المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

وسائط نقل الركاب- وسائط النقل العامة - خدمات وسائط النقل عبر البحار
8/12/2022
معنى العفو والمغفرة في القرآن
26-10-2014
الشيخ يعقوب بن جعفر النجفي الحلي
15-2-2018
طاقة الإلكترونات
23-6-2019
Sublimation and Deposition
30-4-2020
حرارة التسامي heat of sublimation
31-12-2019


ضحايا حرب الجمل  
  
3668   11:52 صباحاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص97-99.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أشاعت هذه الحرب الظالمة الحزن والحداد في بيوت البصرة وغيرها فقد قيل إنّ عدد القتلى أكثر من ثلاثين ألفا وقيل : أقلّ من ذلك  ففي ذمّة الله ما لاقى إمام المتّقين من الخطوب من الاسر القرشية التي ملئت نفوسها بالحقد والعداء له , ولمّا انجلت الحرب سار الإمام ومعه خيار أصحابه كعمّار بن ياسر فجعل يطوف على القتلى من أصحاب عائشة فرأى عبد الرحمن بن عتاب وقد قتل فقال : هذا يعسوب قريش ومرّ بعبد الله بن خلف الخزاعي وعليه ثياب حسّان مشهرة فقال الناس : هذا والله رأس الناس فقال (عليه السلام) :  ليس برأس النّاس ولكنّه شريف منيع النّفس , وجعل يستعرض القتلى رجلا رجلا فرأى أشراف قريش صرعى فقال : هذه قريش جدعت أنفي أما والله! إنّ مصرعكم لبغيض إليّ ولقد تقدّمت إليكم احذّركم عضّ السّيوف وكنتم أحداثا لا علم لكم بما ترون , ولكنّه الحين وسوء المصرع نعوذ بالله من سوء المصرع ؛ واجتاز الإمام على كعب بن سور القاضي وهو صريع وفي عنقه المصحف فأمر بإخراج المصحف من عنقه ووضعه بمكان طاهر وأمر بجلوسه فاجلس وخاطبه الإمام فقال : يا كعب قد وجدت ما وعدني ربّي حقّا فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّا؟ .

ومرّ الإمام بطلحة صريعا فقال : أجلسوا طلحة فاجلس فقال له : يا طلحة بن عبيد الله قد وجدت ما وعدني ربّي حقّا فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّا ؟ ثمّ قال : اضجعوه .

وانبرى إلى الإمام رجل من القرّاء فقال له : ما كلامك لهذه الأموات التي لا تسمع؟ فرده الامام : إنّهم ليسمعون كلامي كما سمع أصحاب القليب كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر ولو اذن لهم في الجواب لرأيت عجبا .

ومرّ بعبد الله بن ربيعة وهو في القتلى فقال : هذا البائس ما كان أخرجه؟ أدين أخرجه أم نصر لعثمان والله! ما كان رأي عثمان فيه ولا في أبيه بحسن , واجتاز على جماعة آخرين صرعى فنعى عليهم مصيرهم الأسود وتأسّف عليهم كأشدّ ما يكون الأسف .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.