أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-23
338
التاريخ: 14-1-2023
3241
التاريخ: 18-05-2015
3689
التاريخ: 18-05-2015
3867
|
عانى الامام الكاظم (عليه السّلام) الوانا قاسية من المحن و الخطوب في عهد الطاغية هارون الذي جهد على ظلمه و التنكيل به فقد قضى زهرة حياته في ظلمات سجونه محجوبا عن أهله و شيعته ... .
ثقل الامام على هارون و ورم أنفه منه و ذلك لأنه اعظم شخصية في العالم الاسلامي يكن له المسلمون المودة و الاحترام في حين أنه لم يحظ بذلك.
و يقول الرواة: ان من الاسباب التي ادت هارون لسجنه للامام انه لما زار قبر النبي (صلى الله عليه واله) و قد احتف به الأشراف و الوجوه و الوزراء و كبار رجال الدولة و اقبل على الضريح المقدس و وجه له التحية قائلا: السلام عليك يا ابن العم ...
و لقد أفتخر على من سواه برحمه الماسة من النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فانه انما نال الخلافة بهذا السبب و كان الامام موسى (عليه السّلام) الى جانبه فسلم على النبي العظيم قائلا: السلام عليك يا أبت ...
و فقد الرشيد صوابه و ورم أنفه و انتفخت أوداجه فان الامام (عليه السّلام) اقرب منه الى النبي و الصق به من غيره فاندفع الطاغية بنبرات تقطر غضبا قائلا: لم قلت: إنك اقرب الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) منا؟ ...
فأدلى الامام بالحجة القاطعة التي لا يمكن انكارها قائلا: لو بعث رسول اللّه صلى اللّه حيا و خطب منك كريمتك هل كنت تجيبه الى ذلك؟.
و سارع هارون قائلا: سبحان اللّه!! و اني لافتخر بذلك على العرب و العجم ...
و انبرى الامام (عليه السّلام) يقيم عليه الدليل انه أقرب الى النبي (صلى الله عليه واله) منه قائلا: و لكنه لا يخطب مني و لا أزوجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم ..
و أقام الامام دليلا آخر على قوله فقال لهارون: هل يجوز لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يدخل على حرمك و هن كاشفات؟.
فقال هارون: لا.
و قال الامام: لكن له أن يدخل على حرمي و يجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب إليه منكم .. .
و ثار الرشيد و لم يجد مسلكا ينفذ منه لتنفيذ حجة الامام (عليه السّلام) و انطوت نفسه على الشر فجاء الى قبر النبي (صلى الله عليه واله) و قال له: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه إني اعتذر إليك من أمر عزمت عليه اني أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا يسفك فيها دماءهم ...
لقد حسب ان اعتذاره الى النبي (صلى الله عليه واله) من ارتكاب الجريمة يجديه و ينفي عنه المسؤولية في يوم يخسر فيه المبطلون.
و في اليوم الثاني أصدر أوامره بإلقاء القبض على الامام فألقت الشرطة القبض عليه و هو قائم يصلي عند رأس جده النبي (صلى الله عليه واله) فقطعوا عليه صلاته و لم يمهلوه لإتمامها فحمل من ذلك المكان الشريف و قيد و هو يذرف أحر الدموع و يبث شكواه الى جده قائلا: إليك اشكو يا رسول اللّه ...
و حمل الامام و هو يرسف في القيود فمثل أمام الطاغية هارون فجفاه و اغلظ له في القول .
و حمل الامام مقيدا الى البصرة و قد وكل حسان السري بحراسته و المحافظة عليه و في الطريق التقى به عبد اللّه بن مرحوم الأزدي فدفع له الامام كتبا و أمره بإيصالها الى ولي عهده الامام الرضا (عليه السّلام) و عرفه بأنه الامام من بعده .
و سارت القافلة تطوي البيداء حتى انتهت الى البصرة و ذلك قبل التروية بيوم فسلم حسان الامام الى عيسى بن جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس و اقفل عليه أبواب السجن فكان لا يفتحها إلا في حالتين: احداهما خروجه الى الطهور و الأخرى لإدخال الطعام إليه.
و اقبل الامام على العبادة و الطاعة فكان يصوم في النهار و يقوم في الليل و يقضي عامة وقته في الصلاة و السجود و الدعاء و قراءة القرآن و اعتبر تفرغه للعبادة من نعم اللّه تعالى عليه فكما يقول: اللهم انك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم و قد فعلت فلك الحمد .
و أوعز هارون الى عيسى عامله على البصرة باغتيال الامام (عليه السّلام) و ثقل الأمر على عيسى فاستشار خواصه بذلك فمنعوه و خوفوه من عاقبة الأمر فاستجاب لهم و رفع رسالة الى هارون جاء فيها: يا امير المؤمنين كتبت إلي في هذا الرجل و قد اختبرته طول مقامه بمن حبسته معه عينا عليه لينظروا حيلته و أمره و طويته ممن له المعرفة و الدراية و يجري من الانسان مجرى الدم فلم يكن منه سوء قط و لم يذكر أمير المؤمنين إلّا بخير و لم يكن عنده تطلع الى ولديه و لا خروج و لا شيء من أمر الدنيا و لا دعا قط على امير المؤمنين و لا على أحد من الناس و لا يدعو إلّا بالمغفرة و الرحمة له و لجميع المسلمين من ملازمته للصيام و الصلاة و العبادة فان رأى امير المؤمنين أن يعفيني من أمره أو ينفذ من يتسلمه مني و إلّا سرحت سبيله فاني منه في غاية الحرج .
و دلت هذه الرسالة على خوف عيسى من الاقدام على اغتيال الامام و قد بقي في سجنه سنة كاملة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|