أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016
3859
التاريخ: 21-4-2016
28136
التاريخ: 5-01-2015
3910
التاريخ: 7-01-2015
3493
|
أقام الإمام (عليه السلام) ولاته وعمّاله على بعض المناطق والأقاليم الإسلامية وقد عهد إليهم بتقوى الله وطاعته والسهر على خدمة المواطنين مسلمين وغير مسلمين وأن يشيعوا بينهم روح المودّة والالفة والأمن والرخاء ليكونوا أمثلة مشرقة للحكم الصالح الذي يسعد المجتمع في ظلاله , وقد استعمل الإمام (عليه السلام) على مكّة ابن عمّه قثم بن العباس وامّه لبابة بنت الحارث الهلالية روي أنّها أوّل امرأة أسلمت بعد أمّ المؤمنين خديجة وكان أثيرا عند الإمام (عليه السلام) وذلك لورعه وتقواه وقد سأله عبد الرحمن بن خالد فقال له : ما شأن عليّ هل كانت له منزلة من رسول الله (صلى الله عليه واله) لم تكن للعباس؟ فأجابه إنّه كان أوّلنا لحوقا وأشدّنا لزوقا وقد استعمله على مكّة وبقي فيها حتى استشهد الإمام (عليه السلام) .
كتب الإمام (عليه السلام) إلى قثم هذه الرسالة حينما علم أنّ معاوية دسّ إلى مكّة بعض عملائه يخذّلون الناس عن نصرة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ويشيعون بينهم أنّ الإمام إمّا قاتل لعثمان أو خاذل له وهو لا يصلح للإمامة وأنّ الصالح للإمامة معاوية بن أبي سفيان فكتب إليه الإمام يحذّره من معاوية وأذنابه : أمّا بعد فإنّ عيني بالمغرب كتب إليّ يعلمني أنّه وجّه على الموسم اناس من أهل الشّام العمي القلوب الصمّ الأسماع الكمه الأبصار الّذين يلتمسون الحق بالباطل ويطيعون المخلوق في معصية الخالق ويحتلبون الدّنيا درّها بالدّين ويشترون عاجلها بآجل الأبرار والمتّقين ؛ ولن يفوز بالخير إلاّ عامله ولا يجزى جزاء الشّرّ إلاّ فاعله , فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصّليب والنّاصح اللّبيب والتّابع لسلطانه المطيع لإمامه , وإيّاك وما يعتذر منه ولا تكن عند النّعماء بطرا ولا عند البأساء فشلا والسّلام .
وحكت هذه الرسالة الصفات البارزة لأذناب معاوية وعملائه وهي :
1 ـ أنّهم عمي القلوب.
2 ـ صمّ الأسماع.
3 ـ كمه الأبصار.
4 ـ يلتمسون الباطل باسم الحقّ.
5 ـ يطيعون المخلوق بمعصية الخالق.
هذه بعض الصفات السيّئة الماثلة فيهم وهي من دون شكّ تخرجهم عن اطار المؤمنين.
وقد ارسل الامام اليه رسالة اخرى ونصها : أمّا بعد فأقم للنّاس الحجّ وذكّرهم بأيّام الله واجلس لهم العصرين فأفت المستفتي وعلّم الجاهل وذاكر العالم ولا يكن لك إلى النّاس سفير إلاّ لسانك ولا حاجب إلاّ وجهك ولا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها فإنّها إن ذيدت عن أبوابك في أوّل وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها , وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة مصيبا به مواضع الفاقة والخلاّت وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا , ومر أهل مكّة ألاّ يأخذوا من ساكن أجرا فإنّ الله سبحانه يقول : {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج: 25] وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه والسّلام .
وحفلت هذه الرسالة بجميع مقوّمات الإنسانية فقد حفلت بما يلي :
1 ـ أن يجلس للناس مجلسا عامّا يعظهم ويرشدهم للتي هي أقوم يجلس لهم صباحا ومساء ويقوم في مجلسه بإفتاء المستفتي وتعليم الجاهل ومذاكرة العالم.
2 ـ أن لا يكون بينه وبين الناس سفير ولا حاجب ولا شرطي ولا بوّاب وأن يقوم بدوره بقضاء حوائج المحتاجين.
3 ـ أن ينفق ما عنده من أموال على مكافحة الفقر وإزالة البؤس وما فضل من ذلك فيحمله إلى الإمام (عليه السلام) ليتولّى صرفه في مواضعه.
4 ـ أن يشيع بين أهل مكّة أن لا يأخذوا أجرا على ساكن لأنّ الله تعالى يقول : {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج: 25] .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|