المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Manipulating Weighing Bottles
19-3-2016
الأنساب لا تتغير بموت ولا حياة
22-6-2022
Bose-Einstein Distribution
3-4-2021
Monophthongs and diphthongs horsES
2024-05-04
Tetradic Number
12-1-2021
من التزامات الشخص المعنوي (شركة الأموال) في المجال الضريبي الالتزامات الأساسية
13-4-2016


مناظرة الامام الرضا مع رأس الجالوت  
  
3774   10:16 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص145-149.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

كان رأس الجالوت يمثل الطائفة اليهودية في ذلك المجلس الذي أعده المأمون لامتحان الامام فقال له الامام: تسألني أو أسألك؟ ...

- بل اسألك و لست أقبل منك حجة إلّا من التوراة أو من الانجيل أو من‏ زبور داود أو ما في صحف ابراهيم و موسى ...

فأجابه الامام بالموافقة على هذا الشرط قائلا: لا تقبل مني حجة إلّا بما نطق به التوراة على لسان موسى بن عمران و الانجيل على لسان عيسى بن مريم و الزبور على لسان داود (عليهم السّلام) ...

س 1- من أين تثبت نبوة محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟

ج 1- شهد بنبوته موسى بن عمران و عيسى بن مريم و داود خليفة اللّه في الأرض ؛ و طلب رأس الجالوت اثبات ذلك قائلا: اثبت قول موسى بن عمران ...

فقال الامام: تعلم يا يهودي أن موسى أوصى بني اسرائيل فقال لهم : إنه سيأتيكم نبي فيه‏ فصدقوا و منه فاسمعوا فهل تعلم أن لبني اسرائيل أخوة غير ولد اسماعيل؟ ان كنت تعرف قرابة اسرائيل من اسماعيل و النسب الذي بينهما من قبل ابراهيم.

و اعترف رأس الجالوت بذلك قائلا: هذا قول موسى: لا ندفعه ...

و الزمه الامام بالحجة و البرهان قائلا: هل جاءكم من اخوة بني اسرائيل غير محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟ ...

- لا ....

و انبرى الامام قائلا: أ ليس هذا قد صح عندكم؟ ...

- نعم و لكني أحب أن تصححه لي من التوراة؟ ...

و تلا الامام عليه قطعة من التوراة قائلا : هل تنكرون التوراة تقول لكم : جاء النور من قبل طور سيناء و اضاء للناس من جبل ساعير و استعلن علينا من جبل فاران ...

و اقر رأس الجالوت بهذه الكلمات إلّا انه طلب من الامام تفسيرها فقال (عليه السّلام) له: أنا أخبرك بها أما قوله: جاء النور من قبل طور سيناء فذلك وحي اللّه تبارك و تعالى الذي أنزله على موسى على جبل طور سيناء و أما قوله: و اضاء للناس في جبل ساعير فهو الجبل الذي أوحى اللّه عزّ و جلّ الى عيسى بن مريم و هو عليه و اما قوله:

و استعلن علينا من جبل فاران فذاك جبل من جبال مكة و بينه و بينها يومان أو يوم ...

قال شعيا النبي: فيما تقول أنت و اصحابك في التوراة رأيت راكبين اضاء لهما الأرض أحدهما على حمار و الآخر على جمل فمن راكب الحمار و من راكب الجمل؟ ...

و لم يعرف رأس الجالوت ذلك رغم انه موجود في التوراة فطلب من الامام إيضاح ذلك له فقال (عليه السّلام): أما راكب الحمار فعيسى و أما راكب الجمل فمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) أتنكر هذا في التوراة؟..

- لا ما أنكره ...

و وجه الامام إليه السؤال التالي: هل تعرف حبقوق النبي؟ ...

- نعم اني به لعارف ...

و أخذ الامام (عليه السّلام) يقرأ ما أثر عنه قائلا: فانه قال: - و كتابكم ينطق به- جاء اللّه تعالى بالبيان من جبل فاران و امتلأت السموات من تسبيح أحمد و أمته يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر يأتينا بكتاب جديد- يعني القرآن الكريم- بعد خراب بيت المقدس أ تعرف هذا و تؤمن به؟ ...

و اعترف رأس الجالوت بذلك و التفت إليه الامام فأقام عليه حجة أخرى و هي ما جاء في الزبور من التبشير بالرسول الأعظم محمد (صلّى اللّه عليه و آله) قائلا: فقد قال داود في زبوره - و أنت تقرأه- اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد (صلّى اللّه عليه و آله)؟ ...

و أخذ رأس الجالوت يراوغ و ينكر الحق قائلا: هذا قول داود نعرفه و لا ننكره و لكنه عنى بذلك عيسى و امامه هي‏ الفترة ...

فرد عليه الامام قائلا: جهلت ان عيسى كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه اللّه إليه و في الانجيل مكتوب ان ابن البرة - اي عيسى- ذاهب و البارقليطا جاء من بعده و هو الذي يحفظ الآصار و يفسر لكم كل شي‏ء و يشهد لي كما شهدت له أنا جئتكم بالأمثال و هو يأتيكم بالتأويل أ تؤمن بهذا في الانجيل؟ ...

و طفق رأس الجالوت يقول: نعم لا انكره ...

و وجه الامام إليه السؤال التالي: اسألك عن نبيك موسى بن عمران؟ ...

- سل ....

- ما الحجة على أن موسى تثبتت نبوته؟ ...

و اخذ رأس الجالوت يستدل على نبوة موسى قائلا: انه جاء بما لم يجيء به احد من الأنبياء قبله...

- مثل ماذا؟ ...

مثل فلق البحر و قلبه العصا حية تسعى و ضربه الحجر فانفجرت منه العيون و اخراجه يده بيضاء للناظرين و علاماته لا يقدر الخلق على مثلها ...

و صدق الامام مقالته قائلا: صدقت في أنها حجة على نبوته ..

إنه جاء بما لم يقدر الخلق على مثله أ فليس كل من أدعى أنه نبي و جاء بما لم يقدر الخلق على مثله وجب عليكم تصديقه؟ ...

و انكر اليهودي مقالة الامام قائلا: لا لأن موسى لم يكن له نظير لمكانه من ربه و قربه منه و لا يجب علينا الاقرار بنبوة من ادعاها حتى يأتي من الاعلام بمثل ما جاء به ....

و نقض الامام كلام اليهودي قائلا: فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسى و لم يفلقوا البحر و لم يفجروا من الحجر اثني عشر عينا و لم يخرجوا أيديهم مثل اخراج موسى يده بيضاء و لم يقلبوا العصا حية تسعى ...

و اجاب اليهودي: قد خبرتك انه متى جاءوا على نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله و لو جاءوا بمثل ما جاء به موسى أو كانوا على ما جاء به موسى وجب تصديقهم ...

و رد الامام (عليه السّلام) حجته قائلا: يا رأس الجالوت فما يمنعك من الاقرار بعيسى بن مريم و كان يحيي الموتى و يبرئ الأكمه و الأبرص و يخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا باذن اللّه ...

و راوغ اليهودي فقال: يقال: انه فعل ذلك و لم نشهده ...

ورد الامام عليه ببالغ الحجة قائلا: أ رأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته؟ أ ليس إنما جاءت الاخبار من ثقاة اصحاب موسى انه فعل ذلك ...

- بلى ...

و الزمه الامام بالحجة القاطعة قائلا: كذلك أيضا أتتك الأخبار لمتواترة بما فعل عيسى بن مريم فكيف صدقتم بموسى و لم تصدقوا بعيسى؟ ...

و وجم رأس الجالوت فقد سد عليه الامام كل نافذة و أقام عليه الحجة البالغة و بان عليه العجز و اضاف الامام (عليه السّلام) يقول: و كذلك أمر محمد (صلّى اللّه عليه و آله) و ما جاء به و أمر كل نبي بعثه اللّه و من آياته أنه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا و لم يتعلم و لم يختلف الى معلم ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء (عليهم السّلام) و اخبارهم حرفا حرفا و اخبار من مضى و من بقي الى يوم القيامة ثم كان يخبرهم باسرارهم و ما يعملون في بيوتهم و جاء بآيات كثيرة ...

و قطع رأس الجالوت على الامام كلامه قائلا: لم يصح عندنا خبر عيسى و لا خبر محمد و لا يجوز أن نقر لهما بما لا يصح ...

و فنّد الامام (عليه السّلام) كلام اليهودي قائلا: فالشاهد الذي يشهد لعيسى و محمد شاهد زور؟ ...

و أخرس رأس الجالوت و وجم و هو كظيم و راح يفتش في حقيقة مغالطاته‏ شبهة يتمسك بها فلم يجد وسيلة يتمسك بها لدعم اباطيله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.