أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-01-2015
3554
التاريخ: 15-3-2016
3102
التاريخ: 2-5-2016
2958
التاريخ: 10-02-2015
4019
|
بعد ما شاعت الهزائم الساحقة في صفوف القرشيّين وأخزاهم الله وأذلّهم رأى النبيّ (صلى الله عليه واله) بفكره الثاقب ورأيه الأصيل أنّه لا يستقيم للمسلمين أمر ولا تسلم لهم دولة ولا تسود كلمة الإسلام في الأرض مع وجود قوّة اليهود وهم من ألدّ أعداء الإسلام وتلك القوة هي حصون خيبر التي كانت مصنعا للأسلحة على اختلاف أنواعها من السيوف والرماح والدروع والدبابات التي كانت تقذف بالماء الحار والرصاص بعد إذابته وهي من أخطر الأسلحة في ذلك العصر وكانت اليهود هي التي تمدّ القوى المحاربة للإسلام بالأسلحة , وزحف النبيّ (صلى الله عليه واله) بجيشه لاحتلال حصون خيبر وأسند قيادة جيشه لأبي بكر فمضى ولمّا أشرف على الحصون قوبل بالقذائف فرجع منهزما خائبا وفي اليوم الثاني أسند النبيّ (صلى الله عليه واله) قيادة الجيش إلى عمر بن الخطّاب فكان كصاحبه أبي بكر فقفل راجعا منهزما وظلّت الحصون مغلقة لم يمسّها أحد بسوء , وبعد ما عجز الجيش من اقتحام الحصن أعلن النبيّ (صلى الله عليه واله) أنّه سيعيّن القائد الذي يفتح الله على يده قائلا : لأدفعنّ الرّاية غدا إلى رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يرجع حتّى يفتح الله له ؛ واستشرف الجيش بفارغ الصبر ينتظرون القائد الملهم الذي يفتح الله على يده ولم يظنّوا أنّه الإمام ؛ لأنّه كان مصابا برمد ولمّا اندلع نور الصباح دعاه النبيّ (صلى الله عليه واله) وكان معصبا على عينيه فأزاح العصابة عنه وسقا عينيه بريقه فبرئتا بالوقت وقال له : خذ هذه الرّاية حتّى يفتح الله عليك .
ووصف حسّان بن ثابت رمد الإمام وشفاءه من ريق النبيّ بقوله :
وكان عليّ أرمد العين يبتغي دواء فلم يحسس طبيبا مداويا
شفاه رسول الله منه بتفلة فبورك مرقيا وبورك راقيا
وقال : سأعطي الراية اليوم صارما كميّا محبّا للرسول مواليا
يحبّ إلهي والإله يحبّه به يفتح الله الحصون الأوابيا
فأصفى بها دون البريّة كلّها عليّا وسمّاه الوزير المؤاخيا
ووصف الشاعر الموهوب الأزري الحادثة بقوله :
وله يوم خيبر فتكات كبرت منظرا على من رآها
يوم قال النبيّ إنّي لأعطي رايتي ليثها وحامي حماها
فاستطالت أعناق كلّ فريق ليروا أيّ ماجد يعطاها
فدعا أين وارث العلم والحلم مجير الأيام من بأساها؟
أين ذو النجدة الذي لو دعته في الثرايا مروعة لبّاها؟
فأتاه الوصي أرمد عين فسقاه من ريقه فشفاها
ومضى يطلب الصفوف فولّت عنه علما بأنّه أمضاها
واستلم الإمام (عليه السلام) الراية من النبيّ (صلى الله عليه واله) وقال له : يا رسول الله اقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ فقال له النبيّ : انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فو الله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النّعم .
وأسرع القائد العظيم مزهوّا لم يختلج في قلبه رعب وهو يلوّح بلواء النصر متّجها نحو الحصن فقلع بابه وتترّس بها ووقته من ضربات اليهود وقذائفهم وذعر اليهود وأصابتهم أوبئة الخوف وفزعوا من هذا البطل الذي قلع باب حصنهم وتترّس بها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|