المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

Mycetocytes
10-4-2019
هل من حكمة الله أن جعل لنفسه عدوا وقد كان ولا عدو له ؟
22-11-2020
ما ينبغي عند استلام الحجر
23-9-2016
كتاب مغني اللبيب عن كتب الاعاريب
12-08-2015
الاستقرارات النسبية للكربوكاتيونات
14-2-2017
مظاهر السطح في افريقيا
2024-10-15


ولاية قثم بن العباس على مكة  
  
3858   02:15 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج10,ص81-84.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016 3859
التاريخ: 21-4-2016 28136
التاريخ: 5-01-2015 3910
التاريخ: 7-01-2015 3493

أقام الإمام (عليه السلام) ولاته وعمّاله على بعض المناطق والأقاليم الإسلامية وقد عهد إليهم بتقوى الله وطاعته والسهر على خدمة المواطنين مسلمين وغير مسلمين وأن يشيعوا بينهم روح المودّة والالفة والأمن والرخاء ليكونوا أمثلة مشرقة للحكم الصالح الذي يسعد المجتمع في ظلاله , وقد استعمل الإمام (عليه السلام) على مكّة ابن عمّه قثم بن العباس وامّه لبابة بنت الحارث الهلالية روي أنّها أوّل امرأة أسلمت بعد أمّ المؤمنين خديجة وكان أثيرا عند الإمام (عليه السلام) وذلك لورعه وتقواه وقد سأله عبد الرحمن بن خالد فقال له : ما شأن عليّ هل كانت له منزلة من رسول الله (صلى الله عليه واله) لم تكن للعباس؟ فأجابه إنّه كان أوّلنا لحوقا وأشدّنا لزوقا وقد استعمله على مكّة وبقي فيها حتى استشهد الإمام (عليه السلام) .

كتب الإمام (عليه السلام) إلى قثم هذه الرسالة حينما علم أنّ معاوية دسّ إلى مكّة بعض عملائه يخذّلون الناس عن نصرة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ويشيعون بينهم أنّ الإمام إمّا قاتل لعثمان أو خاذل له وهو لا يصلح للإمامة وأنّ الصالح للإمامة معاوية بن أبي سفيان فكتب إليه الإمام يحذّره من معاوية وأذنابه : أمّا بعد فإنّ عيني بالمغرب كتب إليّ يعلمني أنّه وجّه على الموسم اناس من أهل الشّام العمي القلوب الصمّ الأسماع الكمه الأبصار الّذين يلتمسون الحق بالباطل ويطيعون المخلوق في معصية الخالق ويحتلبون الدّنيا درّها بالدّين ويشترون عاجلها بآجل الأبرار والمتّقين ؛ ولن يفوز بالخير إلاّ عامله ولا يجزى جزاء الشّرّ إلاّ فاعله , فأقم على ما في يديك قيام الحازم الصّليب والنّاصح اللّبيب والتّابع لسلطانه المطيع لإمامه , وإيّاك وما يعتذر منه ولا تكن عند النّعماء بطرا ولا عند البأساء فشلا والسّلام .

وحكت هذه الرسالة الصفات البارزة لأذناب معاوية وعملائه وهي :

1 ـ أنّهم عمي القلوب.

2 ـ صمّ الأسماع.

3 ـ كمه الأبصار.

4 ـ يلتمسون الباطل باسم الحقّ.

5 ـ يطيعون المخلوق بمعصية الخالق.

هذه بعض الصفات السيّئة الماثلة فيهم وهي من دون شكّ تخرجهم عن اطار المؤمنين.

وقد ارسل الامام اليه رسالة اخرى ونصها : أمّا بعد فأقم للنّاس الحجّ وذكّرهم بأيّام الله واجلس لهم العصرين فأفت المستفتي وعلّم الجاهل وذاكر العالم ولا يكن لك إلى النّاس سفير إلاّ لسانك ولا حاجب إلاّ وجهك ولا تحجبنّ ذا حاجة عن لقائك بها فإنّها إن ذيدت عن أبوابك في أوّل وردها لم تحمد فيما بعد على قضائها , وانظر إلى ما اجتمع عندك من مال الله فاصرفه إلى من قبلك من ذوي العيال والمجاعة مصيبا به مواضع الفاقة والخلاّت وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا , ومر أهل مكّة ألاّ يأخذوا من ساكن أجرا فإنّ الله سبحانه يقول : {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج: 25]  وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه والسّلام .

وحفلت هذه الرسالة بجميع مقوّمات الإنسانية فقد حفلت بما يلي :

1 ـ أن يجلس للناس مجلسا عامّا يعظهم ويرشدهم للتي هي أقوم يجلس لهم صباحا ومساء ويقوم في مجلسه بإفتاء المستفتي وتعليم الجاهل ومذاكرة العالم.

2 ـ أن لا يكون بينه وبين الناس سفير ولا حاجب ولا شرطي ولا بوّاب وأن يقوم بدوره بقضاء حوائج المحتاجين.

3 ـ أن ينفق ما عنده من أموال على مكافحة الفقر وإزالة البؤس وما فضل من ذلك فيحمله إلى الإمام (عليه السلام) ليتولّى صرفه في مواضعه.

4 ـ أن يشيع بين أهل مكّة أن لا يأخذوا أجرا على ساكن لأنّ الله تعالى يقول : {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج: 25] .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.