المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مشاكل التربية / الرفاق وأثرهم  
  
2514   09:53 صباحاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص137-139
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2017 2485
التاريخ: 2023-08-28 1422
التاريخ: 2023-03-30 1148
التاريخ: 25/10/2022 3285

للرفاق اثر كبير في نجاح عملية التربية المنزلية وفشلها , فإذا ما كان الاهل قائمون بدورهم على أحسن وجه فإن رفاق الخير لأولادهم يكرسون هذه المفاهيم ويطورونها عمليا لديهم . اما رفاق السوء فإنهم قد يكونون أكثر تأثيرا في الولد فيحرفونه عن الصراط السوي خاصة و أنهم ألصق بالابن من أهله, وإذا ما كان الاهل مقصرون في التربية, أو تاركين لها, أو يربون بطريقة منحرفة, فإن رفاق السوء يساعدون على تفاقم الانحراف لدى هذا الابن وزيادته, في حين أن رفاق الخير قد يكونون أبلغ اثرا في الولد فلا ينفع إهمال أهله وانحرافهم فيخرج ولدا مؤمنا ملتزما خَيِراً صالحا.

لذلك على الأهل مساعدة أولادهم وحثهم على اختيار الرفاق الصالحين لما لهم من عميق الأثر عليهم, وقد يكون هذا الرفيق أكثر فاعلية في التأثير على ابنهم من المدرسة والبيت , وقديما قال الحكماء:(قل لي من تعاشر أقل لك من أنت). فإن الإنسان لا يعاشر إلا من ينسجم معه في الأخلاق والنفسية والأسلوب. ومن خلال رفاق الإنسان يمكن لنا أن نتعرف على شخصيته هو, وقد ورد في الحديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال : قال عيسى ابن مريم (عليه السلام):(إن صاحب الشر يعدي وقرين السوء يردي فانظر من تقارن)(1) .

فالواضح من الحديث أن للمعاشرة والمصاحبة أثر كبير في بناء الشخصية المتعلقة بالطفل  فالولد السيئ يُعدي كما المرض المعدي, لذا يجب على الكبار اختيار من يقارنون, وعلى الاهل أن يسعوا لاختيار أقران صالحين لأولادهم .

والصلاح في الأقران كما هو مطلوب على المستوى الأخلاقي فكذلك هو مطلوب على المستوى العقائدي والفكري , فكم من أهل متدينين اكتشفوا بعد مدة ابنهم اصبح مع الجماعة الملحدة الفلانية , أو مع جماعة كافرة كجماعة عباد الشيطان , كل ذلك لأنهم لم يتنبهوا الى أن ابنهم كان مصاحبا لفرد من هذه الجماعة ورد في ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:(لا تصحبوا اهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم , قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : المرء على دين خليله وقرينه)(2) .

وهذا الحديث الشريف دليل واضح على ترك مصاحبة من يعاني من انحراف في أي مجال من مجالات الحياة سواء في مجال الفكر, أو الأخلاق أو الدين .

_____________

1ـ الكافي الجزء 2 ص 640 .

2ـ الكافي الجزء2ص642.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.