أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1694
التاريخ: 18-5-2016
1447
التاريخ: 23-11-2014
1914
التاريخ: 18-5-2016
1866
|
لقد اجمع العلماء على ان لو لم توجد تجهيزات مستمرة من الماء العذب على الارض لانعدمت الحياة فيها . والماء العذب مصدره ، في اول سلسلة تكوينه ، هو المطر. فحق لنا آن نردد قول الله تعالى بآن الغيث يحيي الارض من بعد موتها . ان دورة المياه في الطبيعة تبدآ بتبخير الشمس لمياه المحيطات ، فيندفع بخار الماء الى أعلى وتحمله التيارات الهوائية ، او الرياح ، الى اعماق القارات . قال تعالى : {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ } [فاطر : 9] حيث يمكن آن يتكاثف الى مطر يرجع الى الأرض اليابسة فيحييها ، ثم يعد الماء الى المحيطات من خلال الانهار والينابيع. وهذه هي دورة المياه التي اشار اليها سبحانه في قسمه : (والسماء ذات الرجع) ، علما بآن الماء هو المادة الوحيدة التي توجد ، في الطبيعة ، بلك الاشكال الثلاثة : الغازية ، والسائلة ، والصلبة.
ثم ان الهواء المحيط بالأرض ، آو الغلاف الهوائي ، يرق ويخف كلما ابتعدنا عن سطحها ، ولقد حسب العلماء آن الغلاف الهوائي تقل كثافته ، بالابتعاد عن سطح الأرض تدريجيا ، حتى يتداخل مع ما يسمى .بـ " المادة ما بين الكواكب السيارة " lnterplanetory medium وظل هذا الاعتقاد سائدا حتى قامت اجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية باستكشاف الغلاف الهوائي الخارجي للأرض بأبعاد تصل الى أضعافه طول قطر الأرض ، فعرفوا آن الغلاف الشمسي يمطرنا بوابل مما يسمى ، بـ " الريح الشمسية " Solar Windٍٍٍ التي تنهمر في الفضاء وتصل إلى ما هو أبعد بكثير من مدار الأرض حول الشمس ، إذ هي تصل إلى الحدود الخارجية للمنظومة الشمسية . إن هذه الريح الشمسية تجري حول المجال المغناطيسي للأرض محدثة فيه تجويفا ، أو كهفا ، مستطيلا يتحدد في داخله غلاف الارض الجوي.
إن هذه الغلاف الهوائي الذي يقع بين سطح الأرض والفضاء يشكل ما يسميه العلماء بـ " الدرع الواقية " (1) العظيمة للأرض ، ولولا الحماية التي تسبغها هذه الدرع ما كان يمكن للحياة أن تستمر على الأرض ، بل ما كان لها أن تنشر عليها ، من ضوء الشمس وحرارتها من الوصول إلى الأرض مما يمكن أن يتسبب في إحراق كل ما عليها . ولولا هذا الغلاف لاحترقنا (شيئا) نهارا ، ولتجمدنا من البرد ليلا ، كما أن الرطوبة في الجو تمنع أشعة الضوء والحرارة من أن تحرق العشب الأخضر وتجعل نمو النبات وحياة الحيوان أمرا مستحيلا . وتبعث الشمس ، مثل بقية النجوم ، بإشعاعات من موجات بأطوال مختلفة هي :
1. الاشعة الكونية Cosmic rays
2. اشعة غاما Gammaa rays
3. الاشعة السينية او ( المجهولة ) X- rays
4. الاشعة فوق البنفسجية Ultraviolet rays
5. الاشعة المرئية Visible rays
٦ - الأشعة تحت الحمرا ( = الأشعة الحرارية) lnfra red . إن كل الأجسام الحراة تشع الحرارة على شكل موجات تسمى بالأشعة تحت الحمراء .
٧ - الأشعة الصغرى ( = الموجات الدقيقة) Microwaves
٨ - الأشعة الراديوية ( = الموجات اللاسلكية) Radiowaves ، وهي لا يمكن رؤيتها أو الإحساس بها ، ولكن يمكن تمييزها بأجهزة خاصة ، وهي تشبه الموجات المستعملة في أجهزة الإذاعة والتلفزة .
إن كل أنواع الإشعاع التي عددناها تتكون من موجات كهرومغناطيسية ، وكلها تسير في الفضاء بسرعة الضوء . والفرق بينها يكمن في اختلاف تردداتها ، أي في معدل تكون موجات طاقتها . ونحن لا يمكننا آن نرى منها إلا موجات تقع ضمن مدى محدود ، وهو ما نعرفه بالأشعة المرئية أو الضوء ) . واشعاعات الشمس ذات الطاقة العالية ، كالأشعة فوق البنفسجية ، والأشعة السينية ، وحتى الاشعاعات الأقوى -الأشعة الكونية - تعم الفضاء المحيط بالأرض بكميات مميتة ، ولكنها توقف قبل ان تصل سطح الأرض بمسافة بعيدة ، إذ إنها متى ما وصلت إلى الغلاف الهوائي اصطدمت بجسيمات الهواء الدقيقة التي تمتصها ، فلا تصل إلى الأرض أبدأ . واما القليل الذي يتسرب إلينا من الأشعة فوق البنفسجية فهو الذي يشعرنا بلسعة على جلودنا ، ويمكننا أن نرى أثره على بشرتنا باسمرارها ، من دون ان يمكن لنا رؤيته بذاته ، وهو يصلنا بالقدر الذي يكفي لإفادتنا بالعمل على بشرة الجلد حتى تصنع الفيتامين (د) من مادة " الارغوسترول " الموجودة في الجلد ، وأما التعرض الزائد لها فإنه يسبب حدوث سرطانات الجلد ، واعتام عدسة العين ، وقصور المناعة.
ويقدر العلماء وزن غاز " الغلاف الجوي " بحوالي ( ٥ ) مليون بليون طن. والضغط الجوي يعادل وزن الغاز هذا مقسوما محلى وحدة المساحة ، ويبلغ ( ١٠ ) طن/قدم في مستوى سطح البحر ، وهو ما يساوي ضغط عمود من الماء ارتفاعه ( ١٠ ) أمتار على قدم مربع من سطح الأرض . إن هذه الدرجة من كثافة الغلاف الجوي تحول دون وصول الملايين من الشهب القاتلة إلينا منقضة بسرعة ( ٥٠ ) كم في الثانية.
وبوجد توازن معقد بين كمية الطاقة الشمسية الواصلة إلينا ، وبين التسخين الحاصل في غلاف الأرض الجوي وسطحها ، وبين إعادة إشعاع الطاقة الحرارية إلى القضاء مرة ثانية . إن هذا التوازن يحفظ الأرض دافئة بالحدود المناسبة وبالقدر المحسوب منه تعالى لديمومة الحياة عليها ، فلا هي بالقارصة البرد ولا هي بالحازة الحارقة . إن الغلاف الجوي المحيط بالأرض هو مصدر هذا التوازن الذي يحفظ لسطحها بيئته المناسبة للحياة ، ولولا هذا السقف المحفوظ من الغلاف الجوي لاحترقت جميع الأشياء شيئا نهارا و لتجمدت من البرد ليلا .
إن أكثر أجزاء الغلاف الهوائي أهمية هي طبقته الدنيا الملاصقة للأرض ، حيث ههنا يعيش الإنسان والحيوان والنبات ، في المنطقة التي هي محل اتصال للجو والأرض والماء. إن الظروف الجوية لطبقات الغلاف الجوي المختلفة ، من حرارة ومكونات هواء وغيرها ،
هي في جملتها الساحقة لا تسمح بحياة فيها إلا على وجه الأرض ، فسبحان من ينت لنا كل ذلك.
إن عمل البيوت الزجاجية المخصصة لزراعة النباتات ووقايتها من البرد " بيوت الدفيئة " يرتكز على أن زجاجها ، وبينما هو يسمح لضوء الشمس بالنفاذ إلى داخلها حتى يسخن ما فيها من أرض ، فإنه نسبيا غير شفاف للأشعة تحت الحمراء (وهي الأشعة الحرارية) ، إذ هو يحتجزها داخل الدفيئة مانعا إياها من الخروج.
وكذلك فإن بخار الماء وثاني أوكسيد الكاربون ، الموجودين في الهواء ، شفافان لضوء الشمس المرئي ، فهما يسمحان له بالوصول إلى الأرض ، إلا أنهما غير شفافين بالنسبة إلى حرارة الأشعة تحت الحمراء ، أي أنهما وهو ما يؤدي إلى احتجاز الطاقة الحرارية في الجزء السفلي من الغلاف الجوي واحماء وجه الأرض (2).
إن " أثر الدفية " (3) هذا في رجع الحرارة وردها إلى الأرض هو مصداق أخر لأية السماد ذات الرجع.
إن شكلا لمقطع لغلاف الأرض الجوي سوف يبين لنا طبقاته المختلفة . إن الطبقة الممتدة من ( ٨٠ ) وحتى ( ٥٠٠ ) كم فوق سطح
الأرض تدعى بـ "الأيونوسفير" ، اي الغلاف الجوي المتأين. تؤدي إشعاعات الشمس إلى شحن ذرات هذه الطبقة بالكهرباء فتسمى حينئذ بالأيونات ، وهذه الأخيرة تقوم بعمل ملايين من المرايا العاكسة في الغلاف الجوي ، إذ إنها تستقبل الموجات اللاسلكية التي تبث من أي مكان في الأرض ثم هي تعكسها وتردها إلى الأرض ثانية في مكان آخر غيره مما يمكن من التقاطها .
يمتص الماء الموجود على سطح الارض ضوء الشمس فيتبخر ويصير بخارا ، أو غازا ، وهذا الغاز يحمل كميات عظيمة من الطاقة إلى طبقة الهواء السفلية ، وهي الطاقة التي تتحور من جديد على شكل حرارة عندما يتكاثف الماء على شكل غيوم أو ضباب. ويقدر بأن نصف الطاقة الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض يستهلك في تبخير الماء حتى تعود الحرارة من جديد إلى الطبقة السفلى من الغلاف الجوي . إن هذا سبب آخر لتسخين جو الأرض من تحت بسبب تكاثف البخار إلى غيوم ورجوع الحرارة الناتجة عن ذلك إلى جو الارض ، (4)
_______________________________________________
1. " Shielding " انظر Encyclopedia , Vol . 3 (1983) , p. 126 ’ Colliers
2. وللغيوم اثر مثل ذلك ، فهي تلعب دورا مهما في احتجاز الحرارة أسفل منها . وهو تأثير اوضح ما يكون في الليل . ففي الشتاء يكون الجو أدفأ بكثير عند المساء إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم مما لو كانت صاحية ، وهي ظاهرة معروفة منذ زمن بعيد . ولو تحركت طبقة الغيوم هذه او تحرك هواء صاف إلى تلك المنطقة فيتحتم حدوث هبوط حاد في درجات الحرارة ، حيث إن الأرض سوف تشع عندئذ حرارتها إلى القضاء الخارجي من دون عائق .
3. Green house effect .
4. اسرار الكون 114 - 118 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|