المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Jacobian
29-9-2018
Sulfur Content
19-1-2016
معنى كلمة يوم‌
3-1-2016
الاتصال الجيد حسب جمعية الأعمال الأمريكية
21-11-2016
Ectoantigen
21-2-2018
الاحياء المجهرية والتلوث البيئي
27-1-2016


دعاؤه إذا اعترف بالتقصير  
  
3617   11:50 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص184-186.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان من دعائه (عليه السلام) إذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر له تعالى :

اللّهم إن أحدا لا يبلغ من شكرك غاية إلّا حل عليه من احسانك ما يلزمه شكرا و لا يبلغ مبلغا من طاعتك و إن اجتهد إلا مقصرا دون استحقاقك بفضلك فاشكر عبادك عاجز عن شكرك و اعبدهم مقصر عن طاعتك لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه و لا أن ترضى عنه باستيجابه فمن غفرت له فبطولك‏ و من رضيت عنه فبفضلك تشكر يسير ما شكر و تثيب على قليل ما تطاع فيه حتى كأن شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم و اعظمت عنه جزاءهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم ؛ بل ملكت أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك و أعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك‏ و ذلك أن سنتك الإفضال و عادتك الإحسان و سبيلك العفو فكل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت و شاهدة بأنك متفضل على من عافيت و كل مقر على نفسه بالتقصير عما استوجبت فلو لا أن الشيطان يختدعهم‏ عن طاعتك ما عصاك عاص و لو لا أنه صور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال فسبحانك!! ما ابين كرمك‏ في معاملة من أطاعك أو عصاك تشكر للمطيع ما أنت توليته له‏ و تملي للعاصي فيما تملك معاجلته فيه أعطيت كلا منهما ما لم يجب له‏ و تفضلت على كل منهما بما يقصر عمله عنه و لو كافأت المطيع على ما أنت توليته لأوشك أن يفقد ثوابك و أن تزول عنه نعمتك و لكنك بكرمك جازيته على المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة و على الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية ثم لم تسمه القصاص في ما أكل من رزقك الذي يقوى به على طاعتك و لم تحمله على المناقشات في الآلات‏ التي تسبب باستعمالها إلى مغفرتك و لو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له و جملة ما سعى له فيه جزاء للصغرى‏ من أياديك و مننك و لبقي رهينا بين يديك بسائر نعمك فمتى كان يستحق شيئا من ثوابك؟ لا متى! هذا يا إلهي من أطاعك و سبيل من تعبد لك فأما العاصي أمرك و المواقع‏ نهيك فلم تعاجله بنقمتك لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الانابة إلى طاعتك و لقد كان يستحق في أول ما همّ بعصيانك كل ما اعددت لجميع خلقك من عقوبتك فجميع ما أخرت عنه من العذاب و ابطأت به عليه من سطوات النقمة و العقاب ترك من حقك و رضي بدون واجبك فمن أكرم يا إلهي منك و من أشقى ممن هلك عليك؟ لا! من؟ فتباركت أن توصف إلا بالاحسان و كرمت أن يخاف منك إلا العدل لا يخشى جورك على من عصاك و لا يخاف إغفالك ثواب من أرضاك فصل على محمد و آله‏ و هب لي أملي و زدني من هداك ما أصل به إلى التوفيق في عملي إنك منان كريم .

نقف وقفة قصيرة للنظر في معطيات هذا الدعاء الجليل الذي احتوى على ما يلي :

أولا: إن ألطاف اللّه تعالى و نعمه على عباد لا تحصى و إن الشاكر له مهما بلغ في شكره فإنه لا يؤدي ما عليه من حق لأن الأدوات التي يشكر بها كلها معطاة من اللّه و هي تستحق الشكر.

ثانيا: إن الانسان مهما اجتهد في طاعة اللّه و عبادته فإنه مقصر في ذلك بسبب ألطاف اللّه اللامتناهية على عباده .

ثالثا: إن اللّه تعالى إذ يتفضل على المؤمنين من عباده بالمغفرة و تعويضهم عن أعمالهم الخيرة بالفردوس الأعلى فإن ذلك ليس على سبيل الاستحقاق لهم عليه و انما هو من باب الفضل و اللطف منه تعالى و قد دلل على ذلك بصورة موضوعية في البحوث الكلامية .

رابعا: إن الذي يخدع الناس عن طاعة اللّه و يغريهم بالمعاصي إنما هو الشيطان الرجيم و لو لاه ما ضل عن الطريق ضال و لا غوى أحد .

خامسا: إن اللّه تعالى يشكر المطيعين من عباده و يمهل العاصين منهم فلم يعجل لهم العقوبة و لو عاجلهم بها ما ترك عليها من دابة .

سادسا: إن اللّه تعالى يجازي الصالحين من عباده في الدار الآخرة التي لا انقضاء لها فيهبهم جنة المأوى يتبوّءون فيها حيثما شاءوا هذه بعض محتويات هذا الدعاء الجليل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.