أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
2813
التاريخ: 16-6-2022
1894
التاريخ: 7-4-2016
2830
التاريخ: 30-3-2016
3127
|
ان السياسة الرشيدة التي رفع شعارها أهل البيت تسير على ضوء الصدق والواقع فلا توارب ولا تنافق ولا تغري الشعوب بالوعود الكاذبة ولا تمنيها بالأماني المعسولة رائدها في جميع مخططاتها الصراحة والصدق.
لقد حفلت سياستهم بالصراحة في جميع الميادين فليس من منطقها الخداع والنفاق وقد صارح الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي وممثل الإسلام الجماهير التي صحبته من مكة والتي التحقت به فى أثناء الطريق حينما بلغه مقتل سفيره وممثله فى العراق الشهيد العظيم مسلم بن عقيل (عليه السلام) صارحهم بمقتله وخيانة أهل الكوفة به وغدرهم بعهودهم ومواثيقهم وانه متوجه فى سفره الى ساحة الموت فتفرّق ذوو الأطماع والأهواء عنه لقد أدلى (عليه السلام) في تلك الساعة الرهيبة بالحقيقة الراهنة وكشف لهم الستار عن خطته وأهدافه ليكونوا على بصيرة من أمرهم عملا بأوامر الإسلام التي تلزم بالصراحة والصدق ولا تبيح أي وسيلة من وسائل الغدر والخداع.
إن المواربة لو كانت سائغة فى الإسلام بأي شكل من الأشكال لما تغلب معاوية بن أبي سفيان خصم الإسلام على الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان بإمكانه أن يساومه بعد مقتل عثمان ويبقيه على ولايته في دمشق ثم يعزله بعد ذلك عن منصبه ويتخلص من شرّه وتمرده ولكن الإسلام يأبى له تلك المساومة الرخيصة فامتنع من بقائه في جهاز الحكم ولو زمنا قصيرا وهناك أمر آخر هو أعمق أثرا وأبعد مدى في عالم الصراحة من ذلك هو امتناع الإمام من اجابة عبد الرحمن بن عوف أحد أعضاء الشورى الذين رشحهم الخليفة الثاني لانتخاب الخليفة الجديد من بعده فقد ألحّ عبد الرحمن على الإمام إلحاحا بالغا أن يبايعه وينتخبه لمركز الخلافة الإسلامية العظمى ولكن شرط عليه أن يسير بسيرة الشيخين ويقتفي بسياستهما فامتنع (عليه السلام) من اجابته على هذا الشرط وأبى إلا أن يسير على كتاب الله ويقتدي بسنة نبيه في سياسته وأعماله الإدارية وغيرها لقد كان بإمكانه أن يوافق على ذلك الشرط ابتداء ثم يعدل عنه ويسير فى سياسته على وفق الأهداف التي رسمها الإسلام ويعتقل كل من يعارضه ويقف فى وجه حكومته ولكنه أبى إلا الصراحة والصدق فى القول والفعل .
إن الإسلام يأمر بالتمسك بالصدق ولا يسيغ استعمال الطرق الملتوية التي لا تمت بصلة الى الواقع في تثبيت الحكم وتدعيم السلطة.
يقول الرسول (صلى الله عليه واله) : عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فان الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .
إن أهل البيت قد ركزوا سياستهم على الصدق والصراحة وجنبوها من المكر والخداع.
يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : لو لا ان المكر والخداع في النار لكنت أمكر الناس.
وكان (عليه السلام) كثيرا ما يتنفس الصعداء من الآلام المرهقة التي يلاقيها من خصومه ويقول : وا ويلاه يمكرون بي ويعلمون أني بمكرهم عالم وأعرف منهم بوجوه المكر ولكني أعلم أن المكر والخديعة فى النار فأصبر على مكرهم ولا أرتكب مثل ما ارتكبوا .
ويقول فى الغدر : لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة .
إن الغدر إنما ينبعث عن نفس لا تؤمن بالمثل الإنسانية والقيم الدينية ويصف الإمام أمير المؤمنين الغادر بأنه قد نسخ من كيان نفسه الإيمان بالله يقول : ولا يغدر من علم كيف المرجع ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ونسبهم أهل الجهل فيه الى حسن الحيلة ما لهم قاتلهم الله!! قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين ؛ وتحدث عمن قال فى دور حكومته من عبيد الشهوات والمناصب : بأنه لا دراية له في شؤون السياسة وإن معاوية خبير بها وخليق بإدارة دفة الحكم.
قال (عليه السلام) : والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس .
ان سياسة الإمام أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت في جميع شئونها قد عبرت عن جميع القيم السياسية الخيرة التي أعلنها الإسلام فهي لا تقرّ الغدر ولا المكر ولا الخداع ولا تؤمن بأي وسيلة من وسائل النفاق الاجتماعي وإن توقف عليها النجاح السياسي المؤقت لأن الخلافة الإسلامية من أهم المراكز الحساسة في الإسلام فلا بد لها من الاعتماد على الخلق الرصين والإيمان العميق بحق المجتمع والأمة ؛ وسار الإمام الحسن (عليه السلام) على مخططات أبيه ومقرراته فى عالم السياسة والحكم فلم يعتمد على أي وسيلة لا يقرّها الدين وتجنب جميع الطرق الشاذة التي لا تلتقي مع الواقع ولو أنه سلك بعض الأساليب التي سلكها معاوية لما تغلب عليه وقد أدلى (عليه السلام) بذلك الى سليمان بن صرد فقال له : ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا وللدنيا أعمل وأنصب ما كان معاوية بأبأس مني وأشد شكيمة ولكان رأيي غير ما رأيتم , ودلّ ذلك على أنه لو كان يعمل للدنيا لكان أقوى عليها من خصومه ولكن التغلب على الأحداث والظفر بالحكم يتوقف على اتخاذ الوسائل التي لا تتفق مع الدين وهو (عليه السلام) أحرص المسلمين على صيانة الاسلام ورعايته.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|