المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

مصادر مياه الصرف الصحي ومحتوياتها
20-11-2019
وجوب الصلاة على الشهيد.
21-1-2016
الإمام في مواجهة العباسيين
17-04-2015
النقل المائي - خصائص النقل النهري
11/12/2022
Dye lasers
7-12-2016
كوكبة الإكليل الجنوبي Corona Australis
2023-11-12


سن المراهقة (فوق ١٢ سنة)  
  
105   10:39 صباحاً   التاريخ: 2024-10-30
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص365ــ368
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022 1754
التاريخ: 5-1-2020 8452
التاريخ: 9-5-2022 1769
التاريخ: 24-5-2020 5070

وهي مرحلة حساسة لانتقال الطفل من مرحلة العطف واللعب الى مرحلة المراهقة وقرب النضوج، والتي يتغير فيها الشاب ليس على الصعيد النفسي بل حتى على الصعيد البدني، إذاً في هذه المرحلة أو هذا السن يدخل الشاب فـي مـرحـلـة البلوغ الشرعي ووجوب التزامه بمجموعة من التكاليف الشرعية كالصلاة والصوم وشرائطهما من غسل الجنابة والتطهير من مجموعة من النجاسات، وحرمة السلام بالكفّ والنظر الى المرأة الأجنبية وحرمة الكذب والغيبة والنميمة، ووجوب ردّ السلام وطاعة الوالدين وصلة الرحم، ونحو ذلك من الأحكام الشرعية العامة والتي لها دخل في التربية والتعليم وبناء الشخصية لدى الشباب.

ولا بد من الإشارة الى أنّ التغيّر الفيسولوجي والذي يرافقه التغيّر النفسي ينعكس على نظرة المراهق الى الآخرين وبالأخص الى الجنس الآخر ولذا يميل في هذه المرحلة الى خوض التجارب والدخول في المغامرات وغيرها ....

وقد تعرضت بعض الروايات لهذه المرحلة ومن بعض جوانبها فقال الإمام الصادق (عليه السلام) في الحديث المتقدم: احمل صبيك حتى يأتي عليه ست سنين ثم أدبه في الكتاب ست سنين ثم ضمه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك(1).

فقوله (عليه السلام): ((ثم ضمه إليك سبع سنين فأدبه بأدبك)) وفي رواية: ((دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب سبعاً وألزمه نفسك سبع سنين))(2).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): الولد سيد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين(3).

فهذه مرحلة الأدب الثاني والرعاية الخاصة بالشاب.

والروايات كما ترى بين ما يأمر بضم الطفل الى والده أو ملازمته له، وبين اعتباره كوزير يُستشار.

وهذا معناه أن هذه المرحلة ليست مرحلة ذات برنامج واحد أو موحد بل هي مرحلة صعبة يمر بها المراهق مما يحتاج الى عناية خاصة تفرضها الظروف المستجدة والتي قد تختلف من شخص لآخر ومن بيئة إلى أخرى.

فالرعاية الصحية تبقى مطلوبة ولكن تكون من نوع خاص، وهي التوعية العلمية مع التماس الواقع بشيء من الدليل والبرهان، كما لو أظهرنا له مضار المشروبات الكحولية في كلام الأطباء وكذا ما قالوه عن لحم الخنزير وخاصة أنه سوف تتغير معاشرته والتي يميل بها الى صحبة الأكبر سناً.

وكذلك تعويده على الحفاظ على البيئة ونظافتها مع إرشاده الى مطالعة الكتب التي تعنى بذلك.

وأما الحب والعطف اللذان كان يحتاجهما في الصغر ففي هذه المرحلة يُترجمان

على شكل اهتمام بشبابه وشؤونه وتلبية الحاجات التي يراها ضرورية.

ومن الأمور التي لا بد للأب أن يهتم بها هي تعليم ولده الأحكام الشرعية التي يبتلي بها ككيفية غسل الجنابة والوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة وحرمة السلام بالكفّ على المرأة الأجنبية وحرمة العادة السرية وغيرها من المحرمات التي يراها الأب موضع ابتلاء ولده.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم على تركها إذا بلغوا تسعاً))(4).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أدب صغار بيتك بلسانك على الصلاة والطهور، فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثاً))(5).

وعن علي بن الحسين (عليه السلام): (إنّه كان يأخذ من عنده الصبيان بأن يصلوا الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء في وقت واحد، فقيل له في ذلك، فقال (عليه السلام): ((هو أخف عليهم وأجدر أن يسارعوا اليها ولا يضيعوها ولا يناموا عنها ولا يشتغلوا))، وكان لا يأخذهم بغير الصلاة المكتوبة، ويقول: ((إذا أطاقوا فلا تؤخرونها عن المكتوبة))(6).

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((إنا نأمر صبياننا بالصيام إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم، فإن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فإذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه فمروا صبيانكم إذا كانوا أبناء تسع سنين بما أطاقوا من صيام فإذا غلبهم العطش أفطروا))(7).

وعن سماعة قال: سألته عن الصبي متى يصوم؟ قال الإمام الصادق (عليه السلام): ((إذا قوي على الصيام))(8).

وكذلك عليه تشجيعه على مواصلة قراءة القرآن والتعلق بأهل البيت (عليهم السلام) وذلك باصطحابه الى الأماكن المقدسة والمجالس الدينية.

أما التربية والأدب فهو أمر ضروري في هذه المرحلة كما كان في المرحلة الثانية فيستمر الأب بتأديبه على المروءة والأخلاق الفاضلة ومعاشرة الناس بالحسنى، وتنبيهه عند الخطأ بالأسلوب الهادئ الذي تقدم سابقاً أو بتأجيله الى وقت مناسب يستطيع فيه أن يشرح له أبعاد العمل القبيح الذي ارتكبه.

نعم الأسلوب كما ذكرنا سابقاً سيكون أسلوب تعامل الملوك مع الوزراء، أي على الأب مؤاخاة ولده في هذا السن، فعند تبيين أي حكم شرعي أو اجتماعي أو عند توجيه الملاحظات أو تصويب الأخطاء، عليه تمرير ذلك بالأسلوب المناسب الذي يحمل طابع المشورة لا الأمر والفرض والإلزام، لأن الشاب في هذه المرحلة يعتبر نفسـه رجــلاً مستقلاً صاحب رأي وجيه، فتتغير أفعاله وأقواله على هذا الأساس.

وليعلم أن هذه المرحلة الحسّاسة تختلف من شاب الى آخر شدة وضعفاً، فعلى الأب ملاحظة ذلك عند تعليم ولده أو تأديبه.

قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته للإمام الحسن (عليه السلام): ((... وإنّما قلب في الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبُّك، لتستقبل بجدِّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته..))(9).

وقال (عليه السلام): ((علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم))(10).

وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((اعملوا الخير وذكروا به أهليكم وأدبوهم على طاعة الله))(11).

___________________________

(1) مكارم الأخلاق: 207، الفصل السادس في الأولاد وما يتعلق بهم، في فضل الأولاد.

(2) المصدر نفسه.

(3) المصدر نفسه.

(4) مستدرك الوسائل 2: 624.

(5) تنبيه الخواطر، لورّام بن أبي فراس: 390 - دار التعارف بدون تاريخ.

(6) مستدرك الوسائل 2: 624.

(7) الكافي 4: 124 ح 1 باب صوم الصبيان.

(8) الكافي 4: 125 ح 3 باب صوم الصبيان.

(9) نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح: 546.

(10) کنز العمال 2: 539 ح 4675.

(11) مستدرك الوسائل 2: 362. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.