المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Representing covalent bonds
27-6-2019
خنفساء الشوندر البرغوثية الغربية Flea beetle
2-4-2018
More on Voting
14-2-2016
آيات الكاظم (عليه السلام) ودلالاته ومعجزاته
16-05-2015
التخطيط للتربية والتعلم
24-07-2015
إشكالية وصعوبة تعريف الإرهاب
6-4-2016


سمو اخلاق الامام السجاد  
  
5377   04:28 مساءاً   التاريخ: 15-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص34-36.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016 2894
التاريخ: 11-8-2016 3084
التاريخ: 22-8-2016 2803
التاريخ: 15-8-2016 3430

معالي أخلاقه نفحة من روح الله يهتدي بها الحائر ويسترشد بها الضال وقد حاكى بهذه الظاهرة جده الرسول (صلى الله عليه واله) الذي امتاز على سائر النبيين بسمو اخلاقه.

وكان (عليه السلام) يقابل كل من اساء إليه بالعفو والصفح الجميل ويغدق عليه ببره ومعروفه ليقلع من نفسه جذور البغي والاعتداء على الغير وهذه بعض البوادر التي أثرت عنه :

أ ـ يقول المؤرخون : إن اسماعيل بن هشام المخزومي كان واليا على يثرب وكان من أعظم المبغضين والحاقدين على آل البيت (عليه السلام) وكان يبالغ في إيذاء الامام زين العابدين ويشتم آباءه على المنابر تقربا الى حكام دمشق ولما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة بادر الى عزله والوقيعة به لهنات كانت بينه وبينه قبل أن يلي الملك والسلطان وقد أوعز بايقافه للناس لاستيفاء حقوقهم منه وفزع هشام كأشد ما يكون الفزع من الامام (عليه السلام) لكثرة إساءته له وقال : ما أخاف إلا من علي بن الحسين فانه رجل صالح يسمع قوله فيّ ولكن الامام عهد إلى أصحابه ومواليه ان لا يتعرضوا له بمكروه وخف إليه فقابله ببسمات فياضة بالبشر وعرض عليه القيام بما يحتاج إليه في محنته قائلا له : يا ابن العم عافاك الله لقد ساءني ما صنع بك فادعنا إلى ما احببت , وذهل هشام وراح يقول بإعجاب : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فيمن يشاء ..

ب ـ ومن معالي اخلاقه هذه البادرة التي ترفعه الى مستوى لم يبلغه أي مصلح كان عدا آبائه كما تدلل على امامته.

لقد روى المؤرخون أنه كان في كل يوم من شهر رمضان يذبح شاة ويطبخها ويوزعها على الفقراء والمحرومين وفي يوم حمل غلامه اناء فيه شيء من المرق وكان يغلى من شدة الحرارة فعثر الغلام باحد اطفال الامام فتوفي الطفل في الوقت فارتفعت الصيحة من العلويات وكان الامام يصلي فلما انفلت من صلاته أخبر بوفاة ولده فاسرع (عليه السلام) الى الغلام فرآه يوعد من شدة الخوف فقابله بلطف وحنان وقال له : لقد ظننت بعلي بن الحسين الظنون ظننت أنه يعاقبك ويقتص منك , اذهب فأنت حر لوجه الله وهذه أربعة آلاف دينار هدية إليك واجعلني في حل من الخوف الذي داخلك من أجلي .

أي نفس ملائكية هذه النفس إنها لتفوق نفوس عباد الله الصالحين الذين امتحن الله قلوبهم بالايمان.

لقد ورث هذه الاخلاق العظيمة من جده الرسول العظيم (صلى الله عليه واله) الذي أسس مكارم الاخلاق في الارض.

ج ـ ومن معالي اخلاقه أنه كان خارجا من المسجد فالتقى به رجل من شانئيه فقابل الامام بالسب والشتم فثار في وجهه بعض موالي الامام وأصحابه فنهرهم (عليه السلام) وأقبل على الرجل بلطف قائلا : ما ستر عليك من أمرنا أكثر ... الك حاجة نعينك عليها ..

واستحيا الرجل وودّ أن الارض قد وارته وبان عليه الانكسار والندم وبادر نحوه الامام (عليه السلام) فالقى عليه خميصة وأمر له بألف درهم وطفق الرجل يقول : اشهد أنك من بني الرسل!! .

هذه بعض البوادر من معالي اخلاقه التي تفيض بالرحمة والحلم ونكران الذات والحق ان اخلاق أهل البيت (عليهم السلام) مدرسة تقوم على الشرف والنبل وعلى كل ما يسمو به الانسان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.