[قال الشيخ القمي :] ابتعد ما استطعت عن الغِلظة في القول والفعل ، فإنّها صفة خبيثة تنفّر الرجال منك ، وتخلُّ بشؤون حياتك ، أما ترى أنّ الله ـ سبحانه وتعالى ـ أرشد نبيّه (صلّى الله عليه وآله) فقال له : {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران : 159] (1).

وعكسها الرفق في القول والفعل ، فإنّه محمودٌ في كلِّ الأحوال(2).

روي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قوله : «إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلاّ زانه ، ولا نزع من شيء إلاّ شأنه»(3) «الرفق نصف المعيشة»(4) «من أُعطي حظّه من الرفق أُعطي حظّه من خير الدنيا والآخرة»(5).

وروي عن أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) قوله : «عليك بالرفق ، فإنّه مفتاح الصواب وسجيّة أولي الألباب»(6).

___________________

1ـ وقال تعالى : {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الحجر : 88].

2- روى الطبرسي في مشكاة الأنوار : ص180 عن الامام الباقر (عليه السلام) قال : «إنّ لكل شيء قفلاً وقفل الإيمان الرفق».

3- مشكاة الأنوار للطبرسي : ص 180 ، الفصل الثالث والعشرون.

4- اصول الكافي : ج2 ص98 ، ح 11، باب الرفق.

5- روى الكليني في الكافي ج2، ص97 ، ح9 عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : أيّما أهلُ بيت أُعطوا حظّهم من الرفق فقد وسّع الله عليهم في الرّزق ، والرِفق في تقدير المعيشة خيرٌ من السعة في المال ، والرفق لا يعجزُ عنهُ شيءٌ والتبذيرُ لا يبقى معه شيء ، إنّ الله عزّ وجلّ رفيق يحبُّ الرفق.

6- تصنيف غرر الحكم : ص 244 ، ح4967 ، باب فضيلة الرفق. وقال (عليه السلام): «الرِّفقُ عنوانُ النُّبلِ».