أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2019
4921
التاريخ: 29-3-2016
3993
التاريخ: 29-3-2016
5636
التاريخ: 29-3-2016
3257
|
بعد ما استشهدت الصفوة الطيبة من أهل البيت (عليهم السلام) ولم يبق مع الامام الحسين (عليه السلام) سوى اخوته من أبيه هبوا للجهاد ووطنوا نفوسهم على الموت ليفدوا ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بنفوسهم ومهجهم.
ولما رأى بطل هاشم وفخر عدنان العباس بن الامام امير المؤمنين كثرة القتلى من أهل بيته التفت الى اخوته من أبيه وأمه فقال لهم : تقدموا يا بني أمي حتى اراكم نصحتم للّه ولرسوله فانه لا ولد لكم ؛ وكشفت هذه الكلمات عن مدى ايمانه العميق فهو يطلب من أخواته أن يكونوا قرابين للّه ويراهم في جهادهم قد نصحوا للّه ورسوله ولم يلحظ في جهادهم أي اعتبار آخر من النسب وغيره , والتفت ابو الفضل الى أخيه عبد اللّه وكان اكبر اخوانه سنا فقال له : تقدم يا أخي حتى اراك قتيلا واحتسبك , واستجابت الفتية الى نداء الحق فتقدموا الى الجهاد بعزم واخلاص.
ان من أرخص الأقوال واهزلها ما ذكره ابن الأثير ان العباس (عليه السلام) قال لاخوته : تقدموا حتى ارثكم فانه لا ولد لكم لقد قالوا بذلك : ليقللوا من أهمية هذا العملاق العظيم الذي هو في طليعة رجال الاسلام بذلا وتضحية في سبيل اللّه وهل من الممكن أن يفكر العباس (عليه السلام) في الناحية المادية في تلك الساعة الرهيبة التي كان الموت المحتم منه كقاب قوسين أو ادنى مضافا الى المحن الشاقة التي احاطت به فهو يرى الكواكب من ابناء اخوته وعمومته صرعى على الأرض ويسمع ضجيج حرائر النبوة وكرائم الوحي ويسمع صراخ الأطفال وهم ينادون العطش العطش ويرى اخاه قد احيط به وهو يستغيث فلا يغاث فقد استوعبت هذه الرزايا التي تذهل الالباب جميع مشاعره وعواطفه ولم يكن يفكر الا بسرعة الرحيل عن هذه الدنيا ومضافا لذلك كله فان أم البنين أم العباس كانت حية فهي التي تحوز ميراث ابنائها لأنها من الطبقة الأولى ولعل الوارد حتى أثأركم أي اطلب بثأركم فحرف ذلك.
وبرز عبد اللّه بن امير المؤمنين وأمه أمّ البنين الى ساحة الجهاد والتحم مع الأعداء وهو يرتجز:
شيخي علي ذو الفخار الأطول من هاشم الخير الكريم المفضل
هذا حسين بن النبي المرسل عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجل يا رب فامنحني ثواب المنزل
لقد اعتز بهذا الرجز بأبيه الامام امير المؤمنين باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه واله) ووصيه كما اعتز بأخيه الامام الحسين ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وانه انما ينافح عنه لا بدافع الأخوة والرحم وانما يبغي بذلك وجه اللّه والدار الآخرة.
ولم يزل الفتى يقاتل اعنف القتال حتى شد عليه الباغي الأثيم هاني ابن ثبيت الحضرمي فقتله .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|