أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3969
التاريخ: 29-3-2016
3504
التاريخ: 28-3-2016
3251
التاريخ: 28-3-2016
3441
|
رأى ابن سعد أن وحدة الجبهة في القتال ستكبد جيشه أفدح الخسائر وتقضي بطول الوقت وامتداد الحرب فرأى أن يفتح جبهة ثانية حتى يسهل القضاء على البقية الباقية من أصحاب الامام فأوعز بتقويض مضارب الامام وبيوته التي كانت محيطة بأصحابه يمينا وشمالا حتى يشتغلوا بالدفاع عنها وتضعف بذلك جبهتهم وهجمت جنوده فجعلوا يقوضونها فكمن لهم بعض اصحاب الامام فجعلوا يقتلونهم ويعقرون خيولهم وباءت هذه الخطة بالفشل الذريع ولم تحقق أى نصر لها وامر ابن سعد ثانيا بخرق الخيام حتى تهجم خيله عليهم وحاول اصحاب الامام منعهم عن ذلك فنهاهم الامام وقال : دعوهم ليحرقوها فاذا احرقوها فلا يستطيعون أن يجوزوا إليكم فكان الأمر كما قال : فقد حالت النار بينهم وبين اصحاب الامام وبقيت جبهة القتال واحدة .
وحمل الرجس الخبيث شمر بن ذي الجوشن على فسطاط الامام الذي يضم السيدات من عقائل النبوة وحرائر الوحي ونادى الوغد رافعا عقيرته : علي بالنار لأحرقه على اهله ؛ لقد تردي هذا الانسان الممسوخ في متاهات سحيقة من الخبث واللؤم ومن المؤكد انه ليس في مجرمي الحروب وشذاذ الآفاق مثل هذا المجرم في خبث الطوية ولؤم العنصر وخساسة الطبع , واختطف الرعب قلوب بنات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وسرت الرعدة بأوصالهن فخرجن من الخيام مذعورات وارتفعت اصواتهن بالبكاء وخلفهن الصبية والأطفال وهم يعجون بالبكاء فكان هول منظرهم مما تذيب له النفوس أسى وحسرات والتاع الامام الحسين فصاح بالخبيث الدنس : أنت تحرق بيتي على اهلي؟ احرقك اللّه بالنار , ولم ينثن الرجس عن عزمه وظل يهتف بجنوده ليوفوه بقبس من النار ليحرق خيام اهل البيت.
وانكر على الشمر حميد بن مسلم فقد خف إليه بعد ما رأى الذعر والخوف قد استولى على بنات رسول اللّه فقال له : ان هذا لا يصلح لك أتريد ان تجمع على نفسك خصلتين تعذب بعذاب اللّه وتقتل الولدان والنساء واللّه ان في قتل الرجال لما يرضى به أميرك.
فصاح به الشمر : من أنت؟
وخشي حميد بن مسلم أن يعرفه بنفسه فيوشي به عند ابن زياد فقال له : لا اخبرك من أنا ؛ وظل الباغي اللئيم مصرا على غيه ليضيف إلى موبقاته جرائم أخرى .
وأسرع إليه شبث بن ربعي فوبخه ونهاه فاستجاب له الأثيم على كره وولى ليرجع فحمل عليه زهير بن القين مع عشرة من اصحابه فارغموه على الرجوع وقد التحموا مع جنده فقتلوا أبا عزرة الضبابي وهو من اسرة الشمر وتكاثرت الجيوش على اصحاب الامام فكان إذا قتل احد منهم بان ذلك فيهم لقلتهم الا انه اذا قتل احد من اصحاب ابن سعد لا يبين ذلك فيهم لكثرة عددهم.
وانتصف النهار وجاء ميقات صلاة الظهر فوقف المؤمن المجاهد ابو ثمامة الصائدي فجعل يقلب وجهه في السماء كأنه ينتظر أعز شيء عنده وهي الصلاة فلما رأى الشمس قد زالت التفت الى الامام قائلا : نفسي لنفسك الفداء أرى هؤلاء قد اقتربوا منك واللّه لا تقتل حتى اقتل دونك واحب أن القى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها ؛ لقد كان الموت منه على قاب قوسين او ادنى وهو لم يغافل عن ذكر ربه ولا عن اداء فريضة دينية وجميع اصحاب الامام كانوا على هذا الطراز ايمانا باللّه وتفانيا في أداء فرائضه.
ورفع الامام رأسه الى السماء فجعل يتأمل في الوقت فرأى أنه قد حان اداء الفريضة فقال لأبي ثمامة : ذكرت الصلاة جعلك اللّه من المصلين الذاكرين نعم هذا اول وقتها ؛ وامر الامام اصحابه أن يطلبوا من معسكر ابن زياد ان يكفوا عنهم القتال ليصلوا لربهم فسألوهم ذلك فانبرى الرجس الخبيث الحصين ابن نمير قائلا : انها لا تقبل ؛ فقال له حبيب بن مظاهر بسخرية : زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وتقبل منك يا حمار .
وحمل عليه الحصين فسارع إليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشبت به الفرس فسقط عنها وبادر إليه اصحابه فاستنقذوه واستمر القتال وقبل ان يؤدي الامام الصلاة قتل جماعة من حماة اصحابه ثم بعد ذلك ادى الفريضة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|