المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



سجن الامام في البصرة  
  
4094   05:31 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص78 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام) /

عانى الامام الكاظم (عليه السّلام) الوانا قاسية من المحن و الخطوب في عهد الطاغية هارون الذي جهد على ظلمه و التنكيل به فقد قضى زهرة حياته في ظلمات‏ سجونه محجوبا عن أهله و شيعته ... .

ثقل الامام على هارون و ورم أنفه منه و ذلك لأنه اعظم شخصية في العالم الاسلامي يكن له المسلمون المودة و الاحترام في حين أنه لم يحظ بذلك.

و يقول الرواة: ان من الاسباب التي ادت هارون لسجنه للامام انه لما زار قبر النبي (صلى الله عليه واله) و قد احتف به الأشراف و الوجوه و الوزراء و كبار رجال الدولة و اقبل على الضريح المقدس و وجه له التحية قائلا: السلام عليك يا ابن العم ...

و لقد أفتخر على من سواه برحمه الماسة من النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فانه انما نال الخلافة بهذا السبب و كان الامام موسى (عليه السّلام) الى جانبه فسلم على النبي العظيم قائلا: السلام عليك يا أبت ...

و فقد الرشيد صوابه و ورم أنفه و انتفخت أوداجه فان الامام (عليه السّلام) اقرب منه الى النبي و الصق به من غيره فاندفع الطاغية بنبرات تقطر غضبا قائلا: لم قلت: إنك اقرب الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) منا؟ ...

فأدلى الامام بالحجة القاطعة التي لا يمكن انكارها قائلا: لو بعث رسول اللّه صلى اللّه حيا و خطب منك كريمتك هل كنت تجيبه الى ذلك؟.

و سارع هارون قائلا: سبحان اللّه!! و اني لافتخر بذلك على العرب و العجم ...

و انبرى الامام (عليه السّلام) يقيم عليه الدليل انه أقرب الى النبي (صلى الله عليه واله) منه قائلا: و لكنه لا يخطب مني و لا أزوجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم ..

و أقام الامام دليلا آخر على قوله فقال لهارون: هل يجوز لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يدخل على حرمك و هن كاشفات؟.

فقال هارون: لا.

و قال الامام: لكن له أن يدخل على حرمي و يجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب إليه منكم .. .

و ثار الرشيد و لم يجد مسلكا ينفذ منه لتنفيذ حجة الامام (عليه السّلام) و انطوت نفسه على الشر فجاء الى قبر النبي (صلى الله عليه واله) و قال له: بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه إني اعتذر إليك من أمر عزمت عليه اني أريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حربا يسفك فيها دماءهم ...

لقد حسب ان اعتذاره الى النبي (صلى الله عليه واله) من ارتكاب الجريمة يجديه و ينفي عنه المسؤولية في يوم يخسر فيه المبطلون.

و في اليوم الثاني أصدر أوامره بإلقاء القبض على الامام فألقت الشرطة القبض عليه و هو قائم يصلي عند رأس جده النبي (صلى الله عليه واله) فقطعوا عليه صلاته و لم يمهلوه لإتمامها فحمل من ذلك المكان الشريف و قيد و هو يذرف أحر الدموع و يبث شكواه الى جده قائلا: إليك اشكو يا رسول اللّه ...

و حمل الامام و هو يرسف في القيود فمثل أمام الطاغية هارون فجفاه و اغلظ له في القول‏ .

و حمل الامام مقيدا الى البصرة و قد وكل حسان السري بحراسته و المحافظة عليه و في الطريق التقى به عبد اللّه بن مرحوم الأزدي فدفع له الامام كتبا و أمره بإيصالها الى ولي عهده الامام الرضا (عليه السّلام) و عرفه بأنه الامام من بعده‏ .

و سارت القافلة تطوي البيداء حتى انتهت الى البصرة و ذلك قبل التروية بيوم‏ فسلم حسان الامام الى عيسى بن جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس‏ و اقفل عليه أبواب السجن فكان لا يفتحها إلا في حالتين: احداهما خروجه الى الطهور و الأخرى لإدخال الطعام إليه.

و اقبل الامام على العبادة و الطاعة فكان يصوم في النهار و يقوم في الليل و يقضي عامة وقته في الصلاة و السجود و الدعاء و قراءة القرآن و اعتبر تفرغه للعبادة من نعم اللّه تعالى عليه فكما يقول: اللهم انك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك اللهم و قد فعلت فلك الحمد .

و أوعز هارون الى عيسى عامله على البصرة باغتيال الامام (عليه السّلام) و ثقل الأمر على عيسى فاستشار خواصه بذلك فمنعوه و خوفوه من عاقبة الأمر فاستجاب لهم و رفع رسالة الى هارون جاء فيها: يا امير المؤمنين كتبت إلي في هذا الرجل و قد اختبرته طول مقامه بمن حبسته معه عينا عليه لينظروا حيلته و أمره و طويته ممن له المعرفة و الدراية و يجري من الانسان مجرى الدم فلم يكن منه سوء قط و لم يذكر أمير المؤمنين إلّا بخير و لم يكن عنده تطلع الى ولديه و لا خروج و لا شي‏ء من أمر الدنيا و لا دعا قط على امير المؤمنين و لا على أحد من الناس و لا يدعو إلّا بالمغفرة و الرحمة له و لجميع المسلمين من ملازمته للصيام و الصلاة و العبادة فان رأى امير المؤمنين أن يعفيني من أمره أو ينفذ من يتسلمه مني و إلّا سرحت سبيله فاني منه في غاية الحرج .

و دلت هذه الرسالة على خوف عيسى من الاقدام على اغتيال الامام و قد بقي في سجنه سنة كاملة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.