المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

استضواء الخلفية background luminance
13-12-2017
الأغسال المسنونة
2023-06-06
سَهْل بن حُنيف الأنصاري ( ت/ 38 هـ ).
24-12-2015
الاسماء الستة
15-10-2014
النهي عن اتباع من لا حق له.
15-7-2022
الايجاب الصريح في التعاقد
14-3-2017


دعاؤه لنفسه و لأهل ولايته  
  
3910   10:45 صباحاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص147-149.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 3448
التاريخ: 31-3-2016 3509
التاريخ: 25/10/2022 1576
التاريخ: 13-4-2016 3627

من غرر أدعية الإمام (عليه السلام) هذا الدعاء الجليل و كان يدعو به لنفسه و لأهل ولايته :

يا من لا تنقضي عجائب عظمته صل على محمد و آله و احجبنا عن الالحاد في عظمتك و يا من لا تنتهي مدة ملكه صل على محمد و آله و اعتق رقابنا من نقمتك و يا من لا تفنى خزائن رحمته صل على محمد و آله و اجعل لنا نصيبا في رحمتك و يا من تنقطع دون رؤيته الابصار صل على محمد و آله و ادننا إلى قربك و يا من تصغر عند خطره الاخطار  صل على محمد و آله و كرمنا عليك‏  و يا من تظهر عنده بواطن‏ الأخبار صل على محمد و آله و لا تفضحنا لديك اللهم اغننا عن هبة الوهابين بهبتك و اكفنا وحشة القاطعين بصلتك حتى لا نرغب إلى أحد مع بذلك‏  و لا نستوحش من أحد مع فضلك اللهم فصل على محمد و آله و كد لنا و لا تكد علينا  و أمكر لنا و لا تمكر بنا  و أدل لنا و لا تدل منا  اللهم صل على محمد و آله و قنا منك‏  و احفظنا بك و اهدنا إليك و لا تباعدنا عنك إن من تقه يسلم‏  و من تهده يعلم و من تقربه إليك يغنم اللهم فصل على محمد و آله و اكفنا حد نوائب الزمان و شر مصائد الشيطان و مرارة صولة السلطان .

لقد بدأ الإمام (عليه السلام) في هذه القطعة بالثناء على الخالق العظيم ثم سأله أن يجنبه الالحاد في عظمته التي بها يخرج الانسان عن انسانيته و تدرج بعد ذلك بذكر عظمة اللّه تعالى و الطلب إليه أن يسدي عليه الطافه و نعمه و أن يغنيه بهبته عن هبة الواهبين و بصلته عن وحشة القاطعين و أن يكفيه نوائب الزمان و ينقذه من شر مصائد الشيطان و مرارة صولة السلطان و قد حفلت هذه القطعة بأفخم الالفاظ و أروع البيان و هي من أجمل القطع البلاغية في الأدب العربي و لنستمع إلى مقطع آخر من هذا الدعاء : اللهم إنما يكتفي المكتفون بفضل قوتك فصل على محمد و آله و اكفنا و إنما يعطي المعطون من فضل جدتك فصل على محمد و آله و أعطنا و إنما يهتدي المهتدون بنور وجهك فصل على محمد و آله و اهدنا اللهم إنك من واليت لم يضرره خذلان الخاذلين و من اعطيت لم‏ ينقصه منع المانعين و من هديت لم يغوه اضلال المضلين فصل على محمد و آله و امنعنا بعزك من عبادك و اغننا عن غيرك بأرفادك‏  و اسلك بنا سبيل الحق بإرشادك اللهم صل على محمد و آله و اجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك و فراغ أبداننا في شكر نعمتك و انطلاق السنتنا في وصف منتك اللهم صل على محمد و آله و اجعلنا من دعاتك الداعين إليك و هداتك الدالين عليك و من خاصتك الخاصين لديك يا أرحم الراحمين .

يا لروعة الإيمان يا لجلال المحبة في اللّه!! أ رأيتم كيف ذاب هذا الإمام في مودته و اخلاصه للّه فقد آمن بأن جميع مجريات الأحداث بيد اللّه تعالى و لا حول و لا قوة لغيره فلذا عقد آماله و رجاءه به لا بغيره .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.