المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05



التعليم لا يقتصر فقط على الذهاب الى المدرسة  
  
2646   05:36 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص176-177
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2020 2577
التاريخ: 2024-07-28 482
التاريخ: 2024-09-09 204
التاريخ: 2024-06-02 655

عرفت اشخاصا تركوا المدرسة في سن السادسة عشرة او الثامنة عشرة وهم لا يفقهون شيئا ـ ربما باستثناء جداولهم الدراسية وموقع بوركينا فاسو واسباب بطلان قوانين الذرة (انا عن نفسي لا اعلم هذا). بمعنى اخر: ان كل ما يعرفونه هو مجرد معلومات. هذا هو ما تعطيه لك المدرسة: مجرد معلومات. حسنا، هناك كذلك بعض المهارات التحليلية مثل القسمة المطولة وقواعد اللغة، التي لن تستخدم معظمها في حياتك بعد ترك المدرسة. بعض المواد التي يتم تدريسها بالمدارس مفيد، مثل تعليم لغة اجنبية، لكن معظم المواد ليست لها فائدة مطلقاً .

ـ هذا هو ما تعطيه لك المدرسة: مجرد معلومات .

لا تسيء فهمي، انا لا ادعو لنبذ المدرسة؛ فهي تعلمنا كيف نتعلم ـ وهي مهارة مهمة تلازمنا بقية حياتنا ـ لكنها تستغرق من عمرنا عشرة اعوام او اثنى عشر عاما او حتى سنوات اكثر لنفعل ذلك. فكر كذلك في كل تلك الاشياء التي لا تعلمها المدرسة لأولادك طوال تلك السنوات مثل كيفية التفكير باستقلالية، تغيير المصباح الكهربائي، التمتع بشخصية حازمة، البقاء بمنأى عن الديون، تمييز الوقت الذي تشتعل فيه حدة الصراعات، حل الخلافات بصورة هادئة، معاملة الاخرين باحترام، التصرف حين تتعطل السيارة.

كيفية مواجهة المخاوف، كيفية تقبل الخسارة بروح طيبة، كيفية التعامل مع الفوز بهدوء....

قد تفكر قائلا : "لكن المدرسة تعلم الاطفال كيف يتعاملون مع المكسب والخسارة، والا فما فائدة اليوم الرياضي بالمدرسة؟". اجل، انني اعلم ان المدرسة توفر قدرا كبيرا من التدريب على هذه الاشياء (ولا تقدم أي تدريب لأشياء اخرى)، لكن المدرسة لا تعلمهم كيف يتعاملون معها بصورة جيدة؛ فالمدرسة تترك الطفل يخسر كل مرة دون ان تعلمه كيفية التعامل مع الخسارة وتقبلها. وعموما، فان الاشياء التي يتدرب الاطفال عليها  في المدرسة هي نفس الاشياء التي يمكنهم التدريب عليها خارج المدرسة، وسبب ذلك هو ان تعلم الاطفال لتلك الاشياء يرجع في الاساس الى وجوده وسط مجموعة من الاطفال؛ فهذا ما يعلم الطفل السلوك المقبول اجتماعيا والسلوكيات غير المقبولة اجتماعيا ولا علاقة للمدرسين بهذا الامر، ويمكن تعلم هذه الاشياء وسط أي مجموعة من الاطفال سواء في مجموعة شباب محلية، او في ناد لكرة القدم، او حتى، اثناء لعبهم مع بعضهم.

المغزى هنا هو ان تعليم اطفالك ينطوي على ما هو اكثر من مجرد الذهاب للمدرسة؛ فالذهاب الى المدرسة مهم، لكنه ليس في نصف أهمية عملية التعليم ذاتها؛ فالمدرسة توفر للأطفال تعليما دراسيا (كما يتضح من الاسم) بيد انها وظيفتك انت ان تعلمهم، ولا تتوقع من المدرسة ان تفعل هذا نيابة عنك.

انني اعرف اطفالا تلقوا تعليمهم في المنزل الا انهم استطاعوا ان يصبحوا اشخاصا بالغين متوازنين ذوي قدرات عالية، ربما اكثر من اخرين تلقوا تعليما دراسيا متكاملا، وهذا يوضح لنا ان المدرسة ليست هي اساس التعليم الجيد. انا لا اطلب منك ان تعلم اطفالك في المنزل فقط (إلا اذا كنت ترغب انت في هذا)، كل ما اقول هو انه لا ينبغي عليك ان تعتمد على المدرسة ستمنح اطفالك شيئا مفيدا باستثناء المعلومات، اضافة لبعض المهارات العلمية القليلة مثل كيفية تشغيل المسجل او تشريح الضفدعة، اما خلاف ذلك فهو مسؤوليتك انت.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.