أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/10/2022
1206
التاريخ: 31-3-2016
3780
التاريخ: 31-3-2016
3459
التاريخ: 12-4-2016
3055
|
كان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء طالبا من اللّه تعالى أن يمنّ عليه بالتوبة و المغفرة : اللهم أنه يحجبني عن مسألتك خلال ثلاث و تحدوني عنها خلة واحدة يحجبني أمر أمرت به فأبطأت عنه و نهي نهيتني عنه فأسرعت إليه و نعمة أنعمت بها علي فقصرت في شكرها و يحدوني على مسألتك تفضلك على من أقبل بوجهه إليك و وفد بحسن ظنه إليك إذ جميع احسانك تفضيل و إذ كل نعمك ابتداء فها أنا ذا يا إلهي واقف بباب عزك وقوف المستسلم الذليل و سائلك على الحياء مني سؤال البائس المعيل مقر لك بأني لم استسلم وقت احسانك إلا بالإقلاع عن عصيانك و لم أخل في الحالات كلها من امتنانك فهل ينفعني يا إلهي اقراري عندك بسوء ما اكتسبت؟ و هل ينجيني منك اعترافي لك بقبيح ما ارتكبت؟ أم أوجبت لي في مقامي هذا سخطك؟ أم لزمني وقت دعائي مقتك؟ سبحانك لا ايأس منك و قد فتحت لي باب التوبة إليك بل أقول: مقال العبد الذليل الظالم لنفسه المستخف بحرمة ربه الذي عظمت ذنوبه فجلت و ادبرت أيامه فولت حتى إذا رأى مدة العمل قد انقضت و غاية العمر قد انتهت و أيقن أنه لا محيص له منك و لا مهرب له عنك تلقاك بالإنابة و اخلص لك التوبة فقام إليك بقلب طاهر نقي ثم دعاك بصوت حائل خفي قد تطأطأ لك فانحنى و نكس رأسه فانثنى قد ارعشت خشيته رجليه و غرقت دموعه خديه يدعوك بيا ارحم الراحمين و يا ارحم من انتابه المسترحمون و يا أعطف من أطاف به المستغفرون و يا من عفوه أكثر من نقمته و يا من رضاه أوفر من سخطه و يا من تحمد إلى خلقه بحسن التجاوز و يا من عود عباده قبول الإنابة و يا من استصلح فاسدهم بالتوبة و يا من رضي من فعلهم باليسير و يا من كافى قليلهم بالكثير و يا من ضمن لهم إجابة الدعاء و يا من وعدهم على نفسه بتفضله حسن الجزاء ما أنا بأعصى من عصاك فغفرت له و ما أنا باللؤم من اعتذر إليك فقبلت منه و ما أنا بأظلم من تاب إليك فعدت عليه أتوب إليك في مقامي هذا توبة نادم على ما فرط منه مشفق مما اجتمع عليه خالص الحياء مما وقع فيه عالم بأن العفو عن الذنب العظيم لا يتعاظمك و أن التجاوز عن الاثم الجليل لا يستصعبك و أن احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكأّدك و أن أحب عبادك إليك من ترك الاستكبار عليك و جانب الإصرار و لزم الاستغفار و أنا ابرأ إليك من أن استكبر و أعوذ بك من أن أصر و استغفرك لما قصرت فيه و استعين بك على ما عجزت عنه , اللهم صلّ على محمد و آله وهب لي ما يجب علي لك و عافني مما استوجبه منك و أجرني مما يخافه أهل الإساءة فإنك ملئ بالعفو مرجو للمغفرة معروف بالتجاوز ليس لحاجتي مطلب سواك و لا لذنبي غافر غيرك حاشاك و لا أخاف على نفسي إلا إياك إنك أهل التقوى و أهل المغفرة صل على محمد و آل محمد و اقض حاجتي و انجح طلبتي و اغفر ذنبي و آمن خوف نفسي إنك على كل شيء قدير و ذلك عليك يسير آمين رب العالمين .
لقد فتح الإمام (عليه السلام) في هذا الدعاء باب المحاورة مع اللّه تعالى و هو باب جديد لم يكن معهودا و لا معروفا في الكلام العربي سوى ما أثر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض أدعيته .
لقد عرض الإمام على اللّه تعالى العوامل التي تحجبه عن مسألته كما عرض إلى ما يحفزه إلى مسألته و قد ذكر ذلك بصورة مفصلة و مثيرة طالبا منه تعالى التوبة و العفو و الرحمة و قد قال ذلك بلهجة الخائف الذليل المستكين أمام اللّه تعالى فقد انحنى و نكس رأسه و ارتعش و سالت دموعه و هو يدعو ضارعا نادما على ما فرط في أمره مستغفرا لما قصر في حقه تعالى و هو (عليه السلام) سيد الساجدين و إمام المتقين و زعيم الموحدين فأي نفس ملائكية تلك النفس العظيمة التي صغرت و ذابت إجلالا و تعظيما أمام الخالق العظيم؟!!
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|