أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-01-2015
5949
التاريخ: 23-01-2015
3444
التاريخ: 4-5-2016
12262
التاريخ: 29-01-2015
3377
|
الشيء المؤكّد الذي اتّفق عليه المؤرّخون والرواة هو أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله) قد عهد إلى وصيّه وباب مدينة علمه بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين أمّا الناكثون فهم الذين قاموا بحرب الجمل ومهّدوا الطريق إلى معاوية وحزبه لحرب الإمام وهم الذين سمّاهم النبيّ بالقاسطين وأمّا المارقون فهم الخوارج الذين مرقوا عن الإسلام وحاربوا الإمام وقد أجمع فقهاء المسلمين على تأثيمهم وتجريحهم وخروجهم عن الطريق القويم فقد اثر عن النبيّ (صلى الله عليه واله) غير مرّة قوله : من حمل علينا السّلاح فليس منّا وقوله : لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض لقد واكبوا أهواءهم واستجابوا لأطماعهم .
أمّا الذين قاموا بحرب الجمل فقد نكثوا بيعة الإمام وخاسوا ما عاهدوا عليه الله تعالى من الطاعة للإمام ومتابعة أمره وقد عناهم الإمام بقوله : من نكث بيعته لقي الله أجذم ليس له يد .
وعلى أي حال فإنّ الذين أشعلوا هذه الحرب قد أثاروا الفتنة بين المسلمين ، وخالفوا ما أمر الله تعالى به من الاعتصام بحبله جميعا وأن لا يتفرّقوا وهم قد فارقوا الجماعة وسفكوا دماء المسلمين بغير حقّ وأشاعوا فيهم الحزن والحداد والله تعالى هو الذي يتولّى حسابهم على ما اقترفوه من إثم عظيم .
وقبل الحديث عن تمرّد عائشة وخروجها على حكومة الإمام (عليه السلام) نعرض إلى شيء بالغ الأهمية وهو موقف عائشة من عثمان , أمّا عائشة فقد كانت في طليعة الحاقدين على عثمان والناقمين عليه وقد روى المؤرّخون صورا من إنكارها الشديد فقد روى محمّد بن إسحاق عن مشايخه عن حكيم بن عبد الله قال : دخلت المدينة وأتيت إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) وإذا بكفّ مرتفعة وصاحب الكفّ يقول : هذان نعلا رسول الله (صلى الله عليه واله) وقميصه وكأنّي أرى ذلك القميص يلوح وإنّ فيكم فرعون هذه الأمّة فإذا هي عائشة وعثمان يقول لها : اسكتي ثمّ يقول للناس : إنّها امرأة وعقلها عقل النساء فلا تصغوا إلى قولها.
و روى الحسن بن سعد قال : رفعت عائشة ورقة من المصحف بين عودتين من وراء حجابها وعثمان قائم ثمّ قالت : يا عثمان أقم ما في هذا الكتاب فقال لتنتهنّ عمّا أنت عليه أو لأدخلنّ عليك حرّ النار فقالت له عائشة : أما والله! لأن فعلت ذلك بنساء النبيّ يلعنك الله ورسوله وهذا قميص رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يتغيّر وقد غيّرت سننه يا نعثل!
و روى الليث بن أبي سليمان عن ثابت الأنصاري عن ابن أبي عامر مولى الأنصار قال : كنت عند المسجد فمرّ عثمان فنادته عائشة : يا غادر! يا فاجر! حقّرت أمانتك وضيّعت رعيّتك لو لا الصلوات الخمس لمشى إليك الرجال حتى يذبحوك ذبح الشاة فقال عثمان : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10] .
إنّ السيّدة عائشة كانت في طليعة الثائرين على حكومة عثمان وقد أشعلت العواطف وألهبت القلوب ضده فأباحت دمه وجرّدته من جميع الشرعية للحكم ولمّا علمت بدنوّ مصرعه على أيدي الثوّار غادرت يثرب واتّجهت صوب مكّة تترقّب أخباره بفارغ الصبر.
وغادرت عائشة مكّة متّجهة صوب المدينة فلمّا انتهت إلى سرف لقيها عبيد بن أمّ كلاب فبادرت مسرعة تسأله عن الأحداث قائلة له : مهيم يعني ما عندك من نبأ؟
قال : قتلوا عثمان , ولم تهتمّ بقتله وإنّما كانت تترقّب الخليفة من بعده فقالت : ثمّ صنعوا ماذا؟
قال : أخذها أهل المدينة بالإجماع فجازت بهم الأمور إلى غير مجاز اجتمعوا إلى عليّ بن أبي طالب ؛ وفقدت عائشة إهابها وراحت تقول بحرارة وجزع وبصرها يشير إلى السماء ثمّ ينخفض إلى الأرض : ليت هذه أي السماء انطبقت على هذه أي الأرض إن تمّ الأمر لصاحبك ويحك انظر ما تقول؟ فقال: هو ما قلت لك يا أمّ المؤمنين ؛ فولولت وجزعت وأصابها ذهول ورعدة فبهر عبيد وقال لها : ما شأنك يا أمّ المؤمنين؟ والله! لا أعرف بين لابتيها أحدا أولى بها أي الخلافة منه أي من الإمام ولا أحقّ ولا أرى له نظيرا في جميع حالاته فما ذا تكرهين منه؟
وراحت تلتمس المعاذير لموقفها فتمسّكت بما هو أوهى من بيت العنكبوت قائلة : قتل عثمان والله مظلوما! وأنا طالبة بدمه ؛ فأنكر عليها عبيد وأبدى دهشته قائلا : إنّ أوّل من طعن عليه أي على عثمان لأنت وأطمع الناس في قتله وقلت : اقتلوا نعثلا فقد فجر.
وأبدت معاذيرها الواهية قائلة : والله! قلت وقال الناس وآخر قولي خير من أوّله .
وسخر عبيد من قولها وقال : عذر والله! ضعيف يا أمّ المؤمنين!
وخاطبها عبيد بهذه الأبيات التي ارتجلها قائلا :
فمنك البداء ومنك الغير ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام وقلت لنا : إنّه قد كفر
وقفلت عائشة راجعة إلى مكّة فلمّا انتهت إليها استقبلها القرشيّون فقالت لهم : يا معشر قريش إنّ عثمان قتل قتله عليّ بن أبي طالب والله! لليلة من عثمان خير من عليّ الدهر كلّه , وتناست عائشة أنّ عليّا نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) وأحبّ الناس إليه وأنّه منه بمنزلة هارون من موسى , لقد نسيت عائشة ذلك أو لم تحفل به في سبيل أغراضها وأطماعها السياسية.
أحاطت جماهير أهل مكّة بعائشة فخطبت فيهم خطابها السياسي وخلاصته أنّها حمّلت المسئولية في إراقة دم عثمان على الغوغاء فهم الذين استباحوا سفك دمه في البلد الحرام وفي الشهر الحرام وذلك بعد ما أقلع من ذنوبه ، وأخلص في توبته ولا حجّة لهم فيما اقترفوه من سفك دمه. وحفل خطابها بالمغالطات السياسية فقد اتّهمت الغوغاء بسفك دم عثمان مع أنّهم بريئون منه وإنّما الذي أجهز عليه القوّات العسكرية من المصريّين والعراقيّين وانضمام كبار الصحابة إليهم كعمّار بن ياسر ومالك الأشتر وطلحة والزبير وهي بالذات فقد كانت تخاطب الجماهير قائلة : اقتلوا نعثلا فقد كفر.
وأمّا توبة عثمان فهي كما تقول : إلاّ أنّه تراجع عنها بسبب ضغط الأمويّين عليه , وعلى أي حال فإنّ خطاب عائشة بمكّة كان أوّل صوت انطلق ضدّ حكومة الإمام (عليه السلام) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|