المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



الخصائص الذهنية والنفسية للمراهقين  
  
3288   11:39 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص42ـ45
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن التغييرات التي تحصل في مرحلة المراهقة واسعة وتشمل جميع أبعاد حياة الشخص . ويعيش المراهق في هذه الفترة حالة نفسية قلقة تتماوج في داخله على أثرها مختلف الأفكار والخواطر والميول.

وتخطر في بال الفتى أو الفتاة قضايا لا يجد لها تفسيرا مقنعا، ويفقد القدرة على التفكير السليم ، وعلى التمييز بين ما هو صائب أو خاطئ من مشاعره ورغباته وميوله . وبحسب رأي أحد العلماء ، فإنه يعاني خلال هذه الفترة من نوع من البلادة والحيرة ، تقلقه شخصيا وتدفع المحيطين به الى وصمه بالجهل والغباء.

ـ القدرات العقلية :

بخلاف التصورات القائمة حول تنازل مستوى الذكاء لدى أفراد فئة المراهقين ، فإنهم ، وطبقا للإختبارات الجارية يتمتعون بدرجات عالية من الذكاء خلال هذه المرحلة . لقد أطلق بعض العلماء أحكاما متسرعة في هذا المجال بقولهم أن الإختلال الفكري ، خلال فترة المراهقة حالة عامة تشمل جميع المجتمعات.

إن ما يعتبره هؤلاء إختلالا فكريا لدى المراهقين ، ناتج في واقع الحال عن تعارض أفعال وسلوك المراهقين مع رغبات الكبار.

فالثابت لدينا بالملاحظة هو أن الأبناء ينزعون ، في هذه المرحلة ، الى التمرد والعصيان ، ونجدهم أحيانا يتظاهرون بالجهل والغباء بهدف التحرر من اوامر ونواهي أولياء الأمور ، والا فإنهم يمتازون بدرجات عالية من الذكاء والفطنة في الموارد التي تنسجم مع ميولهم.

ـ الأبعاد الذهنية الأخرى :

تفيد الدراسات والبحوث حول أفراد هذه الفئة بحصول بعض الإختلالات الذهنية لديهم ، ومبعث ذلك يعود الى إنشغالاتهم الذهنية بالمسائل الجانبية ، وليس لضعف في الذاكرة.

إن قوة الذاكرة تبلغ ذروتها في سن 13 ـ 16 ، وتتفوق الإناث على الذكور في سن الرابعة عشر ، في فهم وحفظ المعلومات (1)، كما وتمتاز الإناث أيضا بخصوبة الخيال ، وبشدة التفاعل العاطفي مع الأشياء.

وبقصارى الكلام ، فإن العقل متوثب ، في هذه المرحلة من العمر ، والذاكرة نشطة ، وقابلية الإستلام والحفظ موجودة بالتمام والكمال ، الا أن ما يعيق معامله ويعرقله ، في بعض الحالات ، هو الإنشغال الذهني وتشتت الحواس.

ـ النمو الذهني :

خلافا للرأي القائل بأن النمو العضوي في مرحلة المراهقة يرافقه ضمور في معامل الذاكرة ، وفي القابلية على الفهم ، فإننا نعتقد أن هذه الفترة بالذات هي فترة التوقد الذهني التي تبرز فيها الفوارق الفردية بين الأشخاص.

الا أن النمو الذهني لدى المراهق قلق وغير مستقر على وتيرة واحدة حيث يتوقف أو يتراجع في بعض الحالات ، مما يتطلب القيام بعملية حث وتحفيز للشخص في سبيل إستئناف نشاطه الذهني وإستمرار تناميه نحو المراحل الأعلى.

ـ البعد الفكري :

إن من الصحيح علميا القول بأن المراهق قد إجتاز من الناحية الفكرية، المرحلة الإنضمامية ، وهو الآن على مشارف المرحلة الإنتزاعية . الا أنه يجب أن لا تغيب عن البال حقيقة أن التطرف العاطفي ، والإستدلال الخاطيء ، وقلة التجربة ، هي أشياء من شأنها أن تقولب تفكير المراهق على نحو قد لا يكون سليما.

على أية حال ، يبلغ الفتى أو الفتاة ، خلال هذه المرحلة درجة لا بأس بها من النمو الفكري ، ويحاول أن يكون له كيانا ورؤية مستقلين في الحياة ، كما ويتولد لدى المراهق في فترة لاحقة حافز الى مناقشة افكار وأفعال الآخرين.

إن ميل المراهق الى مناقشة كل مايثير فضوله من آراء وأفكار ، هو حالة طبيعية تفرضها المرحلة ، وينبغي على أولياء الأمور والمربين تقبلها والتعامل معها برحابة صدر . وبالمناسبة فإن ميل المراهق الى الإستدلال والمنطق هو فرصة طيبة يمكن إستثمارها في إرشاده وتوجيهه بنفس المنطق الذي يطالب به ! .

ـ نزعة التحرر :

سعى المراهق الى التحرر من الحالة الطفولية ، والى أن تكون له حياة مستقلة عن وصاية الغير ... أنه يدعي أن بإستطاعته الإعتماد على نفسه في شؤونه والإستغناء عن مساعدة الآخرين . وهذه الحالة ليست مضرة بذاتها ، ومن شأنها أن تكون جسرا للعبور نحو مزيد من التطور والنضوج ، شريطة أن ترافقها عملية إرشاد وتوجيه واعية من قبل أولياء الأمور والمربين.

إن ميل المراهق الى التحرر من القيود ونزوعه الى الإستقلال التام بحياته في هذه المرحلة أشبه ما يكون بحال حمامة صغيرة تحاول الطيران قبل أن يطلع لها ريش وتصبح قادرة على ذلك . إن السماح بالطيران قبل أوانه يعد نوعا من التشجيع على السقوط ، وينبغي حساب عواقبه الخطيرة.

فمن الناحية المبدئية يعد الميل لدى المراهق الى الإعتماد على النفس والإستقلال بالشخصية شيء حسن ومقبول ، ينبغي تشجيعه وتثمينه ، الا أنه في الوقت ذاته يجب على أولياء الأمور والمربين إعمال الرقابة والإشراف عليه ، وتوجيهه بالشكل الصحيح ، لئلا يخرج عن الضوابط الشرعية ويتجه الى سلوك مسالك منحرفة.

________

1ـ تحقيقات المؤلف حول فئة من المراهقين.              




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.