أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017
3039
التاريخ: 13-3-2019
2543
التاريخ: 10-4-2016
5265
التاريخ: 27-4-2022
1780
|
تواجه الشورى العمرية عدة من المؤاخذات فقد ذكر الناقدون لها أنها لم تستند الى الاساليب الصحيحة ولم تبتن على الاسس الوثيقة وانها لم تنشد بأي حال صالح الامة ولم تهدف الى حماية المجتمع وصيانته من القلق والاضطراب وإنما الغرض منها صرف الخلافة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وحرمان الامة من التمتع فى ظل حكمه العادل فهي لم تكن شورى واقعية وإنما كانت شورى صورية مشفوعة بالعصبية والاحقاد والى القراء بعض تلك النقود التي ترد عليها :
1 ـ إن حقيقة الشورى ان تشترك الامة بجميع هيآتها فى الانتخاب والاختيار في جو تتوفر فيه الحريات العامة لجميع الناخبين والشورى العمرية قد فقدت هذه العناصر فقد حيل بين الشعب والاختيار فان عمر منح الاختيار الى ستة اشخاص ومن الطبيعي أنهم لا يملكون إلا آراءهم الخاصة فلا يمثلون الامة ولا يحكون ارادتها على أنه ضيق الدائرة فجعل المناط بآراء الثلاثة الذين ينضم إليهم عبد الرحمن بن عوف وجعل آراءهم تعادل آراء بقية الشعوب الاسلامية وهذا شكل من اشكال التزكية التي تستعملها بعض الحكومات التي تفرض ارادتها على شعوبها لقد تصادمت هذه الشورى مع إرادة الشعوب الاسلامية وتنافت مع حرياتهم وقد فرضت عليهم فرضا.
2 ـ إن هذه الشورى قد ضمت اكثر العناصر المعادية لأمير المؤمنين (عليه السلام) والحاقدة عليه ففيها طلحة التيمي وهو من أسرة أبي بكر الذي نافس الامام على الخلافة وكانت بين تيم والامام أشد المنافرة والخصومة وضمت الشورى عبد الرحمن بن عوف وهو صهر عثمان بالاضافة الى أنه كان حقودا على امير المؤمنين (عليه السلام) فهو من جملة الذين حملوا الحطب في بيعة أبي بكر لحرق بيت الامام وضمت الشورى سعد بن أبي وقاص وكان يحقد على الامام من أجل اخواله الامويين فان أمه حمنة بنت سفيان بن أميّة وقد أباد الامام صناديدهم في سبيل الاسلام فكانت نفس سعد مترعة بالحقد والعداء على الامام من أجلهم ولما بايع المسلمون الامام كان سعد في طليعة المتخلفين عن بيعته واحتوت الشورى على عثمان وهو شيخ الاسرة الاموية التي عرفت بالنصب لآل بيت النبي (صلى الله عليه واله) وقد ألب عمر هذه القوى كلها ضد الامام لئلا تؤل الخلافة إليه وقد تحدث (عليه السلام) بعد ان ولى الامر عن ضغن أعضاء الشورى وحقدهم عليه فقال : لكني اسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن .
لقد ألب عمر عن عمد جميع أحقاد قريش واضغانها ضد أخي رسول الله ووصيه وباب مدينة علمه استجابة لأحقاد قريش التي وترها الامام في سبيل الاسلام.
3 ـ لقد عمد عمر الى اقصاء جميع العناصر الموالية للامام فلم يجعل لها نصيبا في الشورى ولم يرشح أحدا من الانصار وهم الذين آووا النبي (صلى الله عليه واله) ونصروه لأنه كان لهم هوى وميل للامام (عليه السلام) كما لم يجعل نصيبا فيها لعمار بن ياسر الذي هو أحد المؤسسين في يناء الاسلام وكذلك أقصى أبا ذر والمقداد وأمثالهم من أعلام الاسلام لأنهم كانوا شيعة لعلي وقصر الشورى على القوى المنحرفة عن الامام والمعادية له.
4 ـ ومن عجيب أمر الشورى التي وضع برامجها عمر أنه يشهد بحق أعضائها ان رسول الله (صلى الله عليه واله) مات وهو راض عنهم ثم يأمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن انتخاب أحدهم فهل ان ذلك موجب للخروج عن الدين والمروق من الاسلام حتى تباح دماؤهم!!؟
5 ـ ومن غريب أمر هذه الشورى ان عمر جعل الترجيح للكفة التي تضم عبد الرحمن فيما اذا اختلف أعضاؤها وغض طرفه عن الجماعة التي تضم أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يعرها أي اهتمام بل الزمها بالخضوع لرأي عبد الرحمن بن عوف وتقديمه على أمير المؤمنين وهو صاحب المواهب والعبقريات الذي لا ند له فى علمه وورعه وتقواه فكيف يساويه بغيره والله تعالى يقول : {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] أف لك يا زمان وتعسا لك يا دهر أيكون أمير المؤمنين ندا لأعضاء الشورى ويرجح عليه عبد الرحمن ولكنها الاحقاد والعصبيات التي أترعت نفوسهم بها قد أنستهم المقاييس وصدتهم عن جادة العدل.
6 ـ ومما يؤخذ على هذه الشورى انها أوجدت التنافس بين أعضائها فقد رأى كل واحد منهم أنه كفؤ للآخر ولم يكونوا قبلها على هذا الرأي فقد كان سعد تبعا لعبد الرحمن وعبد الرحمن تبعا لعثمان والزبير من شيعة الامام وهو القائل على عهد عمر : والله لو مات عمر بايعت عليا ولكن الشورى قد نفخت فيه روح الطموح ففارق أمير المؤمنين وخرج عليه يوم الجمل وقد تولدت في نفوسهم بسبب الشورى الاطماع والاهواء ورجا الخلافة وتطلبها من ليس أهلا لها حتى ضجت البلاد بالفتن والاختلاف واضطربت كلمة المسلمين وتصدع شملهم وقد صرح بهذا الواقع المرير معاوية بن ابي سفيان في حديثه مع ابن حصين الذي أوفده زياد لمقابلته فقد قال له معاوية : بلغني ان عندك ذهنا وعقلا فاخبرني عن شيء أسألك عنه؟
قال : سلنى عما بدا لك , فقال : أخبرني ما الذي شتت أمر المسلمين وملأهم وخالف بينهم؟؟ قال : قتل الناس عثمان , فقال : ما صنعت شيئا , قال : مسير علي إليك وقتاله اياك , فقال : ما صنعت شيئا , فأجابه : مسير طلحة والزبير وعائشة وقتال علي إياهم!! فقال :ما صنعت شيئا . فلرد جوابه : ما عندي غير هذا يا أمير المؤمنين ؛ فأجاب : أنا أخبرك انه لم يشتت بين المسلمين ولا فرق أهواءهم إلا الشورى التي جعلها عمر الى ستة نفر وذلك ان الله بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فعمل بما أمره الله به ثم قبضه الله إليه وقدم أبا بكر للصلاة فرضوه لأمر دنياهم إذ رضيه رسول الله (صلى الله عليه واله) لأمر دينهم فعمل بسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) وسار بسيرته حتى قبضه الله واستخلف عمر فعمل بمثل سيرته ثم جعلها شورى بين ستة نفر فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ورجاها له قومه وتطلعت الى ذلك نفسه ولو أن عمر استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك خلاف .
هذه بعض آفات الشورى التي فتحت باب الفوضى والنزاع بين المسلمين وتركت الطلقاء وأبناءهم يتسابقون الى ميدان الخلافة الاسلامية وينزون على منابر المسلمين ويستأثرون بالفيء وينكلون بأخيار المسلمين وصلحائهم فانا لله وإنا إليه راجعون.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|