أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2016
3545
التاريخ: 15-04-2015
3547
التاريخ: 11-8-2016
3041
التاريخ: 14-8-2016
3429
|
أخلص زيد في العبادة والانابة لله فكان من أبرز المتقين في عصره يقول عاصم بن عبيد العمري : رأيته وهو شاب بالمدينة يذكر الله فيغشى عليه حتى يقول القائل ما يرجع الى الدنيا وكان يعرف عند أهل المدينة بحليف القرآن وقد أثر السجود بوجهه لكثرة صلاته طوال الليل لقد اتجه بعواطفه ومشاعره نحو الله وسلك كل ما يقربه إليه زلفى.
وكان زيد من علماء عصره البارزين وكان موسوعة في الحديث والفقه والتفسير واللغة والأدب وعلم الكلام وقد سأل جابر الامام الباقر (عليه السلام) عن زيد فأجابه (عليه السلام) سألتني عن رجل ملئ ايمانا وعلما من أطراف شعره الى قدمه , وقال (عليه السلام) فيه : ان زيدا أعطي من العلم بسطة وقد تحدث زيد عن سعة علومه ومعارفه حينما أعد نفسه لقيادة الأمة والثورة على الحكم الأموي يقول : والله ما خرجت ولا قمت مقامي هذا حتى قرأت القرآن وأتقنت الفرائض واحكمت السنة والآداب وعرفت التأويل كما عرفت التنزيل وفهمت الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والخاص والعام وما تحتاج إليه الأمة في دينها مما لا بد لها منه ولا غنى عنه وأني لعلى بينة من ربي .
لقد كان زيد من اعلام الفقهاء ومن كبار رواة الحديث وقد أخذ علومه من أبيه الامام زين العابدين (عليه السلام) ومن أخيه الامام الباقر (عليه السلام) الذي بقر العلم حسبما أخبر عنه جده الرسول (صلى الله عليه واله) وقد غذياه بانواع العلوم وأخذ عنهما أصول الاعتقاد والفروع والتفسير فكان من الطراز الأول في فضله وعلمه , وإن من أوهى الاقوال ما ذهب إليه الشهرستاني من انه تتلمذ لواصل بن عطاء واخذ عنه الاعتزال يقول : أراد ـ يعني زيدا ـ أن يحصل الاصول والفروع حتى يتحلى بالعلم فتتلمذ في الاصول لواصل بن عطاء رأس المعتزلة مع اعتقاد واصل بأن جده علي بن أبي طالب (عليه السلام) في حروبه التي جرت بينه وبين أصحاب الجمل وأصحاب الشام ما كان على يقين من الصواب وان أحد الفريقين منهما كان على خطأ لا بعينه فاقتبس منه الاعتزال , أما هذا الرأي فلا يحمل أي طابع من التوازن والتحقيق فان زيدا لم يقتبس علومه من واصل وإنما أخذها من أبيه وأخيه اللذين أضاءا الحياة الفكرية والعلمية في الاسلام.
وقد استمد الفقهاء ورؤساء المذاهب الاسلامية علومهم مما أخذوه من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أما مباشرة او من أحد تلامذتهم فكيف يذهب زيد الى واصل لأخذ العلم عنه؟ ويذهب الشيخ أبو زهرة الى ان التقاء زيد بواصل كان التقاء مذاكرة وليس التقاء تلميذ عن استاذ فان السن متقاربة وزيد كان ناضجا , واضاف قائلا : إنه تلقى فروع الشاعر :
ويجعل البر قمحا في تصرفه وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يطق مطرا والقول يعجله فعاد بالغيث اشفاقا من المطر
الاحكام من أسرته وفي المدينة مهد علم الفروع .
لقد أخذ زيد علومه من أبيه وأخيه وكان من اعلام الفقهاء في عصره وقد روى عنه أبو خالد الواسطي مجموعة في الفقه تتناول العبادات والمعاملات اسماها ( مسند الامام زيد ) وقد ذكرنا ما يواجه هذا الكتاب من المؤخذات في درستنا عن عقائد الزيدية .
أما مكانة زيد الأدبية فقد كان من الطراز الأول في الأدب والبلاغة وكان يشبه جده الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في فصاحته وبلاغته ويقول المؤرخون : إنه جرت بين زيد وبين جعفر بن الحسن منازعة في وصية فكانا إذا تنازعا انثال الناس عليهما ليسمعوا محاورتهما فكان الرجل يحفظ على صاحبه اللفظة من كلام جعفر ويحفظ الآخر اللفظة من كلام زيد فاذا انفصلا وتفرق الناس فيكتبون ما قالاه : ثم يتعلمونه كما يتعلم الواجب من الفرض والنادر من الشعر والسائر من المثل وكانا أعجوبة دهرهما واحدوثة عصرهما وكان سيبويه يحتج بما أثر عن زيد من الشعر ويستشهد به فيما يذهب إليه واعترف خصمه الطاغية هشام بقدراته الأدبية وبراعته في الكلام فقال : إنه حلو اللسان شديد البيان خليق بتمويه الكلام وقد حفلت مصادر الأدب والتأريخ بالشيء الكثير من روائع حكمه وهي من غرر الكلام العربي.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|