أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2016
3154
التاريخ: 21-4-2016
3182
التاريخ: 1-5-2016
3684
التاريخ: 7-01-2015
3592
|
خرج الأشتر ميمّما وجهه صوب مصر وسارت قافلته تطوي البيداء لا تلوي على شيء فلمّا انتهت إلى أبلّة فالتقى به نافع مولى عثمان بن عفّان وقد أرسله معاوية لاغتياله وكان لبقا فأخذ مالك يسأله : ممّن أنت؟
قال: من أهل المدينة ؛ قال : من أيّهم؟
فأخفى وضعه وقال : مولى عمر بن الخطّاب.
قال : أين تريد؟ ؛قال : مصر ؛ قال : ما حاجتك بها؟ قال : أشبع من الخبز فإنّا في المدينة لا نشبع منه.
قال : الزمني فإنّي سأصيبك من الخبز.
ومضى مالك في سفره وعميل معاوية ملازم له حتى انتهى إلى القلزم فنزل ضيفا على امرأة من جهينة فرحّبت به وقابلته بمزيد من التكريم وسألته أي الطعام أحبّ إليه في العراق حتى تصنعه له فقال لها : الحيتان الطرية فقدّمت له ما اشتهى فلمّا أكل أصابه عطش شديد فأخذ يكثر من شرب الماء فقال له نافع مولى عثمان : إنّ الطعام لا يقتل سمّه إلاّ العسل فدعا الأشتر بإحضاره من ثقله فلم يكن فيه فبادر نافع قائلا : هو عندي فقال الأشتر : عليّ به فأحضره فتناول منه وكان قد دسّ فيه سمّا قاتلا ولمّا انتهى إلى جوفه تقطّعت أمعاؤه وأخذ الموت يدنو منه سريعا وطلب الأشتر إحضار نافع فوجده منهزما فلم يعثر عليه وسرى السمّ في جميع أوصاله وقد طوت حياته شربة العسل التي كان يردّدها معاوية إنّ لله جنودا من عسل ؛ لقد انتهت حياة هذا العملاق العظيم الذي جاهد أعداء الله كأعظم ما يكون الجهاد وقد كانت شهادته على يد أقذر اموي عرفه تاريخ البشرية وهو ابن هند الذي حارب الإسلام هو وأبوه وامّه وقبيلته بجميع ما يملكون من طاقات.
ولمّا انتهى النبأ الفجيع بوفاة القائد العظيم إلى الإمام (عليه السلام) ذابت نفسه أسى وحزنا وأخذ يذرف عليه أحرّ الدموع قائلا : إنّا لله وإنّا إليه راجعون والحمد لله ربّ العالمين ؛ اللهمّ إنّي أحتسبه عندك فإنّ موته من مصائب الدّهر ؛ ثمّ قال : رحم الله مالكا فقد وفى بعهده وقضى نحبه ولقي ربّه مع أنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كلّ مصيبة بعد مصابنا برسول الله (صلى الله عليه واله) فإنّها من أعظم المصائب .
وأخذ الإمام يتلهّف وهو يقول بحزن بالغ : لله درّ مالك وما مالك؟ لو كان من جبل لكان فندا ولو كان من حجر لكان صلدا أما والله! ليهدنّ موتك عالما وليفرحنّ عالما على مثل مالك فلتبك البواكي وهل موجود كمالك؟ .
لقد كانت شهادة مالك من الأحداث الجسام التي مني بها العالم الإسلامي وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من أفجع المصابين به.
وطار معاوية سرورا وبهجة بشهادة مالك وخطب الناس وقال : أمّا بعد : فإنّه كانت لعليّ بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفّين وهو عمّار بن ياسر وقطعت الاخرى اليوم وهو مالك الأشتر .
لقد انتهت حياة عمار ومالك وسمت روحهما إلى الله تعالى كأسمى روحين صعدتا إلى السماء فقد لفعا بدم الشهادة في أقدس قضية نصرا فيها الإسلام فقد وقفا إلى جانب وصيّ رسول الله (صلى الله عليه واله) يذبّان عنه ويحميانه من الردّة الجاهلية المتمثّلة في كسرى العرب.
ورثي جماعة من الشعراء الزعيم مالك كان منهم المثنّى يقول :
ألا ما لضوء الصبح أسود حالك وما للرواسي زعزعتها الدكادك
وما لهموم النفس شتّى شئونها تظلّ تناجيها النجوم الشوابك
على مالك فليبك ذو الليث معولا إذا ذكرت في الفيلقين المعارك
إذا ابتدر الخطي وانتدب الملا وكان غياث القوم نصر مواشك
رحم الله مالكا وأجزل له المزيد من الأجر لنصرته أخا رسول الله وابن عمّه وحشره مع الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|