أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022
1904
التاريخ: 1-6-2016
6641
التاريخ: 2023-06-05
678
التاريخ: 2023-11-06
1032
|
إبراهيم الزرقاني القرطبي
هو إبراهيم بن يحيى التجيبي النقاش، ويكنى بابي إسحاق، ويلقب بابن الزرقالة، وفي بعض الأحيان يكتفي باسم إبراهيم الزرقالي، لا نعرف بالضبط متى ولد، ولكن التحريات توحي بانه ولد في قرطبة سنة 420هـ تقريبا، وتوفي حوالي سنة 480هـ في طليطلة.
يذكر الدومييلي في كتابه (العلم عند العرب واثره في تطوير العلم العالي) ان إبراهيم بن يحيى النقاش المشهور بالزرقالي والمعروف عند الغرب باسم Alzachel ولد حوالي سنة 1029م في قرطبة، ولكنه عاش في طليطلة، المدينة التي كانت في ذلك الوقت مركز الحياة الفكرية والعقلية في الاندلس، وتوفي نحو سنة 1087م.
تلقى أبو إسحاق الزرقالي تعليمه في العوم التجريبية في مدينة طليطلة، فنبغ في كل من الفلك والرياضيات، لذا احتل مكانة مرموقة بين معاصريه في هذين المجالين، اجمع المؤرخون للعلوم بان إبراهيم الزرقالي باحث ومفكر وراصد اصيل، إضافة الى تميزه في الجانب التقني كصناعة الاسطرلابات.
اخترع إبراهيم الزرقالي آلات فلكية جديدة عرفت باسم صحيفة الزرقالة، كما الف رسالة في غاية الأهمية، والتي تحتوي على المعلومات الضرورية لصنع واستعمال صحيفة الزرقالة، التي قدمت خدمة جليلة لعلماء العرب والمسلمين في ميدان الرصد.
يقول حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون): (رسالة الزرقالة المعروفة بالصحيفة –للشيخ ابي إسحاق إبراهيم الزرقالي القرطبي- وهي مائة باب الفها للمعتمد على الله محمد بن عباد، أولها اما بعد: حمدا لله الحقيق.. الخ).
جمع إبراهيم الزرقالي الأرصاد التي قام بها مع زملائه في طليطلة، ووضعها في ازياج وعرفت باسم (الازياج الطليطلة) التي ترجمها جيرار الكريموني ، ولكنها للأسف لم تنشر، على الرغم من ذلك بقيت بين المخطوطات من اهم المصادر للباحثين من علماء الغرب والشرق على السواء في حقل علم الفلك، بينما أبناء جلدته يجهلون تماما هذا الأثر العظيم.
كانت عائلة ابن طبون كلها مهتمة العلوم التجريبية من اللغة العربية الى اللغة العبرية، لذا ترجم موسى بن طبون اليهودي (637-682هـ) صحيفة الزرقالة الى اللغة العبرية سنة 682هـ، من ذلك صارت متداولة في جميع انحاء أوربا بلغات مختلفة لقيمتها العلمية.
يقول جمال الدين القطي في كتابه (تاريخ الحكماء): (إبراهيم بن يحيى النقاش المعروف بالزرقالي ابصر زمانه بأرصاد الكواكب وهيئة الافلاك، واستنباط آلات النجومية، وله صحيفة الزرقالة المشهورة في ايدي اهل هذا النوع والتي جمعت من علم الحركات الفلكية كل بديع مع اختصارها).
وخلاصة القول: تربع إبراهيم الزرقالي على راس علماء القرن الخامس الهجري في ميدان علم الفلك، حيث جمع بين المنحى النظري والطرقة الفنية، عرف بين علماء عصره بالنقاش، لانه كان في مستهل حياته نقاشا بارزا. وهذا قاده الى حبه المتواصل للمساق الفني، ولذا كان له السبق في علم الفلك التطبيقي.
مما لا يقبل الجدل والتأويل ان إبراهيم الزرقالي كان متمكنا علميا لإلمامه لكل من الفلك والرياضيات في بلاد الاندلس، فعنده المقدرة الفريدة من نوعها على الاستيعاب والاستنباط في هذين المجالين، هذا جعل معظم المؤرخين للعلوم في العصر الحديث يعتقدون ان الاندلس لم تنجب عالما في علم الفلك كالزرقالي منذ فتحها المسلمون حتى وقتنا الحاضر.
ثم ماذا؟ الذي استفاد من نتاج قريحة إبراهيم الزرقالي علماء الغرب في وقت كانوا في امس الحاجة الى معرفة ما أحرزته عقليته الجبارة، وذلك في عصر النهضة الاوربية، بينما أبناء جلدته وقفوا ولا يزالون واقفين متفرجين في الساحة العلمية. بقيت ازياج طليطلة مخطوط في مكتبات أوربا تبنى عليها العناكب بيوتها، اللهم الا نتفا منها استخلصها جيرار الكريموني، وصارت معروفة لعلماء الغرب.
اما صحيفة الزرقالة لإبراهيم الزرقالي فقد اعتمد عليها علماء أوروبا في عصر نهضتهم في جميع ارصادهم الفلكية، حيث كانت بين أيديهم في جميع اللغات الأوروبية حتى اللغة العربية، ولكنها تفتقر الى العالم المتخصص المخلص الذي يحققها ويظهرها لأبناء الامة العربية والإسلامية حتى يعرفوا المكانة التي تبوأها في تاريخ الفلك.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|