أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2020
3645
التاريخ: 2024-05-28
492
التاريخ: 6-7-2020
1848
التاريخ: 6-7-2020
1633
|
تاريخ تطور تربية النحل في مصر
تربية نحل العسل في مصر معروفة وترجع إلى عصر القدماء المصريين، والآثار المصرية القديمة، ومن أقدمها الجدران المتبقية من معبد الشمس والتي يرجع تاريخها إلى ٢٥٠٠ سنة قبل الميلاد، وهذا المعبد كان يقع شمال أهرامات الملك زوسر بمنطقة سقارة وعلى جدرانه رسومات ونقوش تبين أحد مربى النحل وهو يجمع الأقراص الشمعية من الخلايا وقد عرف المصريين القدماء قيمة العسل الغذائية كما استخدموا العسل والشمع الناتج من خلايا النحل في تحنيط موتاهم من الملوك.
وقد عكف قدماء المصريين على دراسة طبائع النحل، ونظام تربيته، واستخدموا الدخان لتهدئة النحل، وكان مركز النحال المصري القديم ذا أهمية كبيرة حيث كانت تجمع الضرائب في صورة عسل أو شمع، وكان العسل يعرف بشراب الآلهة كما استخدم في علاج بعض الأمراض، ويوضع أيضًا في مقابر الملوك، وشمع النحل استخدم في تكفين وتحنيط الموميات من الملوك.
كما كان قدماء المصريين يرمزون للملك بالنحلة، كما ترسم النحلة على تاج ملوك الوجهين البحري والقبلي ويؤكد ذلك ما عثر من رسومات على الآثار المصرية القديمة.
وقد وجد في مقبرة الوزير رخ مي رع عام ١٤٥٠ ق.م بالبر الغربي من الأقصر نقوش تشرح مراحل تربية النحل وجمع العسل عند قدماء المصريين.
النحالة المرتحلة ( المتنقلة ):
يعتبر المصريون القدماء أول من اتبع طريقة النحالة المرتحلة، حيث يدل على ذلك النقوش الموجودة في معبد الأقصر، إذ كانوا يضعون خلايا النحل الطينية على عوامات (مراكب) تسير في مجرى النيل بحثًا عن مناطق الرحيق في البلدان التي يمرون بها. حيث يتجهون إلى أعالي النيل في أوائل الشتاء حيث تبكر النباتات في التزهير بسبب دفئ الجو ويمكثون فترة زمنية حتى يجمع النحل الرحيق، ثم يرحلون شمالا بالتدريج، ويرسون أثناء عودتهم لفترات زمنية مختلفة في الأماكن التي تكثر فيها مصادر الرحيق، ويحددون الوقت اللازم بتقدير مقدار الغاطس من العوامات (التي يرسم بجوانبها خطوط أفقية )، وأخيرًا يصلون إلى العاصمة وقد امتلأت خلاياها بالعسل فيفرزونه، واستعمل المصري القديم الخلايا الأنبوبية الشكل المصنوعة من الطين حيث، توضع متراصة فوق بعضها بأشكال هرمية مدرجة، ولازال بعض النحالين يستعملون خلايا مشابهة لها حتى اليوم ويطلقون عليها اسم الخلايا البلدية.
* تطور استخدام خلايا النحل وسلالات النحل في مصر:-
استمر النحال المصري يستخدم الخلايا الطينية البلدية حتى بداية القرن العشرون (١٩٠٠) وفي عام ١٩٠٧ كان محمود إسماعيل أول من ربى النحل في خلايا خشبية، واستخدم الخلايا الإنجليزية.
وفي عام ١٩١٠ أنشأت مدرسة الزراعة العليا بالجيزة أول منحل حديث خلاياه من المقاس الإنجليزي ذات الجدار المزدوج وكان يربى بها النحل المصري ( نوع النحل الغربي – السلالة المصرية ).
وفي عام ١٩١٥ قام المهندس علي حسين بالشرقية بتربية النحل على سطح منزله وفي عام ١٩١٧ أنشأ محمود إسماعيل منحلا لمدرسة الزراعة بشبين الكوم بالمنوفية، وفي نفس الوقت قام قسم الحش رات بوزارة الزراعة بإنشاء منحل بنقل نحل من ٢٠ خلية طينية سنويًا إلى الخلايا الخشبية الإنجليزية، ويشتري لها ملكات من قبرص ( النحل القبرصي ) لإدخالها بها.
في سنة ١٩١٩-١٩٢٢تم إنشاء منحل الجمعية الزراعية بأرض المعارض، وتم تأسيس أول مركز للتدريب على أعمال النحالة في حديقة الأورمان وكان مكونًا من ٣٠ خلية خشبية إنجليزية وكان مديرها المهندس الزراعي حامد سليم الذي صار بعد ذلك عميدًا لكلية الزراعة بالجيزة.
أنشأ الدكتور أحمد ذكي أبو شادي عام ١٩٢٢ أول مجلة علمية عالمية عن النحل في انجلترا وسماها ( عالم النحل ) حيث كان يعيش في إنجلترا في ذلك الوقت ويعمل طبيبًا بشريًا.
وفي عام ١٩٣٠ عاد إلى أرض الوطن ( مصر ) وأصدر مجلة " مملكة النحل " لتكون لسان حال رابطة مملكة النحل بمصر، وكانت تكتب المواضيع فيها باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وساعدت رابطة مملكة النحل التي أنشأها أبو شادي على نشر استخدام خلية لانجستروث ذات الأقراص المتحركة في المنحل، واعتمدتها وزارة الزراعة بعد ذلك.
وفي عام ١٩٣١ أقام معارض للنحالة وكان يحضرها العظماء حيث استعرض الملك فؤاد الأول النحل الكرنيولي ثم أمر بإنشاء منحلا في كل مزرعة من مزارعه. وخصص قسمًا من ورشة مزرعته في أدفينا لعمل الخلايا الخشبية القياسية (لانجستروث).
كما تلقى الملك فاروق أول درس في تربية النحل على يد الدكتور أبو شادي في ٢٤ فبراير ١٩٣١ وكان عمره في ذلك الوقت ١٠ سنوات وعندما تولى الحكم كانت رابطة مملكة النحل تحت رعايته.
يعتبر الدكتور أبو شادي من أول المؤسسين لرابطة مملكة النحل العالمية بإنجلترا والتي تعرف باسم الابرا، وهي أكبر جمعية للنحالة في العالم وتصدر مجلات عديدة في بحوث النحل.
وفي كتاب لانجستروث الذي صدر عام ١٩٤٦ كان يعتبر أهم وأول مرجع في النحالة ونحل العسل ويشترك في تأليفه أكثر من ٢٠ عالمًا، وقد حرر أبو شادي باب سلالات نحل العسل، بالإضافة إلى مؤلفاته الكثيرة في الشعر والأدب حيث أنه مؤسس جمعية أبولو الشعرية مع أمير الشعراء أحمد شوقي.
وفي عام ١٩٥٦ بدأت الحكومة المصرية تنفيذ مشروع الوحدات المجمعة بالقرى المصرية في٤٠٤ قرية حيث كانت الوحدة المجمعة بها (مستشفى ومدرسة ومشروع إنتاج حيواني ودو اجن، وإنتاج نباتي ومنحل نموذجي) بالإضافة إلى الخدمات الاجتماعية الأخرى وكان هذا من أهم المشاريع الإرشادية التطبيقية وساعدت على تدريب النحالين ونشر تربية النحل بالطرق الحديثة واستخدام الخلايا الخشبية (لانجستروث) في ربوع مصر.
ويوجد حوالي ١٦ كلية زراعية تابعة للجامعات المصرية بها أقسام متخصصة في تربية النحل وإجراء البحوث العلمية التطبيقية في مجال النحالة ونحل العسل، وساهمت هذه الكليات في تقدم وتطور المهنة على مر السنوات بما قدمته من كتب علمية تطبيقية وأبحاث علمية في جميع فروع تربية نحل العسل .
كما يوجد بمصر أكثر من ١٢٠ مدرسة ثانوية زراعية موزعة على جميع محافظات مصر ولها دور كبير في تربية نحل العسل والحصول على منتجاته المختلفة وساهمت ومازالت تساهم بدور رائد في هذا المجال الزراعي الحيوي في مصر وتعتبر مراكز إرشادية زراعية تطبيقية في كل المجالات الزراعية ومنها نحل العسل تربية وإنتاجًا.
المصدر:
شرف الدين, حسني عبد الجواد وسعاد مرسي محمود ومحمد حلمي السيد.2009/2010. تربية النحل وديدان الحرير, وزارة التربية والتعليم جمهورية مصر العربية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|