أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
2707
التاريخ: 18-10-2018
4185
التاريخ: 6-3-2022
1593
التاريخ: 28-10-2018
1709
|
التندرا تسمية آسيوية كانت تطلق على المنطقة الخالية من الأشجار في شمال آسيا شمال منطقة التييجا (منطقة الغابات الصنوبرية) ثم أصبحت تسمية عامة لكل الأقاليم المماثلة في العالمين القديم والحديث، والتندرا لا توجد في نصف الكرة الجنوبي إذ أن اليابس يضيق فيه حقيقة توجد هناك قارة أنتاركتيكا Antarctica ولكن تطرفها حول القطب الجنوبي وعدم وجود اتصال مباشر بينها وبين قارات العالم الأخرى، جعل الاختلاف كبيراً بينها وبين التندرا في شمال الكرة الأرضية، وقد أثر هذا في تطور ونمو الحياة النباتية والحيوانية، فمثلاً النباتات المزهرة العديدة التي نجدها في التندرا الشمالية ليس لها وجود في التندرا الجنوبية إلا في نوع واحد أو نوعين، كما أن الطحالب وحشائش البحر ضئيلة الإنتشار، وأهم أوجه الخلاف بين التندرا الشمالية وتندرا القارة الجنوبية هو خلو الأخيرة من جميع الحيوانات الثديية.
ويحد التندرا جنوباً خط الحرارة 10˚م في شهر يوليو، وهو أشد الشهور حرارة، فحيث يتجاوز متوسط درجة الحرارة في أحر الشهور هذا الحد تتلاشى مظاهر التندرا وتحل محلها الغابات الصنوبرية، وما دامت المسألة ترتبط بالمناخ فينبغي أن نتصور أن التندرا على كتلة اليابس تمتد على شكل شريط يختلف اتساعه، فالمؤثرات الدفيئة في المحيط الأطلسي الشمالي ضيق في شمال اسكنديناوة، يتسع تدريجياً كلما اتجهنا شرقاً في شمال أوروبا وآسيا، وتظهر التندرا ضيقة أيضاً في غرب أمريكا الشمالية، ثم تتسع نحو الشرق متجهة نحو الجنوب الشرقي، فتشمل كل لبرادور وبعض أجزاء من نيوفوندلاند، ويحد التندرا شمالاً البحار الشمالية، وإن كانت تظهر في حواف كتل اليابس داخل هذه البحار كما هي الحال في جزر الأرخبيل الأمريكي في شمال كندا وجزيرة بفن Baffen وجرينلندا والسواحل الشمالية لأيسلنده، وفي جزيرة سبتزبرجن Spitz Bergen وجزيرة فرانس جوزيف France Joseph ونو فايا زمليا Noraya Semlia والجزر الواقعة في شمال سيبريا، فعلى سواحل تلك الجزر جميعاً تنتشر أشرطة من بيئة التندرا، ويمكن القول بأن بيئة التندرا في تلك الجهات توجد حيث ترتفع درجة الحرارة في الصيف القصير بدرجة تكفي لإذابة الثلوج حيث يمكن للنباتات أن تنمو.
وتتباين الظروف المناخية خلال تلك المساحات الواسعة، ولكنها تتفق في أن درجة الحرارة في أحر الشهور لا تزيد عن 10˚م، والمطر قليل، وقل أن يزيد عن 15 سم، ومعظمه يسقط على شكل ثلج، والجو في الشتاء صاف وجاف، ويكاد يخلو من المطر، وسمك الجليد الذي يتراكم في فصل الشتاء غير كبير، ولهذا لا تخلو هذه البيئة من حياة نباتية وحيوانية حتى في فصل الشتاء، فحيوان الرنة وثور المسك Musk يستطيعان بحوافرهما أن يصلا الى النباتات التي يغطيها الغطاء الثلجي الرقيق، ويسقط المطر خلال فصل الصيف القصير بكميات قليلة، وكثيراً ما يكثر الضباب في الجو في فصل الصيف، ونظراً لأن التربة السفلى Sub soil متجمدة دائماً Permafrost، لهذا لا توجد مستويات مائية باطنية، وبالتالي لا توجد عيون ولا ينابيع، لهذا نجد موارد المياه في التندرا هي الأنهار فقط، وهي تجري في فترة قصيرة من السنة.
ويمكن أن نميز فصلين فقط من السنة في إقليم التندرا، وهما فصل الشتاء الطويل القارس البرودة، والصيف القصير البارد نوعاً، أما الربيع والخريف فهما أقصر فصول السنة، ففي الربيع يشتد هبوب الرياح القطبية من منطقة الضغط المرتفع حول القطب، وهي رياح قارسة شديدة العنف، وفي فصل الصيف تزدهر الحياة النباتية والحيوانية وتدب فيها الحياة بسرعة، ويرجع هذا الى طول النهار في ذلك الفصل القصير، وسرعان ما تجذب الحياة النباتية الحياة الحيوانية، ولما كانت الشمس تظهر مائلة كان ذوبان الثلوج يبدأ اولا على السفوح المواجهة للشمس.
وقد كيف النبات نفسه بظروف البيئة الموجودة، فهو من نوع خاص يمتاز بقدرة كبيرة على تحمل البرد الشديد، والنباتات في العادة قصيرة ذات سيقان وأوراق خشنة، وحيث توجد الأشجار في الأطراف الجنوبية من التندرا على حواف الغابات الصنوبرية نجدها مغطاة بألياف تحفظها وتساعدها على مقاومة المناخ القاسي، كما توجد أيضاً بعض الأعشاب وأغلبها يزهر، وأهم أنواع النباتات هناك هي الطحالب بأنواعها المختلفة وحشائش البحر، وفي بيئة التندرا الحقيقية لا توجد أشجار، ويمكن اعتبار التندرا حديقة تحوي فوق ما يتصور من النباتات متعددة الأشكال والألوان.
أما من الناحية الحيوانية فالتندرا تخلو من الحيوانات ذات الدم البارد (زواحف) كما قد هيأتها الطبيعة بجلد سميك من الفراء يحميها من البرد القارس، وتتميز هذه الحيوانات بهجرتها الفصلية، فعندما يشتد البرد تهاجر جنوباً الى حواف الغابات الصنوبرية، وعندما يأتي الصيف تعود مرة أخرى شمالاً، كما تتكاثر الحيوانات اللافقارية تكاثراً هائلاً، أما البعوض فإنه يتكاثر بالملايين مما يجعل حياة الإنسان هناك وكذا الحيوان تكاد تكون مستحيلة، فيضطران للهجرة شمالاً حيث تنتعش الحياة، وحيث يكسو سطح الأرض وسطح المستنقعات كثير من الحشائش والأعشاب المزهرة، والحيوان الوحيد الذي يستطيع أن يبقى في التندرا طول السنة هو ثور المسك Musk، وهو حيوان ضخم يغطيه شعر طويل يصل تقريباً حتى الأرض حين يمشي، ويحمي جسمه أيضاً غطاء آخر من الفراء، ومن أشهر حيوانات التندرا الرنة في أوراسيا والكاريبو في أمريكا الشمالية، وهي عماد السكان في غذائهم ولباسهم وانتقالاتهم، خاصة في تندرا أوراسيا، وهناك في هذه البيئة أيضاً تعيش الحيوانات البرمائية (التي تستطيع الحياة في البر والبحر) كالدب القطبي وسبع البحر والثعلب، وهي تعتمد في غذائها على البحر من أسماكه، وعلى البر من طيوره الكثيرة، وأفراخها وبيضها، ومن أشهر أنواع الطيور طير البطريق وأنواع أخرى من البط والوز، وهي طيور رحالة تهاجر الى هذه الأصقاع النائية في فصل الصيف، وتبني أعشائها وتبيض وتفرخ، ثم تهاجر الى الجنوب حين يشتد البرد.
والى الجنوب من منطقة الحيوانات البرمائية توجد منطقة يعيش فيها الرنة والكاريبو والدب والثعلب والذئاب الكاسرة، وتتغذى هذه الحيوانات خاصة على أنواع من الحيوانات القارضة الصغيرة تشبه الفئران، والى جنوب ذلك توجد أغنى مناطق التندرا بالحيوانات حيث يتجمع فيها آلاف من حيوانات الصيد، خاصة في فصل البرودة، وهنا أيضاً موطن حيوانات الفراء المشهورة كالسمور sable والثعلب والنمس وكلب الماء أو القندس.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|