المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تقاليد المثقفين
11-2-2017
حقوق المترجم الادبية اثناء حياته.
30-5-2016
تشكيل شبكي grid modulation
30-10-2019
مدار المريخ
6-3-2022
علاقة العلم بالإِيمان
24-10-2014
ما الجديد الذي يأتي به الامام المهدي عليه‌ السلام ؟
1/10/2022


فتح خيبر وانهيار قوة اليهود  
  
3810   10:45 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص38-40.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-01-2015 3554
التاريخ: 15-3-2016 3102
التاريخ: 2-5-2016 2958
التاريخ: 10-02-2015 4019

بعد ما شاعت الهزائم الساحقة في صفوف القرشيّين وأخزاهم الله وأذلّهم رأى النبيّ (صلى الله عليه واله) بفكره الثاقب ورأيه الأصيل أنّه لا يستقيم للمسلمين أمر ولا تسلم لهم دولة ولا تسود كلمة الإسلام في الأرض مع وجود قوّة اليهود وهم من ألدّ أعداء الإسلام وتلك القوة هي حصون خيبر التي كانت مصنعا للأسلحة على اختلاف أنواعها من السيوف والرماح والدروع والدبابات التي كانت تقذف بالماء الحار والرصاص بعد إذابته وهي من أخطر الأسلحة في ذلك العصر وكانت اليهود هي التي تمدّ القوى المحاربة للإسلام بالأسلحة , وزحف النبيّ (صلى الله عليه واله) بجيشه لاحتلال حصون خيبر وأسند قيادة جيشه لأبي بكر فمضى ولمّا أشرف على الحصون قوبل بالقذائف فرجع منهزما خائبا وفي اليوم الثاني أسند النبيّ (صلى الله عليه واله) قيادة الجيش إلى عمر بن الخطّاب فكان كصاحبه أبي بكر فقفل راجعا منهزما وظلّت الحصون مغلقة لم يمسّها أحد بسوء , وبعد ما عجز الجيش من اقتحام الحصن أعلن النبيّ (صلى الله عليه واله) أنّه سيعيّن القائد الذي يفتح الله على يده قائلا : لأدفعنّ الرّاية غدا إلى رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يرجع حتّى يفتح الله له ؛ واستشرف الجيش بفارغ الصبر ينتظرون القائد الملهم الذي يفتح الله على يده ولم يظنّوا أنّه الإمام ؛ لأنّه كان مصابا برمد ولمّا اندلع نور الصباح دعاه النبيّ (صلى الله عليه واله) وكان معصبا على عينيه فأزاح العصابة عنه وسقا عينيه بريقه فبرئتا بالوقت وقال له : خذ هذه الرّاية حتّى يفتح الله عليك .

ووصف حسّان بن ثابت رمد الإمام وشفاءه من ريق النبيّ بقوله :

وكان عليّ أرمد العين يبتغي     دواء فلم يحسس طبيبا مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة                  فبورك مرقيا وبورك راقيا

وقال : سأعطي الراية اليوم صارما      كميّا محبّا للرسول مواليا

يحبّ إلهي والإله يحبّه            به يفتح الله الحصون الأوابيا

فأصفى بها دون البريّة كلّها      عليّا وسمّاه الوزير المؤاخيا

 

ووصف الشاعر الموهوب الأزري الحادثة بقوله :

وله يوم خيبر فتكات     كبرت منظرا على من رآها

يوم قال النبيّ إنّي لأعطي         رايتي ليثها وحامي حماها

فاستطالت أعناق كلّ فريق        ليروا أيّ ماجد يعطاها

فدعا أين وارث العلم والحلم      مجير الأيام من بأساها؟

أين ذو النجدة الذي لو دعته     في الثرايا مروعة لبّاها؟

فأتاه الوصي أرمد عين           فسقاه من ريقه فشفاها

ومضى يطلب الصفوف فولّت    عنه علما بأنّه أمضاها

واستلم الإمام (عليه السلام) الراية من النبيّ (صلى الله عليه واله) وقال له : يا رسول الله اقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال له النبيّ : انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فو الله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم .

وأسرع القائد العظيم مزهوّا لم يختلج في قلبه رعب وهو يلوّح بلواء النصر متّجها نحو الحصن فقلع بابه وتترّس بها ووقته من ضربات اليهود وقذائفهم وذعر اليهود وأصابتهم أوبئة الخوف وفزعوا من هذا البطل الذي قلع باب حصنهم وتترّس بها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.