أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-21
985
التاريخ: 7-3-2022
2611
التاريخ: 7-8-2016
2510
التاريخ: 18-8-2016
1755
|
الشكر أفضل منازل الأبرار، و عمدة زاد المسافرين إلى عالم الأنوار، و هو موجب لدفع البلاء وازدياد النعماء ، و قد ورد به الترغيب الشديد و جعله اللّه سببا للمزيد , قال اللّه – سبحانه - :
{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ } [النساء : 147] , و قال : {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } [إبراهيم : 7].
وقال :{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة : 152] , و قال : {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران : 145] .
ولكونه غاية الفضائل و المقامات ، ليس لكل سالك أن يصل إليه ، بل ليس الوصول إليه الا لأوحدي من كمل السالكين , و لذا قال اللّه رب العالمين :
{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ : 13] , وكفى به شرفا و فضلا ، أنه خلق من أخلاق الربوبية ، كما قال اللّه - سبحانه- : {وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن : 17].
وهو فاتحة كلام أهل الجنة و خاتمته ، كما قال اللّه - تعالى- : {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} [الزمر: 74] , و قال : {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس : 10] .
وقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «الطاعم الشاكر، له من الاجر كأجر الصائم المحتسب. والمعافى الشاكر، له من الاجر كأجر المبتلى الصابر و المعطى الشاكر، له من الاجر كأجر المحروم القانع» , و قال (صلى الله عليه واله): «ان للنعم أو ابد كأوابد الوحش ، فقيدوها بالشكر» , و قال (صلى الله عليه واله): «ينادي مناد يوم القيامة : ليقوم الحامدون! فيقوم زمرة فينصب لهم لواء فيدخلون الجنة» , فقيل : من الحمادون؟ , فقال : «الذين يشكرون اللّه على كل حال».
وقال السجاد (عليه السلام): «إن اللّه - سبحانه- يحب كل عبد حزين، و يحب كل عبد شكور». وقال الباقر (عليه السلام): «كان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عند عائشة ليلتها ، فقالت : يا رسول اللّه! لم تتعب نفسك وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ , فقال : يا عائشة! ألا أكون عبدا شكورا؟ , قال : و كان يقوم على أطراف اصابع رجليه ، فأنزل اللّه - تعالى- : {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى } [طه : 1، 2] .
وقال الصادق (عليه السلام): «ما انعم اللّه على عبد من نعمة فعرفها بقلبه و حمد اللّه ظاهرا بلسانه ، فتم كلامه ، حتى يؤمر له بالمزيد» , و قال (عليه السلام): «ثلاث لا يضر معهن شيء : الدعاء عند الكرب ، و الاستغفار عند الذنب ، و الشكر عند النعمة» , و قال (عليه السلام): «في كل نفس من انفاسك شكر لازم لك ، بل الف أو أكثر، و أدنى الشكر رؤية النعمة من اللّه - تعالى- من غير علة يتعلق القلب بها دون اللّه - عز و جل- ، أو الرضا بما أعطى ، و الا تعصيه بنعمته و تخالفه بشيء من امره و نهيه بسبب نعمته.
فكن للّه عبدا شاكرا على كل حال ، تجد اللّه ربا كريما على كل حال ، و لو كان عند اللّه - تعالى- عبادة تعبد بها عباده المخلصون أفضل من الشكر على كل حال ، لا طلق لفظة منهم عن جميع الخلق بها ، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات ، و خص اربابها ، فقال : (و قليل من عبادي الشكور).
وتمام الشكر الاعتراف بلسان السر، خاضعا لله بالعجز عن بلوغ ادنى شكره ، لان التوفيق للشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها ، و هي أعظم قدرا و أعز وجودا من النعمة التي من اجلها وفقت له ، فيلزمك على كل شكر شكر أعظم منه ، الى ما لا نهاية له ، مستغرقا في نعمه قاصرا عاجزا عن درك غاية شكره ، و انى يلحق العبد شكر نعمة الله ، و متى يلحق صنيعه بصنيعه ، و العبد ضعيف لا قوة له ابدا الا بالله - عز و جل- ، و الله غنى عن طاعة العبد قوي على مزيد النعم على الابد ، فكن لله عبدا شاكرا على هذا الأصل ، ترى العجب» , ثم كما ان الشكر من المنجيات الموصلة إلى سعادة الابد و زيادة النعمة في الدنيا ، فضده - اعني الكفران من المهلكات المؤدية إلى شقاوة السرمد و عقوبة الدنيا و سلب النعم , قال الله - سبحانه- : {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ } [النحل : 112] , و قال - تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11].
وقال الصادق (عليه السلام): «اشكر من أنعم عليك ، و انعم على من شكرك ، فانه لا زوال للنعماء إذا شكرت و لا بقاء لها إذا كفرت , الشكر زيادة في النعم ، و امان من الغير» , أي من التغيير.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|