تنوع البيئات الطبيعية وأهمية العلاقات المكانية والثروة المعدنية |
17984
01:03 مساءاً
التاريخ: 2-6-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2021
2012
التاريخ: 8-12-2021
1959
التاريخ: 2023-03-23
2667
التاريخ: 2-6-2016
2108
|
حينما ندرس بيئات العالم الطبيعية دراسة دقيقة، فإننا سنجد أنه من النادر أن نجد بيئتين طبيعيتين متشابهتين في كل شيء، ونحن إذا ارتضينا تقسيم (هربرتسون) للعالم الى أقاليم طبيعية، واعتبرناها أفضل التقاسيم، فقد بناه على أساس التضاريس والمناخ والنبات، فإننا سنجد به نقاط ضعف، جعلت الجغرافيين ينأوون عنه منذ ستينيات القرن العشرين، من ذلك أنه أهمل عنصرين مهمين لهما أثر كبير في اختلاف الصور البشرية الموجودة في بيئات متشابهة يضمها اقليم طبيعي واحد، هذان العنصران هما: العلاقات المكانية، والثروة المعدنية.
ولكن يتضح تأثير هذين العنصرين نضرب مثالاً من بيئات الصحارى، فهذه البيئات يميزها من الوجهة الطبيعية ان تضاريسها تتألف من سهول وهضاب قليلة الارتفاع، يتكون سطحها من رمال وحصى وحصباء، ومناخها قاري متطرف في حرارته، ونادر في مطره، ونباتها يكاد ينعدم الا من أعشاب هزيلة، تنمو في أعقاب سقوط أمطار طارئة، خاصة في بطون الوديان حيث تتوفر بعض الرطوبة، وتقوم حياة البشر على الرعي عند هوامش الصحارى، وعلى الزراعة في الواحات المتناثرة في المنخفضات، تلك هي الخصائص الطبيعية العامة التي تنطبق على الصحارى المدارية مثل صحراء شبه جزيرة العرب وصحراء الشام في آسيا، والصحراء الكبرى الافريقية، وصحراء كاليفورنيا في غرب أمريكا الشمالية، وذلك في نصف الكرة الشمالي؛ كما تنطبق على صحراء غرب استراليا، وصحراء كلاهاري في جنوب غرب أفريقيا وبيرو وشيلي في غرب أمريكا الجنوبية في نصف الكرة الجنوبي.
لكن صور البشر والنشاط البشري والحضارة تختلف كل الاختلاف بين بيئة وأخرى من بيئات هذه الصحارى المدارية في نصفي الكرة، تبعاً لمدى توفر عنصر العلاقات المكانية أو الثروة المعدنية أو كليهما متعاصرين أو على التتابع.
ذلك أن صورة البيئة الصحراوية كما وصفناها كانت تختلف فيما يتعلق بالصحراء العربية وصحراء الشام، وكذلك بالنسبة للصحراء الكبرى التي تضم صحراء ليبيا والجزائر، فقد كانت هذه الصحارى انشط جهات العالم في التجارة، كانت صحراء العرب وصحراء الشام حلقة اتصال بين تجارة الشرق والغرب لوقوعهما على أقصر طريق بين بيئات في شرق يُمثلها العالم الموسمي في جنوب وجنوب شرق آسيا، تختلف عن بيئات في الغرب يمثلها إقليم حوض البحر المتوسط وأوروبا، وقد أدى موقع هذه الصحارى بين بيئات أقاليم طبيعية مختلفة، تحتاج كل منها لمحاصيل ومنتجات الأخرى، الى قيام ممالك سبأ، ومعين، وحمير، ونباتاً في بترا، وبلميرا في تدمر، وقيام قريش برحلات الشتاء والصيف لنقل التجارة بين موانئ اليمن وساحل حضرموت والبصرة في جنوب العراق من جهة، وبين موانى البحر المتوسط الشرقي من جهة أخرى.
وقد استمرت أهمية هذا الموقع كمعبر لتجارة الشرق مع الغرب حتى ظهر عامل مكاني جديد، ألا وهو افتتاح قناة السويس الذي أدى الى اضمحلال مكانة هذا المعبر، وتسليم أهميته لقناة السويس، هذا بالنسبة للصحراء العربية، أما فيما يتعلق بصحراء الشام، فقد استمرت أهميتها ولم تتأثر كثيراً باستخدام القناة لأنها ما انفكت أقصر طريق بري، كما تم إنشاء خط حديدي على طول طريق التجارة البري القديم في شمال سورية، كما تم رصف طرق عبر المسالك الصحراوية السورية التي كانت تسير عليها القوافل، وتستخدمها وسائل النقل الميكانيكي، اضافة الى الخطوط الجوية التي تصل مطارات سورية بالعالم الخارجي.
ومنذ حوالي أواسط القرن العشرين، استجد عامل الثروة المعدنية المتمثل على الخصوص في الثروة البترولية ثم الغاز الطبيعي فأعاد للصحراء العربية أهميتها، كما مدت خطوط أنابيب تنقل البترول من كركوك بشمال العراق عبر الصحراء السورية الى موانئ شرقي البحر المتوسط , وتصل الصحراء الكبرى الافريقية بين بيئتين مختلفتي الانتاج، كل منهما في احتياج لمنتجات الأخرى؛ بيئة أوروبا وعالم البحر المتوسط في الشمال، وبيئة السفانا المدارية في الجنوب، وهنا كانت قوافل الابل نشطة، كمثيلتها في الجزيرة العربية، في نقل التجارة بين الجنوب والشمال في رحلات مشابهة، تحمل ما خف حمله وغلا ثمنه من سلع بيئات الزنوج كالعاج والذهب وريش النعام والصمغ والتوابل والعطور، الى أقطار الشمال، وتنقل من خيرات أوروبا الأقمشة والحلي من الخرز والزجاج التي تسعد أهل الجنوب، وكانت الموانئ العربية على البحر المتوسط في المغرب والجزائر وتونس وليبيا مستودعات للسلع، تنقل منها بحراً لأوربا، وبراً عبر الصحراء الكبرى الى أفريقيا المدارية، وكان سكان الصحراء يقومون بتلك الحركة التجارية النشطة، وكانت وحاتهم محطات تجارية تمون القوافل، وتأخذ منها (المكوس) ويشتغل رجالها كمرشدين أو أدلاء للطرق، وإبلهم كحيوان للنقل، وقد قل نشاط الصحراء الكبرى بعد الاكتشافات الجغرافية؛ لكن، كما اكن الحال في الصحراء العربية، ظهور عامل حديث، جدد النشاط فيها، وهو اكتشاف البترول والغاز الطبيعي، واستغلالهما على نطاق واسع خاصة في الصحراء الليبية وصحراء الجزائر.
هذه الصور البشرية النشطة في الصحارى العربية الآسيوية والأفريقية لا نجد لها مثيلاً في صحارى أخرى مدارية تشترك معها في انتمائها الى الاقليم الصحراوي المداري الذي ميّزه (هربرتسون) مثل صحراء كاليفورنيا، وصحراء بيرو، وصحراء شيلي، وصحراء غرب استراليا، وهنا يتدخل عامل الموقع الجغرافي على مياه محيطية، على المحيط الهادي الشاسع المساحة بالنسبة لصحارى كاليفورنيا، وبيرو، وشيلي، وعلى المحيط الهندي بالنسبة لصحراء غرب أستراليا، وبالتالي يغيب عنصر العلاقات المكانية، وإمكانية وقوع تلك الصحارى بين بيئات متباينة الانتاج، لتكون معبراً تجارياً، يقوم عليه نشاط تجاري يكون ركيزة لحضارة تماثل حضارات الصحارى العربية، وكان قيام دولة الولايات المتحدة الامريكية في التاريخ الحديث عاملا للنهوض بصحراء كاليفورنيا، كما كان لظهور ثروة معدنية في صحراء شيلي ممثلة في النحاس والنترات، وفي صحراء بيرو ممثلة في النحاس، وفي صحراء استراليا ممثلة فيذهب كلجاري اثر في قيام حياة نشطة تقوم على التعدين، لكنها الى زوال، فوجودها مرهون باستغلال المعادن الآيلة للنفاذ.
ونستطيع أن نجد أمثلة مشابهة لاختلافات وتباينات في التحضر والنشاط البشري في مناطق تدخل في نطاق اقليم طبيعي واحد من الاقاليم التي ميّزها (هربرتسون) ويتدخل فيها، عدا الإنسان؛ عامل العلاقات المكانية، من ذلك اقليم غرب القارات الذي يدخل ضمنه، على نفس العروض: منطقة غرب النرويج، والمنطقة المناظرة لها في غرب ألاسكا، فكلتا المنطقتين تتميزان بظروف طبيعية متشابهة، وتدخلان، كما قلنا، ضمن إقليم طبيعي واحد، ولكن الصور البشرية بينهما تختلف باختلاف العلاقات المكانية، فالنرويج تقع مجاورة لعالم متحضر يتمثل في شعوب غرب أوروبا، وتربطها بتلك الشعوب مسالك سهلة ميسرة، واستغلت موقعها على محيط مفتوح للملاحة طوال العالم، فأنشأت أسطولاً تجارياً يعتبر الثالث أو الرابع في العالم بالنسبة لعدد سكانها، وأصبح ركوب البحر حرفة رئيسية لسكانها، بينما تقع ألاسكا في بيئة متأخرة، يحيط بها الإسكيمو والهنود الحمر، كما تجاورها عبر مضيق أو بحر (بيرنج) شعوب بدائية في أقصى شمال آسيا، ويفصلها عن الشعوب المتحضرة في كندا والولايات المتحدة حاجز جبلي كبير يتمثل في جبال (الروكي).
ويبقى أن ننظر في السلالة أو العرق أو الجنس وأهميته في التأثير على ظروف البيئة الطبيعية، ومدى تأثير البيئة الطبيعية على صفاته الجنسية وعلى نشاطه، ففيما يخص (طول القامة) مثلا، هناك من يرجعه الى عامل الجنس أو السلالة، وهناك من يعزوه الى البيئة وحدها، وهنا نضرب مثالاً بالسلالة الألبية، فالشعب المنتمي لهذه السلالة في هضبة فرنسا الوسطى قصير القامة، لكنه طويل القامة فوق سفوح جبال الألب الدينارية، وهو فوق جبال الألب السويسرية أقرب الى القصر، وفوق الهضبة الأغنى في مواردها أقرب الى الطول، وقد اشتهر سكان اليابان بقصر القامة، والأجيال الجديدة يشيع فيها اتجاه نحو طول القامة، ربما للتحسن الكبير في المستوى الحضاري والمادي.
ومن ظواهر الخلاف بين مدرسة البيئة ومدرسة الإنسان، ظاهرة طول الرأس) التي تشيع بين سكان المدن في فرنسا، فمدرسة البيئة ترى ان هذه الصفة ترجع الى التأثير المباشر للحياة في المدن دون الريف، وترد عليها مدرسة الجنس بقولها ان طول الرأس في سكان المدن يرجع الى ان الجنس التيوتوني الطويل الرأس، أينما وجد، يفضل سكنى المدن، بعكس الجنس الألبي العريض الرأسي الذي يميل الى سكنى الريف.
وظاهرة الانتحار كظاهرة نفسية معنوية تكثر بين الشعوب التيوتونية، ويقال إن سببها اصيل في الجنس التيوتوني، لكننا نجد هذه الظاهرة واسعة الانتشار بين اليابانيين، وهم جنس مغولي يختلف تماماً عن الجنس التيوتوني، كما وأن الصينيين، وهم مغول، بعيدون كل البعد عن التفكير في الانتحار، وفي مصر نسمع عن حدوث هذه الظاهرة، أو عن التفكير في اقترافها، ويحدث هذا في الحضر دون الريف، فمن النادر أن ينتحر أحد الفلاحين.
والواقع أنه لا يوجد حاليا جنس أو سلالة بشرية نقية، تحتفظ بصفاتها وخصائصها الأصلية، ففي أثناء تاريخ البشرية، وتطور الإنسان في مدارج الحضارة، وتتابع الهجرات والغزوات، اختلطت الاجناس والسلالات، وكونت قوميات مختلفة ومختلطة، وان اتحدت في أوطان مستقلة، وأصبحت أهدافها خدمة الوحدة السياسية التي تنتمي إليها، فنحن هنا في مصر الآن نتاج بذور أجناس متعددة، من أصول سلالات حامية، وسامية، وبحر متوسطية، وألبية، ونوزدية، وتركمانية، وفارسية، وذلك بسبب طول تاريخ السلمية والغزوات، واستقر الكثير من أفرادها في مصر واختلطوا بأهلها بالزواج والمصاهرة، وانصهرت كل هذه الأجناس في بوتقة واحدة مكونة لشعب خليط، يتكلم لغة واحدة، ويشترك في كيان قومي مصري واحد، متحد الأهداف، ومثل هذا يقال عن أية دولة أو كيان قومي أو سياسي، حتى عن الولايات المتحدة الأمريكية التي قد تظهر فيها جاليات مغولية أو زنجية لم تسلم من الاختلاط.
نخرج من هذا العرض العام والنقاش المتبادل بين الحتمية الجغرافية والامكانية الجغرافية، الى انه يستحيل أن نجد مناطق متشابهة في جميع الظروف الجغرافية الطبيعية والبشرية داخل اقليم طبيعي واحد، فلكل بيئة ولكل منطقة في العالم ظروفها الخاصة وخصائصها المعقدة من الوجهتين الطبيعية والبشرية، هي التي بدراستها وتحليلها جغرافياً، يمكننا الوصول الى مسببات وكيفية نشأة الصور الاجتماعية التي تشيع في هذه المنطقة أو تلك.
وإنه لمن الصعب أن نعطي صورة حقيقية دقيقة لكل بيئة من بيئات العالم، وإذا حاولنا التعميم فإن الصورة التي نصل إليها لاشك ستكون مشوهة، مثال ذلك إذا أردنا أن نعطي صورة للبيئة البحرية، هل نعطيها لفينيقيا والفينيقيين، أم للنرويج والنرويجيين، أم لأيبيريا والأيبيريين؟ لقد قام كل من هذه الشعوب بدور هام في ركوب البحر، والقيام بعمليات النقل التجاري البحري، كما أن الفضل يرجع للأسبان والبرتغاليين في اكتشاف بحار العالم ومحيطاته، وهم قد سيطروا لفترات طويلة على تجارة العالمين القديم والحديث عبر البحار، ثلاث أمم بحرية نشأت وازدهرت: الفينيقيون تلاشوا، ودالت دولتهم، ولم تقم لأسلافهم قائمة منذ قرون عديدة قبل الميلاد، واضمحلت شهرة أسبانيا والبرتغال كدولتين بحريتين، ولم يعد لهما نشاط تجاري بحري ملحوظ، لكن النرويج ما تزال تمتلك ثالث أو رابع أسطول تجاري في العالم وما زالت مرموقة كدولة بحرية، ولعلنا نلاحظ أن الفينيقيين لو بعثوا من جديد، لما شعر بهم أحد، ولو اختاروا حرفة ركوب البحر والتجارة عبر البحار، كما كان حالهم في غابر الزمن، لبحثوا لأنفسهم عن منطقة أخرى تبعد كثيراً عن ساحل فينيقيا الذي أقاموا فيه أولى أشهر حضارات العالم البحرية القديمة.
إن أياً من البيئات الطبيعية: في فينيقيا، وفي أيبيريا، وفي النرويج، لم تتغير .. لكن الذي تغير هو البيئة الاجتماعية والعلاقات المكانية، في الماضي قامت الحضارة البحرية في فينيقيا، لأن الملاحة كانت ساحلية، لأن السفن كانت صغيرة، تستطيع أن تأوي الى المداخل (الخلجان) الساحلية الصغيرة، بل وتستطيع أن ترتكز على الشواطئ الرملية حتى تتم عمليات الشحن والتفريغ، وفي العصور الوسطى ازداد حجم السفن، وكانت سواحل وموانئ أيبيريا أصلح من غيرها ومن سواحل فينيقيا لرسو السفن الشراعية الكبيرة الحجم، وفي عصرنا الحديث، حلت السفن التجارية الهائلة الحجم التي تسير بالبخار ثم بالبترول محل سفن العصور الوسطى الشراعية، وأضحت تحتاج الى موانئ طبيعية واسعة ذات مياه عميقة تتوفر في فيوردات النرويج، أضف الى ذلك عامل العلاقات المكانية الذي استجد بانتقال مراكز الحضارة العظمى من حوض البحر المتوسط الى شمال المحيط الأطلسي، وتركزت الحركة التجارية بين موانئ غرب أوروبا وموانئ (نيو إنجلاند ستيتس) في شمال شرق الولايات المتحدة الامريكية.
ولم تتغير ظروف النرويج الجغرافية الطبيعية منذ عهد جماعات (النورس مين) NORSE-MEN البحارة الذين كانوا يخرجون منها ويبحرون في شمال الأطلسي، وبيئتها فقيرة في مواردها الغذائية، لكن سواحلها تتميز بخلجان (فيوردات) محمية بها موانئ طبيعية، فاتجه أبناؤها منذ القدم الى ركوب البحر، وازداد نشاطهم البحري وتعاظم بانتقال مراكز التجارة الى شمال الأطلسي، وبوقوع بلادهم على درجات العرض العليا، حيث تمتد اقصر الطرق الملاحية البحرية.
وإذا أردنا أن نعطي صورة لبيئة الوعي، هل نعطيها لرعاة الأبقار فوق سفوح جبال الألب في سويسرا، أو للرعاة في براري أمريكا الشمالية، أو في بمباس الأرجنتين، أم نعطيها لرعاة الإبل والأغنام والماعز في شبه الجزيرة العربية، أم لرعاة الخيول في سهوب القرغيز، أم لرعاة الجاموس في أهوار العراق...؟ إن الصورة التي في أذهاننا عن البدو الرعاة العرب تتمثل في ملبس يتألف من جلباب فضفاض، وغطاء رأس هو العقال واليشماغ، وفي مسكن من الخيام المصنوعة من صوف الأغنام أو من شعر الماعز، إضافة الى ممارسات اجتماعية في التركيب القبلي، وفي طقوس الزواج والمعاملات، وتلك أحوال لا يشترط بالضرورة أن نجدها في بيئات الرعي الأخرى، بل إن الاختلاف والتباين والتنوع سمات شائعة.
والواقع أن تسمية لبيئة رعوية أو لبيئة بحرية إنما هي تسمية عامة، لا تجوز على البيئات المحلية التي تتضمنها أو تنضوي تحت لوائها، ذلك أن الصورة الاجتماعية تختلف باختلاف الظروف الطبيعية لكل بيئة محلية، لهذا ينبغي عند الدراسة الجغرافية أن نجمع بين التعميم والتخصيص، مثال ذلك بيئة الرعي، نجد لها صوراً مختلفة على أساس الظروف الجغرافية السائدة: بيئة مراعي التندرا، مراعي الاستبس الآسيوي، براري أمريكا الشمالية، بمباس الأرجنتين، مراعي السافانا، المراعي الألبية (الجبلية)، مراعي الصحارى وأشباه الصحارى.
إن الدراسة المتكاملة للبيئة (البشرية والاجتماعية) تستلزم مراعاة دراسة العوامل والعناصر الطبيعية والإنسانية الآتية:
1- البيئة الطبيعية بمختلف عناصرها التي تشمل: التضاريس، وموارد المياه السطحية والباطنية، والتربة، والمعادن، والمناخ، والنبات والحيوان.
2- الموقع الجغرافي وعلاقاته المكانية.
3- السكان جغرافياً وديموغرافيا.
4- الحرف التي يشتغل بها السكان.
5- مطالب السكان الضرورية من طعام وشراب وملبس ومأوى (سكن ريفي وحضري) وطرق ووسائل النقل (جغرافية اقتصادية وجغرافية النقل).
6- مطالب الإنسان العليا، وهي عديدة ومتنوعة كالتعليم والصحة والحريات العامة، والحكومات المنظمة (جغرافيا سياسة).
ونلخص من هذا كله بتعريف مقتضب للجغرافيا البشرية بأنها (دراسة للبشر وعلاقته بالبيئة الطبيعية).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|