المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الشيخ محمد ابن الحاج سليمان الزين.
1-2-2018
حجيـــــــة القطع عقلا
5-9-2016
احوال الخلافة ايام المطيع
27-10-2017
(الفوم) هي هو الثوم ؟
12-6-2016
السرطانات
26-9-2016
كل صحيفة لها استراتيجيتها وساستها الإعلامية الخاصة - اولا: الصحف القومية
18-6-2019


دعاؤه (عليه السلام) يوم الأحد  
  
3515   02:57 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص225-227.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء في يوم الأحد وهذا نصّه :

الحمد لله على حلمه وأناته والحمد لله على علمي بأنّ ذنبي وإن كبر صغير في جنب عفوه وجرمي وإن عظم حقير عند رحمته ؛ وسبحان الله الّذي رفع السّماوات بغير عمد وأنشأ جنّات المأوى بلا أمد وخلق الخلائق بلا ظهير ولا سند , ولا إله إلاّ الله المنذر من عند عن طاعته وعتى عن أمره والمحذّر من لجّ في معصيته واستكبر عن عبادته والمعذر إلى من تمادى في غيّه وضلالته لتثبيت حجّته عليه وعلمه بسوء عاقبته , والله أكبر الجواد الكريم الّذي ليس لقديم إحسانه وعظيم امتنانه على جميع خلقه نهاية ولا لقدرته وسلطانه على بريّته غاية , اللهمّ صلّ على محمّد وعلى أهل بيته وبارك على محمّد وعلى أهل بيته كأفضل ما صلّيت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد , اللهمّ إنّي أسألك سؤال مذنب أوبقته معاصيه في ضيق المسالك وليس له مجير سواك ولا له أمل غيرك ولا مغيث أرأف به منك ولا معتمد يعتمد عليه غيرك أنت مولاي الّذي جدت بالنّعم قبل استحقاقها وأهّلتها بتطوّلك غير مؤهّليها ولم يعزّك منع ولا أكداك إعطاء ولا أنفد سعتك سؤال ملحّ بل أردت أرزاق عبادك تطوّلا منك عليهم , اللهمّ كلّت العبارة عن بلوغ مدحتك وهفت الألسن عن نشر محامدك وتفضّلك وقد تعمّدتك بقصدي إليك وإن أحاطت بي الذّنوب وأنت أرحم الرّاحمين وأكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأنعم الرّازقين وأحسن الخالقين الأوّل والآخر والظّاهر والباطن أجلّ وأعزّ وأرأف من أن تردّ من أمّلك ورجاك وطمع فيما عندك فلك الحمد يا أهل الحمد , إلهي إنّي جرت على نفسي في النّظر لها وسالمت الأيّام باقتراف الآثام وأنت وليّ الإنعام ذو الجلال والإكرام فما بقي إلاّ نظرك لها فاجعل مردّها منك بالنّجاح وأجمل النّظر منك لها بالفلاح فأنت المعطي النّفاح ذو الآلاء والنّعم والسّماح يا فالق الإصباح امنحها سؤلها وإن لم تستحقّ يا غفّار , اللهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي تمضي به المقادير وبعزّتك الّتي تتمّ به التّدابير أن تصلّي على محمّد وآله وترزقني رزقا واسعا حلالا طيّبا من فضلك وأن لا تحول بيني وبين ما يقرّبني منك يا حنّان يا منّان , اللهمّ وأدرجني فيمن أبحت له من غفرانك وعفوك ورضاك وأسكنته جنانك برأفتك وطولك وامتنانك , يا إلهي أنت أكرمت أولياءك بكرامتك فأوجبت لهم حياطتك وأظللتهم برعايتك من التّتابع في المهالك وأنا عبدك فأنقذني وألبسني العافية وإلى طاعتك فمل بي وعن طغيانك ومعاصيك فردّني فقد عجّت إليك الأصوات بضروب اللّغات يسألونك الحاجات الّتي ترتجى لمحق العيوب وغفران الذّنوب يا علاّم الغيوب , اللهمّ إنّي أستهديك فاهدني وأعتصم بك فاعصمني وأدّ عنّي حقوقك عليّ إنّك أهل التّقوى وأهل المغفرة واصرف عنّي شرّ كلّ ذي شرّ إلى خير ما لا يملكه أحد سواك واحتمل عنّي مفترضات حقوق الآباء والأمّهات واغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والإخوة والأخوات والقرابات يا وليّ البركات وعالم الخفيّات .    

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.