أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-12
365
التاريخ: 2023-09-30
1049
التاريخ: 29-09-2015
2377
التاريخ: 3-12-2015
1994
|
على الرغم من التوسّع في علوم الحديث ، فإنّه يلاحظ عليها أنّها غير كافية لتمحيص الحديث ، وذلك للأسباب التالية :
1- إن دراسات علم الحديث اتّجهت إلى دراسة السند أكثر ممّا اتجهت إلى دراسة المتن ، بل ربّما كان أغلب السابقين من علماء الحديث يركزون على صحّة الإسناد ، بحسب رأيهم ، ولا يهتمون بعد ذلك بمتن الحديث ، فقد نقل الذهبي عن يحيى بن سعيد القطان ، أنه قال : «لا تنظروا إلى الحديث ولكن انظروا إلى الإسناد ، فان صحّ الإسناد وإلّا فلا تغتروا بالحديث إذا لم يصحّ الإسناد» .
2- والمعلوم أنه ليس من شرط الحديث الصحيح (سندا) أن يكون مقطوعا به ، إذ ذهبوا إلى عدم استلزام صحّة السند لصحّة المتن «لأنه قد يصح أو يحسن الإسناد لشذوذ أو علّة» «1» .
وقال الحافظ ابن الصلاح : «ومتى قالوا : هذا حديث صحيح ، فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة وليس من شرطه أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر . . .
وكذلك الأمر إذا قالوا في حديث إنّه غير صحيح ، فليس ذلك قطعا بأنه كذب في نفس الأمر ، إذ قد يكون صدقا في نفس الأمر ، وانّما المراد أنه لم يصح إسناده على الشرط المذكور» «2» .
لذا فإنّ دراسة السند- كما تتّجه إليه أغلب علوم الحديث- لا تغني بأيّة حال عن دراسة المتن .
3- إلّا أنّنا نجد غالبا أنّ دراسات المتن تركّزت على دراسة تركيب ألفاظ الحديث ، ومن ثمّ دراسة متن الحديث من حيث إنّه موافق للرأي العام السائد ، فإنّ ابن الصلاح قال : «ومتى قالوا هذا حديث صحيح فمعناه أنّه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة ، وليس من شرطه أن يكون مقطوعا به في نفس الأمر ، إذ منه ما ينفرد بروايته عدل واحد ، وليس من الأخبار الّتي أجمعت الامّة على تلقّيها بالقبول» «3» .
لذا وجدنا كل جماعة قبلت من الحديث ما كان موافقا لرأيها وطرحت غيره بحجّة مخالفته للأجماع والّذي كثيرا ما ادعي في مسائل خلافية لم يتم عليها اجماع ، كما انّنا نجد كثيرا من الأحاديث طرحت لعدم قبول الحكّام لها ، وبالتالي فإن هذا الشرط الّذي وضعوه لقبول الحديث أو ردّه من حيث المتن ، وفقا لقبول الناس له ، غير دقيق وقابل للتغيّر عبر
الأزمان .
4- كما انّهم لم يكونوا يجوّزون التعمّق في دراسة المتن ، قال الذهبي : «كان السلف يزجرون عن التعمّق ويبدعون أهل الجدل» «4» .
بل ربّما كانوا يعدّون السؤال والتحقيق في معنى الحديث من باب اتباع المتشابه المقصود في قوله تعالى : {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران : 7] .
______________________________
(1)- تدريب الراوي/ ص 100 .
(2)- أضواء على السنّة/ ص 283 .
(3)- م . ن/ ص 284 .
(4)- م . ن/ ص 285 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يصدرُ مجموعةَ أبحاثٍ علميَّةٍ محكَّمةٍ في مجلَّة الذِّكرِ
|
|
|