أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/10/2022
1132
التاريخ: 24/10/2022
1154
التاريخ: 2-4-2016
2770
التاريخ: 22/10/2022
1206
|
كان من دعائه (عليه السلام) إذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر له تعالى :
اللّهم إن أحدا لا يبلغ من شكرك غاية إلّا حل عليه من احسانك ما يلزمه شكرا و لا يبلغ مبلغا من طاعتك و إن اجتهد إلا مقصرا دون استحقاقك بفضلك فاشكر عبادك عاجز عن شكرك و اعبدهم مقصر عن طاعتك لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه و لا أن ترضى عنه باستيجابه فمن غفرت له فبطولك و من رضيت عنه فبفضلك تشكر يسير ما شكر و تثيب على قليل ما تطاع فيه حتى كأن شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم و اعظمت عنه جزاءهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم ؛ بل ملكت أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك و أعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك و ذلك أن سنتك الإفضال و عادتك الإحسان و سبيلك العفو فكل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت و شاهدة بأنك متفضل على من عافيت و كل مقر على نفسه بالتقصير عما استوجبت فلو لا أن الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص و لو لا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال فسبحانك!! ما ابين كرمك في معاملة من أطاعك أو عصاك تشكر للمطيع ما أنت توليته له و تملي للعاصي فيما تملك معاجلته فيه أعطيت كلا منهما ما لم يجب له و تفضلت على كل منهما بما يقصر عمله عنه و لو كافأت المطيع على ما أنت توليته لأوشك أن يفقد ثوابك و أن تزول عنه نعمتك و لكنك بكرمك جازيته على المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة و على الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية ثم لم تسمه القصاص في ما أكل من رزقك الذي يقوى به على طاعتك و لم تحمله على المناقشات في الآلات التي تسبب باستعمالها إلى مغفرتك و لو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له و جملة ما سعى له فيه جزاء للصغرى من أياديك و مننك و لبقي رهينا بين يديك بسائر نعمك فمتى كان يستحق شيئا من ثوابك؟ لا متى! هذا يا إلهي من أطاعك و سبيل من تعبد لك فأما العاصي أمرك و المواقع نهيك فلم تعاجله بنقمتك لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الانابة إلى طاعتك و لقد كان يستحق في أول ما همّ بعصيانك كل ما اعددت لجميع خلقك من عقوبتك فجميع ما أخرت عنه من العذاب و ابطأت به عليه من سطوات النقمة و العقاب ترك من حقك و رضي بدون واجبك فمن أكرم يا إلهي منك و من أشقى ممن هلك عليك؟ لا! من؟ فتباركت أن توصف إلا بالاحسان و كرمت أن يخاف منك إلا العدل لا يخشى جورك على من عصاك و لا يخاف إغفالك ثواب من أرضاك فصل على محمد و آله و هب لي أملي و زدني من هداك ما أصل به إلى التوفيق في عملي إنك منان كريم .
نقف وقفة قصيرة للنظر في معطيات هذا الدعاء الجليل الذي احتوى على ما يلي :
أولا: إن ألطاف اللّه تعالى و نعمه على عباد لا تحصى و إن الشاكر له مهما بلغ في شكره فإنه لا يؤدي ما عليه من حق لأن الأدوات التي يشكر بها كلها معطاة من اللّه و هي تستحق الشكر.
ثانيا: إن الانسان مهما اجتهد في طاعة اللّه و عبادته فإنه مقصر في ذلك بسبب ألطاف اللّه اللامتناهية على عباده .
ثالثا: إن اللّه تعالى إذ يتفضل على المؤمنين من عباده بالمغفرة و تعويضهم عن أعمالهم الخيرة بالفردوس الأعلى فإن ذلك ليس على سبيل الاستحقاق لهم عليه و انما هو من باب الفضل و اللطف منه تعالى و قد دلل على ذلك بصورة موضوعية في البحوث الكلامية .
رابعا: إن الذي يخدع الناس عن طاعة اللّه و يغريهم بالمعاصي إنما هو الشيطان الرجيم و لو لاه ما ضل عن الطريق ضال و لا غوى أحد .
خامسا: إن اللّه تعالى يشكر المطيعين من عباده و يمهل العاصين منهم فلم يعجل لهم العقوبة و لو عاجلهم بها ما ترك عليها من دابة .
سادسا: إن اللّه تعالى يجازي الصالحين من عباده في الدار الآخرة التي لا انقضاء لها فيهبهم جنة المأوى يتبوّءون فيها حيثما شاءوا هذه بعض محتويات هذا الدعاء الجليل .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|