أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
6691
التاريخ: 2-12-2015
4964
التاريخ: 12/10/2022
1551
التاريخ: 27-11-2015
5045
|
في البداية يواجهنا السؤال عن الأمر الإلهي للملائكة في السجود لآدم، حيث إنّه في الشريعة المقدّسة يحرم السجود لغير الله تعالى، فكيف صحّ أن يطلب من الملائكة السجود لآدم؟ وما هو المقصود من هذا السجود؟
وهذا السؤال ينطلق من فكرة وهي أنّ السجود بحدّ ذاته عبادة، والعبادة لغير الله شرك وحرام؛ حيث تُقسم الأفعال العباديّة إلى قسمين:
أحدهما: الأفعال التي تتقوّم عبادتها بالنيّة وقصد القربة كالإنفاق (الزكاة والخمس) أو الطواف بالبيت الحرام أو القتال، أو غير ذلك، فإنّ هذه الأفعال إذا توفرّت فيها نية القربة وقصد رضا الله تعالى تكون عبادة لله تعالى، وبدون ذلك لا تكون عبادة، ومن ثمَّ فهي تتبع نيّتها في تشخيص طبيعتها.
والآخر: الأفعال التي تكون بذاتها عبادة ويُذكر (السجود) منها، حيث إنّه عبادة بذاته، ولذا يحرم السجود لغير الله؛ لأنّه يكون بذاته عبادة لغير الله.
ولكن هذا التصوّر غير صحيح، فإنّ السجود شأنه شأن الأفعال الأُخرى التي تتقوّم عباديّتها بالقصد والنيّة، ولذا فقد يكون السجود سخريةً واستهزاءً، وقد يكون لمجرّد التعظيم، وقد يكون عبادةً إذا كان بنيّتها.
ولذا نجد في القرآن الكريم في بعض الموارد الصحيحة يستخدم السجود تعبيراً عن التعظيم، كما في قصّة أُخوة يوسف؛ قال تعالى:
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ....} [يوسف: 100].
وإنّما كان السجود لغير الله حراماً؛ لأنّه يستخدم عادة في العبادة، فأُريد للإنسان المسلم أن يتنزه عمّا يوهم العبادة لغير الله تعالى.
وأمّا إذا كان السجود للتعظيم وبأمرٍ من الله تعالى، فلا يكون حراماً، بل يكون واجباً.
ولكن يبقى السؤال: أنّ هذا السجود ماذا كان يعني؟
فقد ذكر بعض المفسِّرين ـ انطلاقاً من فكرة أنّ هذا الحديث لا يُراد منه إلاّ التربية والتمثيل وليس المصاديق المادّيّة لمفرداته ومعانيه ـ أنّ السجود المطلوب إنّما هو خضوع هذه القوى المتمثّلة بالملائكة للإنسان، بحيث إنّ الله تعالى أودع في شخصية هذا الإنسان وطبيعته من المواهب ما تخضع له هذه القوى الغيبيّة وتتأثر بفعله وإرادته:
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ....} [فصلت: 30].
كما أنّه يمكن أن يكون هذا السجود سجوداً حقيقيّاً بالشكل الذي تناسب مع الملائكة، ويكون طلب السجود منهم لآدم من أجل أن يعبِّروا بهذا السجود عن خضوعهم أو تقديسهم لهذا المخلوق الإلهي المتميّز، بما أودع الله فيه من روحه ووهبه العلم والإرادة والقدرة على التكامل والصعود إلى الدرجات الكماليّة العالية.
ولعلّ هذا المعنى الثاني هو الظاهر من مجموعة الصور والآيات القرآنية التي تحدّثت عن هذا الموضوع، حيث نلاحظ أنّ امتناع إبليس عن السجود إنّما كان بسبب الاستكبار لتفضيل هذا المخلوق، حيث كان يطرح في تفسير عدم السجود أنّه أفضل من آدم: {.... قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12] ، كما أنّ القرآن الكريم يُشير إلى أنّ الإنسان الصالح المخلص يكون خارجاً عن قدرة إبليس ومكره، ومن ثمَّ فهو مهيمن على هذه القوّة الشيطانية:
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|