المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مسؤوليات ومهام قبل ظهور صاحب الزمان
2023-03-07
Capillary Action
28-4-2020
الافعال الخمسة
16-10-2014
ابطال الشعب
2-6-2021
حركة المقذوفات
19-8-2017
وسائل عملية- الرحلة
18-8-2020


موقف عائشة من بيعة الامام وشرارة الحرب  
  
3836   11:47 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص49-54.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

الشيء المؤكّد الذي اتّفق عليه المؤرّخون والرواة هو أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) قد عهد إلى وصيّه وباب مدينة علمه بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين  أمّا الناكثون فهم الذين قاموا بحرب الجمل ومهّدوا الطريق إلى معاوية وحزبه لحرب الإمام وهم الذين سمّاهم النبيّ بالقاسطين وأمّا المارقون فهم الخوارج الذين مرقوا عن الإسلام وحاربوا الإمام وقد أجمع فقهاء المسلمين على تأثيمهم وتجريحهم وخروجهم عن الطريق القويم فقد اثر عن النبيّ (صلى الله عليه واله) غير مرّة قوله : من حمل علينا السّلاح فليس منّا وقوله : لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض لقد واكبوا أهواءهم واستجابوا لأطماعهم .

أمّا الذين قاموا بحرب الجمل فقد نكثوا بيعة الإمام وخاسوا ما عاهدوا عليه الله تعالى من الطاعة للإمام ومتابعة أمره وقد عناهم الإمام بقوله : من نكث بيعته لقي الله أجذم ليس له يد .

وعلى أي حال فإنّ الذين أشعلوا هذه الحرب قد أثاروا الفتنة بين المسلمين ، وخالفوا ما أمر الله تعالى به من الاعتصام بحبله جميعا وأن لا يتفرّقوا وهم قد فارقوا الجماعة وسفكوا دماء المسلمين بغير حقّ وأشاعوا فيهم الحزن والحداد والله تعالى هو الذي يتولّى حسابهم على ما اقترفوه من إثم عظيم .

وقبل الحديث عن تمرّد عائشة وخروجها على حكومة الإمام (عليه السلام) نعرض إلى شيء بالغ الأهمية وهو موقف عائشة من عثمان , أمّا عائشة فقد كانت في طليعة الحاقدين على عثمان والناقمين عليه وقد روى المؤرّخون صورا من إنكارها الشديد فقد روى محمّد بن إسحاق عن مشايخه عن حكيم بن عبد الله قال : دخلت المدينة وأتيت إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) وإذا بكفّ مرتفعة وصاحب الكفّ يقول : هذان نعلا رسول الله (صلى الله عليه واله) وقميصه وكأنّي أرى ذلك القميص يلوح وإنّ فيكم فرعون هذه الأمّة فإذا هي عائشة وعثمان يقول لها : اسكتي ثمّ يقول للناس : إنّها امرأة وعقلها عقل النساء فلا تصغوا إلى قولها.

و روى الحسن بن سعد قال : رفعت عائشة ورقة من المصحف بين عودتين من وراء حجابها وعثمان قائم ثمّ قالت : يا عثمان أقم ما في هذا الكتاب فقال لتنتهنّ عمّا أنت عليه أو لأدخلنّ عليك حرّ النار فقالت له عائشة : أما والله! لأن فعلت ذلك بنساء النبيّ يلعنك الله ورسوله وهذا قميص رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يتغيّر وقد غيّرت سننه يا نعثل!

و روى الليث بن أبي سليمان عن ثابت الأنصاري عن ابن أبي عامر مولى الأنصار قال : كنت عند المسجد فمرّ عثمان فنادته عائشة : يا غادر! يا فاجر! حقّرت أمانتك وضيّعت رعيّتك لو لا الصلوات الخمس لمشى إليك الرجال حتى يذبحوك ذبح الشاة فقال عثمان : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10] .

إنّ السيّدة عائشة كانت في طليعة الثائرين على حكومة عثمان وقد أشعلت العواطف وألهبت القلوب ضده فأباحت دمه وجرّدته من جميع الشرعية للحكم ولمّا علمت بدنوّ مصرعه على أيدي الثوّار غادرت يثرب واتّجهت صوب مكّة تترقّب أخباره بفارغ الصبر.

وغادرت عائشة مكّة متّجهة صوب المدينة فلمّا انتهت إلى سرف  لقيها عبيد بن أمّ كلاب فبادرت مسرعة تسأله عن الأحداث قائلة له : مهيم يعني ما عندك من نبأ؟

قال : قتلوا عثمان , ولم تهتمّ بقتله وإنّما كانت تترقّب الخليفة من بعده فقالت : ثمّ صنعوا ماذا؟

قال : أخذها أهل المدينة بالإجماع فجازت بهم الأمور إلى غير مجاز اجتمعوا إلى عليّ بن أبي طالب ؛ وفقدت عائشة إهابها وراحت تقول بحرارة وجزع وبصرها يشير إلى السماء ثمّ ينخفض إلى الأرض : ليت هذه أي السماء انطبقت على هذه أي الأرض إن تمّ الأمر لصاحبك ويحك انظر ما تقول؟ فقال: هو ما قلت لك يا أمّ المؤمنين ؛ فولولت وجزعت وأصابها ذهول ورعدة فبهر عبيد وقال لها : ما شأنك يا أمّ المؤمنين؟ والله! لا أعرف بين لابتيها  أحدا أولى بها أي الخلافة منه أي من الإمام ولا أحقّ ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته فما ذا تكرهين منه؟

وراحت تلتمس المعاذير لموقفها فتمسّكت بما هو أوهى من بيت العنكبوت قائلة : قتل عثمان والله مظلوما! وأنا طالبة بدمه ؛ فأنكر عليها عبيد وأبدى دهشته قائلا : إنّ أوّل من طعن عليه أي على عثمان لأنت وأطمع الناس في قتله وقلت : اقتلوا نعثلا فقد فجر.

وأبدت معاذيرها الواهية قائلة : والله! قلت وقال الناس وآخر قولي خير من أوّله .

وسخر عبيد من قولها وقال : عذر والله! ضعيف يا أمّ المؤمنين!

وخاطبها عبيد بهذه الأبيات التي ارتجلها قائلا :

فمنك البداء ومنك الغير          ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الإمام            وقلت لنا : إنّه قد كفر

وقفلت عائشة راجعة إلى مكّة فلمّا انتهت إليها استقبلها القرشيّون فقالت لهم : يا معشر قريش إنّ عثمان قتل قتله عليّ بن أبي طالب والله! لليلة من عثمان خير من عليّ الدهر كلّه , وتناست عائشة أنّ عليّا نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) وأحبّ الناس إليه وأنّه منه بمنزلة هارون من موسى , لقد نسيت عائشة ذلك أو لم تحفل به في سبيل أغراضها وأطماعها السياسية.

أحاطت جماهير أهل مكّة بعائشة فخطبت فيهم خطابها السياسي وخلاصته أنّها حمّلت المسئولية في إراقة دم عثمان على الغوغاء فهم الذين استباحوا سفك دمه في البلد الحرام وفي الشهر الحرام وذلك بعد ما أقلع من ذنوبه ، وأخلص في توبته ولا حجّة لهم فيما اقترفوه من سفك دمه. وحفل خطابها بالمغالطات السياسية فقد اتّهمت الغوغاء بسفك دم عثمان مع أنّهم بريئون منه وإنّما الذي أجهز عليه القوّات العسكرية من المصريّين والعراقيّين وانضمام كبار الصحابة إليهم كعمّار بن ياسر ومالك الأشتر وطلحة والزبير وهي بالذات فقد كانت تخاطب الجماهير قائلة : اقتلوا نعثلا فقد كفر.

وأمّا توبة عثمان فهي كما تقول : إلاّ أنّه تراجع عنها بسبب ضغط الأمويّين عليه , وعلى أي حال فإنّ خطاب عائشة بمكّة كان أوّل صوت انطلق ضدّ حكومة الإمام (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.