المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

بداية العلاقات العامة لدى الدول الأخرى- تايوان
15-7-2022
تحويل الأشجار إلى كتل وألواح – الخشب
2023-03-01
الإعلام الجديد صناعة
27-1-2023
Graham-Pollak Sequence
27-10-2020
الخرائط السياحية- أهمية الخرائط
5-4-2022
الأثر البيئي Environmental smpact
13-10-2020


دعاؤه (عليه السلام) في الخشوع والتضرّع  
  
3123   03:01 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص60-62.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2019 2165
التاريخ: 20-4-2016 6306
التاريخ: 20-10-2015 3142
التاريخ: 9-5-2016 3341

من أدعية الإمام (عليه السلام) هذا الدعاء الجليل وفيه جميع صنوف التضرّع والتذلّل أمام الله تعالى وهذا نصّه :

اللهمّ إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على حسن صنعك إليّ وتعطّفك عليّ وعلى ما وصلتني به من نورك وتداركتني به من رحمتك وأسبغت عليّ من نعمتك فقد اصطنعت عندي يا مولاي ما يحقّ لك به جهدي وشكري لحسن عفوك وبلائك القديم عندي وتظاهر نعمائك عليّ وتتابع أياديك لديّ لم أبلغ إحراز حظّي ولا صلاح نفسي ولكنّك يا مولاي بدأتني أوّلا بإحسانك فهديتني لدينك وعرّفتني نفسك وثبّتّني في اموري كلّها بالكفاية والصّنع لي فصرفت عنّي جهد البلاء ومنعت منّي محذور القضاء فلست أذكر منك إلاّ جميلا ولم أر منك إلاّ تفضّلا, يا إلهي كم من بلاء وجهد صرفته عنّي وأريتنيه في غيري وكم من نعمة أقررت بها عيني وكم من صنيعة شريفة لك عندي , إلهي أنت الّذي تجيب عند الاضطرار دعوتي وأنت الّذي تنفّس عند الغموم كربتي وأنت الّذي تأخذ لي من الأعداء ظلامتي فما وجدتك ولا أجدك بعيدا عنّي حين اريدك ولا منقبضا عنّي حين أسألك ولا معرضا عنّي حين أدعوك فأنت إلهي أجد صنيعك عندي محمودا وحسن بلائك عندي موجودا وجميع أفعالك عندي جميلا يحمدك لساني وعقلي وجوارحي وجميع ما أقلّت الأرض منّي ؛ يا مولاي أسألك بنورك الّذي اشتققته من عظمتك وعظمتك الّتي اشتققتها من مشيّتك وأسألك باسمك الّذي علا أن تمنّ عليّ بواجب شكري لنعمتك ربّ ما أحرصني على ما زهّدتني فيه وحثثتني عليه , إن لم تعنّي على دنياي بزهد وعلى آخرتي بتقواي هلكت ربّي دعتني دواعي الدّنيا من حرث النّساء والبنين فأجبتها سريعا وركنت إليها طائعا ودعتني دواعي الآخرة من الزّهد والاجتهاد فكبوت لها ولم اسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد والهشيم البائد والسّراب الذّاهب عن قليل , ربّ خوّفتني وشوّقتني واحتجبت عليّ فما خفتك حقّ خوفك وأخاف أن أكون قد تثبّطت عن السّعي لك وتهاونت بشيء من احتجابك , اللهمّ فاجعل في هذه الدّنيا سعيي لك وفي طاعتك واملأ قلبي خوفك وحوّل تثبيطي وتهاوني وتفريطي وكلّ ما أخافه من نفسي فرقا منك وصبرا على طاعتك وعملا به يا ذا الجلال والإكرام واجعل جنّتي من الخطايا حصينة وحسناتي مضاعفة فإنّك تضاعف لمن تشاء ؛ اللهمّ اجعل درجاتي في الجنان رفيعة وأعوذ بك ربّي من رفيع المطعم والمشرب وأعوذ بك ربّي من شرّ ما أعلم ومن شرّ ما لا أعلم وأعوذ بك من الفواحش كلّها ما ظهر منها وما بطن وأعوذ بك ربّي أن أشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري أو السّفه بالحلم أو الجزع بالصّبر أو الضّلالة بالهدى ، أو الكفر بالإيمان , يا ربّ منّ عليّ بذلك فإنّك تتولّى الصّالحين ولا تضيع أجر المحسنين والحمد لله ربّ العالمين .

وحفل هذا الدعاء بجميع مقوّمات الطاعة والانقياد إلى الله تعالى كما حفل بالمطالب الجليلة التي لم يدركها إلاّ عملاق المتّقين وإمام المنيبين وسيّد العارفين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.