المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

ابن شهر اشوب
2-12-2016
تمييز التضامن الصرفي من التضامن في المسؤولية التقصيرية
Continuity -Continuous
25-4-2018
في الرؤيا
9-06-2015
Metadrome
15-11-2020
تأثير درجة الحرارة على النباتات (اضرار ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة)
29-6-2016


نظرة في الشورى  
  
3531   11:15 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1 ، ص187-190
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

تواجه الشورى العمرية عدة من المؤاخذات فقد ذكر الناقدون لها أنها لم تستند الى الاساليب الصحيحة ولم تبتن على الاسس الوثيقة وانها لم تنشد بأي حال صالح الامة ولم تهدف الى حماية المجتمع وصيانته من القلق والاضطراب وإنما الغرض منها صرف الخلافة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وحرمان الامة من التمتع فى ظل حكمه العادل فهي لم تكن شورى واقعية وإنما كانت شورى صورية مشفوعة بالعصبية والاحقاد والى القراء بعض تلك النقود التي ترد عليها :

1 ـ إن حقيقة الشورى ان تشترك الامة بجميع هيآتها فى الانتخاب والاختيار في جو تتوفر فيه الحريات العامة لجميع الناخبين والشورى العمرية قد فقدت هذه العناصر فقد حيل بين الشعب والاختيار فان عمر منح الاختيار الى ستة اشخاص ومن الطبيعي أنهم لا يملكون إلا آراءهم الخاصة فلا يمثلون الامة ولا يحكون ارادتها على أنه ضيق الدائرة فجعل المناط بآراء الثلاثة الذين ينضم إليهم عبد الرحمن بن عوف وجعل آراءهم تعادل آراء بقية الشعوب الاسلامية وهذا شكل من اشكال التزكية التي تستعملها بعض الحكومات التي تفرض ارادتها على شعوبها لقد تصادمت هذه الشورى مع إرادة الشعوب الاسلامية وتنافت مع حرياتهم وقد فرضت عليهم فرضا.

2 ـ إن هذه الشورى قد ضمت اكثر العناصر المعادية لأمير المؤمنين (عليه السلام) والحاقدة عليه ففيها طلحة التيمي وهو من أسرة أبي بكر الذي نافس الامام على الخلافة وكانت بين تيم والامام أشد المنافرة والخصومة وضمت الشورى عبد الرحمن بن عوف وهو صهر عثمان بالاضافة الى أنه كان حقودا على امير المؤمنين (عليه السلام) فهو من جملة الذين حملوا الحطب في بيعة أبي بكر لحرق بيت الامام وضمت الشورى سعد بن أبي وقاص وكان يحقد على الامام من أجل اخواله الامويين فان أمه حمنة بنت سفيان بن أميّة وقد أباد الامام صناديدهم في سبيل الاسلام فكانت نفس سعد مترعة بالحقد والعداء على الامام من أجلهم ولما بايع المسلمون الامام كان سعد في طليعة المتخلفين عن بيعته واحتوت الشورى على عثمان وهو شيخ الاسرة الاموية التي عرفت بالنصب لآل بيت النبي (صلى الله عليه واله) وقد ألب عمر هذه القوى كلها ضد الامام لئلا تؤل الخلافة إليه وقد تحدث (عليه السلام) بعد ان ولى الامر عن ضغن أعضاء الشورى وحقدهم عليه فقال : لكني اسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن .

لقد ألب عمر عن عمد جميع أحقاد قريش واضغانها ضد أخي رسول الله ووصيه وباب مدينة علمه استجابة لأحقاد قريش التي وترها الامام في سبيل الاسلام.

3 ـ لقد عمد عمر الى اقصاء جميع العناصر الموالية للامام فلم يجعل لها نصيبا في الشورى ولم يرشح أحدا من الانصار وهم الذين آووا النبي (صلى الله عليه واله) ونصروه لأنه كان لهم هوى وميل للامام (عليه السلام) كما لم يجعل نصيبا فيها لعمار بن ياسر الذي هو أحد المؤسسين في يناء الاسلام وكذلك أقصى أبا ذر والمقداد وأمثالهم من أعلام الاسلام لأنهم كانوا شيعة لعلي وقصر الشورى على القوى المنحرفة عن الامام والمعادية له.

4 ـ ومن عجيب أمر الشورى التي وضع برامجها عمر أنه يشهد بحق أعضائها ان رسول الله (صلى الله عليه واله) مات وهو راض عنهم ثم يأمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن انتخاب أحدهم فهل ان ذلك موجب للخروج عن الدين والمروق من الاسلام حتى تباح دماؤهم!!؟

5 ـ ومن غريب أمر هذه الشورى ان عمر جعل الترجيح للكفة التي تضم عبد الرحمن فيما اذا اختلف أعضاؤها وغض طرفه عن الجماعة التي تضم أمير المؤمنين (عليه السلام) فلم يعرها أي اهتمام بل الزمها بالخضوع لرأي عبد الرحمن بن عوف وتقديمه على أمير المؤمنين وهو صاحب المواهب والعبقريات الذي لا ند له فى علمه وورعه وتقواه فكيف يساويه بغيره والله تعالى يقول : {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] أف لك يا زمان وتعسا لك يا دهر أيكون أمير المؤمنين ندا لأعضاء الشورى ويرجح عليه عبد الرحمن ولكنها الاحقاد والعصبيات التي أترعت نفوسهم بها قد أنستهم المقاييس وصدتهم عن جادة العدل.

6 ـ ومما يؤخذ على هذه الشورى انها أوجدت التنافس بين أعضائها فقد رأى كل واحد منهم أنه كفؤ للآخر ولم يكونوا قبلها على هذا الرأي فقد كان سعد تبعا لعبد الرحمن وعبد الرحمن تبعا لعثمان والزبير من شيعة الامام وهو القائل على عهد عمر : والله لو مات عمر بايعت عليا ولكن الشورى قد نفخت فيه روح الطموح ففارق أمير المؤمنين وخرج عليه يوم الجمل وقد تولدت في نفوسهم بسبب الشورى الاطماع والاهواء ورجا الخلافة وتطلبها من ليس أهلا لها حتى ضجت البلاد بالفتن والاختلاف واضطربت كلمة المسلمين وتصدع شملهم وقد صرح بهذا الواقع المرير معاوية بن ابي سفيان في حديثه مع ابن حصين الذي أوفده زياد لمقابلته فقد قال له معاوية : بلغني ان عندك ذهنا وعقلا فاخبرني عن شيء أسألك عنه؟

قال : سلنى عما بدا لك , فقال :  أخبرني ما الذي شتت أمر المسلمين وملأهم وخالف بينهم؟؟ قال : قتل الناس عثمان , فقال : ما صنعت شيئا , قال : مسير علي إليك وقتاله اياك , فقال : ما صنعت شيئا , فأجابه : مسير طلحة والزبير وعائشة وقتال علي إياهم!! فقال :ما صنعت شيئا . فلرد جوابه : ما عندي غير هذا يا أمير المؤمنين ؛ فأجاب : أنا أخبرك انه لم يشتت بين المسلمين ولا فرق أهواءهم إلا الشورى التي جعلها عمر الى ستة نفر وذلك ان الله بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فعمل بما أمره الله به ثم قبضه الله إليه وقدم أبا بكر للصلاة فرضوه لأمر دنياهم إذ رضيه رسول الله (صلى الله عليه واله) لأمر دينهم فعمل بسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) وسار بسيرته حتى قبضه الله واستخلف عمر فعمل بمثل سيرته ثم جعلها شورى بين ستة نفر فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ورجاها له قومه وتطلعت الى ذلك نفسه ولو أن عمر استخلف عليهم كما استخلف أبو بكر ما كان في ذلك خلاف .

هذه بعض آفات الشورى التي فتحت باب الفوضى والنزاع بين المسلمين وتركت الطلقاء وأبناءهم يتسابقون الى ميدان الخلافة الاسلامية وينزون على منابر المسلمين ويستأثرون بالفيء وينكلون بأخيار المسلمين وصلحائهم فانا لله وإنا إليه راجعون.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.