المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مصارع آل عقيل  
  
3993   04:03 مساءاً   التاريخ: 29-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص249-253.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016 3139
التاريخ: 29-3-2016 3174
التاريخ: 8-04-2015 3364
التاريخ: 23-6-2019 2975

اندفعت الفتية الطيبة من آل عقيل الى الجهاد وهي مستهينة بالموت وقد نظر الامام (عليه السلام) إلى بسالتهم واندفاعهم إلى نصرته فكان يقول : اللهم اقتل قاتل آل عقيل صبرا آل عقيل ان موعدكم الجنة .

وكان علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) يميل أشد الميل لآل عقيل ويقدمهم على غيرهم من آل جعفر فقيل له في ذلك فقال : اني لأذكر يومهم مع أبي عبد اللّه فارق لهم , وقد استشهد منهم تسعة في المعركة دفاعا عن ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وفيهم يقول الشاعر :

عين جودي بعبرة وعويل          واندبي ان ندبت آل الرسول

سبعة كلهم لصلب علي             قد اصيبوا وتسعة لعقيل

وقد علوا بارادتهم وعزمهم الجبار على ذلك الجيش وانزلوا به أفدح الخسائر ومن بينهم.

وانبرى فتى هاشم عبد اللّه بن مسلم  إلى ساحة الجهاد فخاض غمرات الحرب واهوالها في شوق إلى الشهادة وقد بهر الابصار بجماله وبسالته وهو يرتجز :

اليوم القى مسلما وهو أبي       وفتية ماتوا على دين النبي

ليسوا كقوم عرفوا بالكذب        لكن خيار وكرام النسب

من هاشم السادات أهل الحسب

لقد عرف نفسه بأنه نجل الشهيد الخالد مسلم بن عقيل وانه سيلقى أباه في يومه ويلتقي بالفتية من ابناء عمومته الذين استشهدوا في سبيل الاسلام وماتوا على دين النبي (صلى الله عليه واله) وانهم ليسوا كأهل الكوفة الذين عرفوا بالغدر والخيانة والكذب وانما ينميهم هاشم سيد العرب وبهم تلتقي كل فضيلة وشرف في الاسلام , وقاتل الفتى قتالا عنيفا فقتل جماعة في ثلاث حملات وسدد له الوضر الأثيم يزيد بن الرقاد  سهما غادرا فاتقاه الفتى بيده فسمرها الى جبهته فما استطاع ان يزيل السهم وقد اخذ منه الألم القاسي مأخذا عظيما فراح يدعو على السفكة المجرمين قائلا : اللهم انهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا ؛ وشد عليه وغد فطعنه بالرمح في قلبه فتوفي الفتى شهيدا مدافعا عن أقدس الحرمات في الاسلام .

وبرز إلى ساحات الجهاد جعفر بن عقيل  فتوسط في ميدان الحراب وهو يرتجز :

أنا الغلام الأبطحي الطالبي        من معشر في هاشم وغالب

ونحن حقا سادة الذوائب          هذا حسين سيد الأطائب

لقد عرفهم نفسه بأنه من الأسرة النبوية التي هي أشرف الأسر العربية واعلاها مجدا وانه انما يدافع عن سيده الحسين الذي هو سيد الأطائب وفخر هذه الدنيا , وقاتل الفتى قتالا عنيفا فرماه عروة بن عبد اللّه الخثعمي فقتله .

وانطلق عبد الرحمن بن عقيل  الى حومة الحرب وأخذ يصول ويجول وهو يرتجز :

أبي عقيل فاعرفوا مكاني         من هاشم وهاشم اخواني

كهول صدق سادة القران         هذا حسين شامخ البنيان 

لقد أدلى بنسبه الوضاح فهو نجل عقيل ابن عم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وانه من السادة الاماجد الذين هم من أروع امثلة الوفاء والنبل والشرف في الأرض كما اشاد بالامام الحسين بأنه شامخ البنيان بمثله ومواهبه وقرابته من النبي (صلى الله عليه واله) وقاتل قتال الأبطال فشد عليه عثمان بن خالد الجهني وبشير بن حوص القايض فقاتلاه .

وكان محمد بن عقيل من الفقهاء وقد برز مدافعا عن ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) واستشهد بين يديه .

وبرز عبد اللّه الأكبر  فقاتل وشد عليه عثمان بن خالد بن أسير الجهني ورجل من همدان فقاتلاه.

وكان محمد بن أبي سعيد بن عقيل متكلما سريع الجواب وقد برز الى حومة الحرب واستشهد بين يدي الامام .

وبرز محمد بن مسلم الى الحرب فشد عليه ابو مرهم الأزدي ولقيط بن اياس الجهني فقاتلاه .

وبرز علي بن عقيل فقاتل قتالا شديدا واستشهد بين يدي أبي عبد اللّه (عليه السلام) .

لقد ابدى شباب آل عقيل من البطولة والبسالة ما لا يوصف وتنافسوا على الشهادة بين يدي الحسين وفدوه بأرواحهم.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.