؤدي الى تسيب الاخلاق وشيوع الفساد في الأرض.

54 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والتارك لسنتي والمستحل لعترتي ما حرم الله والمتسلط بالجبروت ليذل من اعزه الله ويعز من اذله الله والمستأثر بفيء المسلمين المستحل له ..

55 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي : يا علي حرم من الشاة سبعة أشياء : الدم والمذاكير والمثانة والنخاع والغدد والطحال والمرارة ..

وفي تحريم الاسلام لهذه الأمور وقاية للصحة العامة وضمان للمجتمع من أن يصاب بالأمراض وقد ثبت في الطب الحديث أنها مما تضر بالصحة العامة وإن اجتنابها أمر لازم.

56 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال في وصيته لعلي : يا علي ان الله تبارك وتعالى اعطاني فيك سبع خصال : أنت أول من ينشق عنه القبر معي وأنت أول من يقف على الصراط معي وأنت أول من يكسى إذا كسيت ويحيى إذا حييت وأنت أول من يسكن معي في عليين وأنت أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك ..

57 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : لم يعبد الله عز وجل بشيء افضل من العقل ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال : الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه ولا يسأم من طلب العلم طول عمره ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله الذل احب إليه من العز والفقر احب إليه من الغنى نصيبه من الدنيا القوت والعاشرة وما العاشرة؟ لا يرى أحدا الا قال : هو خير مني وأتقى انما الناس رجلان فرجل هو خير منه واتقى وآخر هو شر منه وأدنى فاذا رأى من هو خير منه واتقى تواضع له ليلحق به وإذا رأى الذي هو شر منه وادنى قال : عسى خير هذا باطن وشره ظاهر عسى أن يختم له بخير فاذا فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه ..

وفي هذا الحديث وامثاله من الاحاديث النبوية دعوة الى اصلاح النفس وتهذيبها بمكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال لتكون مصدر هداية للناس.

58 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لعن في الخمر عشرة : غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها.

وشدد الاسلام في أمر الخمر كأعظم ما يكون التشدد فحرم ايجاده وصنعه كما حرم تعاطيه فان الخمر من أعظم الآفات الاجتماعية التي تضر بالصحة العامة وتسبب انتكاسة القيم وتدهور الاخلاق.

59 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : البركة عشرة اجزاء تسعة اعشارها في التجارة والعشر الباقي في الجلود ـ يعني الغنم -.

60 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : بني الاسلام على عشرة أسهم : على شهادة أن لا إله إلا الله وهي الملة والصلاة وهي الفريضة والصوم وهو الجنة والزكاة وهي الطهر والحج وهو الشريعة والجهاد وهو الغزو والأمر بالمعروف وهو الوفاء والنهي عن المنكر وهو الحجة والجماعة وهي الالفة والعصمة وهي الطاعة ..

61 ـ روى (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال : إذا سألتم الله فسألوه بباطن الكفين وإذا استعذتموه فلا تستعيذوه بظاهرهما ..

62 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : اذا فعلت امتي خمس عشرة خصلة : حل بها البلاء اذا اكلوا الأموال دولا واتخذوا الامانة مغنما والزكاة مغرما واطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أخاه وارتفعت الاصوات في المساجد وأكرم الرجل مخافة شره وكان زعيم القوم ارذلهم واذا لبس الحرير وشربت الخمور واتخذت القيان والمعازف ولعن آخر هذه الأمة اولها فليترقبوا بعد ذلك ثلاث خصال : ريحا حمراء ومسخا وخسفا ..

وهذه الأمور التي حذر عنها النبي (صلى الله عليه واله) هي من مدمرات الأمم ومن محطمات الشعوب واذا اقترفتها الأمة الاسلامية فسوف يحل بها عذاب الله وتجتاحها نقماته.

63 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان النبي (صلى الله عليه واله) قال : من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له ..

وحث الاسلام على الكسب الحلال واعتبره جهادا وشرفا لصاحبه وإن من سعى لعياله وهو مكدود متعوب بات مغفورا له.

64 ـ قال (عليه السلام) : سئل رسول الله عن خيار العباد؟ فقال (صلى الله عليه واله) : الذين اذا أحسنوا استبشروا وإذا اعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا واذا غضبوا غفروا ..

ان من يتصف بهذه الاخلاق الرفيعة فانه يكون من خيار الناس واشرافهم وانه قد ملك زمام نفسه وسيطر عقله على هواه.

 

65 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ..

ما اسمى هذه الحكمة التي تجمع الناس على صعيد المحبة والألفة وتوحد ما بين مشاعرهم وعواطفهم ان سلطان المال لا يمكن أن يحقق ذلك ولكن الاخلاق هي اقوى مؤثر في بناء المجتمع واقامته على اسس سليمة.

66 ـ قال (عليه السلام) : مر رسول الله (صلى الله عليه واله) بقوم يربعون حجرا فقال : ما هذا؟ قالوا : نعرف بذلك أشدنا وأقوانا فقال (صلى الله عليه واله) : إلا أخبركم بأشدكم وأقواكم قالوا : بلى قال (صلى الله عليه واله) : أشدكم وأقواكم الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل واذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق وإذا قدر لم يتعاط ما ليس بحق .. ان الاسلام لا يعني إلا بقوة الضمير وصلابته ازاء الحق واما الاعتزاز بقوة العضلات فهي من الاعراف الجاهلية التي حاربها الاسلام.

67 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : مجالسة اهل الدين شرف الدنيا والآخرة ..

لقد ثبت في علم الاجتماع ان الحياة الاجتماعية حياة تأثير وتأثر فكل انسان يتأثر ويؤثر فيمن حوله ومن الطبيعي ان مزاملة الاخيار والمتحرجين في دينهم تؤثر فيمن يتصل بهم تأثيرا مباشرا فتصونهم من رذائل الصفات وتحبب لهم الخير وينالون بذلك شرف الدنيا وشرف الآخرة.

 

68 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله الى عباد الله ..

69 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : من أراد التوسل الي وان يكون له يد اشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم .

70 ـ روى (عليه السلام) عن آبائه أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي : يا علي أنا مدينة العلم وأنت الباب وكذب من زعم أنه يصل الى المدينة إلا من الباب ..

71 ـ روى (عليه السلام) بسنده عن أم سلمة ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : الحج جهاد كل ضعيف .

72 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من نقله الله من ذل المعاصي الى عز التقوى اغناه بلا مال واعزه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس ومن خاف الله اخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله اخافه الله من كل شيء ومن رضي من مال الله باليسير من الرزق فقد رضي منه باليسير من العمل ..

73 ـ روى (عليه السلام) بسند عن آبائه ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : اني واثنى عشر من أهل بيتي أولهم علي أوتاد الأرض التي امسكها الله بها أن تسيخ بأهلها فاذا ذهبت الاثنا عشر من أهل بيتي ساخت الأرض بأهلها ..

74 ـ قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدثون منهم القائم بالحق يملأها عدلا كما ملئت جورا. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض رواياته عن جده النبي (صلى الله عليه واله) والمتتبع يجد اضعاف هذه الاحاديث التي يرويها الامام عن جده.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.