أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016
2997
التاريخ: 7-8-2016
2558
التاريخ: 16-10-2015
3015
التاريخ: 7-8-2016
2742
|
لم تقتصر ولاية العهد بين الامام (عليه السّلام) و بين المأمون على البحوث الكلامية و إنما دونت في وثيقة رسمية وقع عليها الامام و المأمون و شهد عليها كبار رجال الدولة و قد نقلتها جمهرة من مصادر التأريخ و قد اطلع عليها ابن الجوزي و قال: ابتاعها خالي بمأتي دينار و حملها إلى سيف الدولة صدقة بن منصور و كان فيها خطوط جماعة من الكتاب مثل الصولي عبد اللّه بن العباس و الوزير المغربي و قد اطلع عليها علي بن عيسى الأربلي و نقل نصها في كتابة (كشف الغمة) و ذلك في سنة670هـ و نحن ننقل نصها فقد جاء فيها بعد البسملة:
هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر.
أما بعد: فإنّ اللّه عزّ و جلّ اصطفى الاسلام دينا و اصطفى من عباده رسلا دالين عليه و هادين إليه يبشر أولهم بآخرهم و يصدق تاليهم ماضيهم حتى انتهت نبوة اللّه إلى محمد (صلّى اللّه عليه و آله) على فترة الرسل و دروس من العلم و انقطاع من الوحي و اقتراب من الساعة فختم اللّه به النبيين و جعله شاهدا لهم و مهيمنا عليهم و انزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بما أحل و حرم و وعد و أوعد و حذر و أنذر و أمر به و نهى عنه لتكون له الحجة البالغة على خلقه ليهلك من هلك عن بينة و يحيا من حيي عن بينة و ان اللّه لسميع عليم , فبلغ عن اللّه رسالته و دعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالتي هي أحسن ثم بالجهاد و الغلظة حتى قبضه اللّه إليه و اختار له ما عنده (صلّى اللّه عليه و آله) فلما انقضت النبوة و ختم اللّه بمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) الوحي و الرسالة جعل قوام الدين و نظام أمر المسلمين بالخلافة و اتمامها و عزها و القيام بحق اللّه فيها بالطاعة التي يقام بها فرائض اللّه تعالى و حدوده و شرائع الاسلام و سننه و يجاهد بها عدوه , فعلى خلفاء اللّه طاعته فيما استحفظهم و استرعاهم من دينه و عباده و على المسلمين طاعة خلفائهم و معاونتهم على إقامة حق اللّه و عدله و أمن السبيل و حقن الدماء و صلاح ذات البين و جمع الالفة و في خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين و اختلالهم و اختلاف ملتهم و قهر دينهم و استعلاء عدوهم و تفرق الكلمة و خسران الدنيا و الآخرة , فحق على من استخلفه اللّه في ارضه و ائتمنه على خلقه أن يجاهد اللّه نفسه و يوثر ما فيه رضى اللّه و طاعته و يعتمد لما اللّه مواقفه عليه و مسائله عنه و يحكم بالحق و يعمل بالعدل فيما أحله اللّه و قلده فإن اللّه عزّ و جلّ يقول لنبيه داود: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه ان الذين يضلون عن سبيل اللّه لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب و قال اللّه عزّ و جلّ: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92، 93] و بلغنا ان عمر بن الخطاب قال: لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوفت أن يسألني اللّه عنها , و أيم اللّه إن المسؤول عن خاصة نفسه الموقوف على عمله فيما بينه و بين اللّه ليعرض على أمر كبير و على خطر عظيم فكيف بالمسؤول عن رعاية الأمة و باللّه الثقة و إليه المفزع و الرغبة في التوفيق و العصمة و التسديد و الهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة و الفوز من اللّه بالرضوان و الرحمة.
و أنظر الأمة لنفسه و انصحهم للّه في دينه و عباده من خلائقه في أرضه من عمل بطاعة اللّه و كتابه و سنة نبيه (صلّى اللّه عليه و آله) في مدة أيامه و بعدها و أجاهد رأيه فيمن يوليه عهده و يختاره لامامة المسلمين و رعايتهم بعده و ينصبه علما لهم و مفزعا في جمع الفتهم و لم شعثهم و حقن دمائهم و الأمن باذن اللّه من فرقتهم و فساد ذات بينهم و اختلافهم و رفع نزغ الشيطان و كيده عنهم فان اللّه عزّ و جلّ جعل العهد بعد الخلافة من تمام الاسلام و كماله و عزه و صلاح أهله و ألهم خلفاءه الخلافة من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم ما عظمت به النعمة و شملت فيه العافية و نقض اللّه بذلك مكر أهل الشقاق و العداوة و السعي و الفرقة و التربص للفتنة.
و لم يزل امير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقها و ثقل محملها و شدة مؤونتها و ما يجب على من تقلدها من ارتباط طاعة اللّه و مراقبته فيما حمله منها فانصب بدنه و اسهر عينه و أطال فكره فيما فيه عز الدين و قمع المشركين و صلاح الأمة و نشر العدل و اقامة الكتاب و السنة و منعه ذلك من الخفض و الدعة و مهنأ العيش علما بما اللّه سائله عنه و محبة أن يلقى اللّه مناصحا له في دينه و عباده و مختارا لولاية عهده و رعاية الأمة من بعده افضل من يقدر عليه في دينه و ورعه و علمه و أرجاهم للقيام في أمر اللّه و حقه مناجيا بالاستجارة في ذلك و مسألته الهامه ما فيه رضاه و طاعته في آناء ليله و نهاره معملا في طلبه و التماسه في أهل بيته من ولد عبد اللّه بن العباس و علي بن أبي طالب فكره و نظره مقتصرا ممن علم حاله و مذهبه منهم على علمه و بالغا في المسألة عمن خفي عليه أمره جاهده و طاقته حتى استقصى أمورهم معرفة و ابتلى أخبارهم مشاهدة و استبرأ أحوالهم معاينة و كشف ما عندهم مساءلة فكان خيرته بعد استخارته اللّه و إجهاده نفسه في قضاء حقه في عباده و بلاده في البيتين جميعا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) لما رأى من فضله البارع و علمه النافع و ورعه الظاهر و زهده الخالص و تخليه من الدنيا و تسلمه من الناس.
و قد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة و الألسن عليه متفقة و الكلمة فيه جامعة و لما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا و ناشئا و حدثا و مكتهلا فعقد له بالخلافة من بعده واثقا بخيرة اللّه في ذلك إذ علم اللّه أنه فعله ايثارا له و للدين و نظرا للإسلام و المسلمين و طلبا للسلامة و ثبات الحجة و النجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين.
و دعا امير المؤمنين ولده و أهل بيته و خاصته و قواده و خدمه فبايعوا مسرورين عالمين بإيثار امير المؤمنين طاعة اللّه على الهوى في ولده و غيرهم ممن هو أشبك منه رحما و أقرب قرابة.
و سماه الرضا اذ كان رضا عند امير المؤمنين فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين و من بالمدينة المحروسة من قواده و جنده و عامة المسلمين لأمير المؤمنين و للرضا من بعده علي بن موسى على اسمه و بركته و حسن قضائه لدينه و عباده بيعة مبسوطة إليها أيديكم منشرحة لها صدوركم عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها و آثر طاعة اللّه و النظر لنفسه و لكم فيها شاكرين اللّه على ما ألهم امير المؤمنين بها من قضاء حقه في رعايتكم و حرصه على رشدكم و صلاحكم راجين عائدة ذلك في جمع الفتكم و حقن دمائكم و لم شعثكم و سد ثغوركم و قوة دينكم و رغم عدوكم و استقامة أموركم و سارعوا إلى طاعة اللّه و طاعة امير المؤمنين فإنه الأمن إن سارعتم إليه و حمدتم اللّه عليه عرفتم الحظ فيه ان شاء اللّه .
و انتهت هذه الوثيقة و كان تأريخها يوم الأثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى و مائتين هجرية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|