المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

الكتاب المنسوب إلى النبي (ص) الذي يوصي فيه بآل سلمان.
2023-09-30
حديث: (السمع والبصر والفؤاد).
2024-09-19
Alcohols from Reaction of Carbonyl Compounds: Grignard Reagents
8-9-2019
البزولان pozzolans
25-8-2016
النيوكليونات Nucleons
2023-11-18
أنواع التقارير- التقرير الحي
12-12-2020


تنكيل عثمان بعبد الله بن مسعود  
  
4213   09:49 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص377-379.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

نكل عثمان تنكيلاً فظيعا بالصحابي العظيم عبد الله بن مسعود فقد أمعن في قهره وظلمه ؛ أمّا سبب ذلك فهو ما ألمعنا إليه عند البحث عن إمارة الوليد بن عقبة على الكوفة فقد نقم عليه عبد الله حينما استقرض من بيت المال ولم يؤدّه إليه وقد رفع الوليد إلى عثمان أمره فأنكر على ابن مسعود ذلك فاستقال من منصبه وقفل راجعاً إلى يثرب فلمّا انتهى إليها كان عثمان على المنبر يخطب فلمّا رآه خاطب المسلمين وقال لهم : قدمتْ عليكم دويبة سوء مَن يمشي على طعامه يقيء ويسلح ؛ وردّ عليه ابن مسعود وقال له : لست كذلك ولكنّي صاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان , وأثار كلام عثمان موجة من الغضب والاستياء في المجتمع فاندفعت عائشة تعلن سخطها قائلةً له : أي عثمان أتقول هذا لصاحب رسول الله؟ وأمر عثمان شرطته بإخراج الصحابي العظيم من المسجد فاخرج منه وهو مهان الجانب وقام إليه أبو عبد الله بن زمعة أو يحموم غلام عثمان فاحتمله ورجلاه تختلفان على عنقه حتّى ضرب به الأرض فدقّ ضلعه وثار الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فخاطب عثمان : يا عثمان أتفعل هذا بصاحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بقول الوليد بن عقبة؟.

ـ ما بقول الوليد فعلت هذا ولكنّي وجّهت زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة فقال له ابن مسعود : إنّ دم عثمان حلال ؛ وردّ عليه الإمام (عليه السّلام) : أحلت عن زبيد على غير ثقة .

وحمل الإمام (عليه السّلام) ابن مسعود إلى منزله وقام برعايته حتّى إبل من مرضه وقاطعه عثمان وهجره وفرض عليه الإقامة الجبرية في يثرب وقطع عنه عطاءه ومرض ابن مسعود مرضه الذي توفّي فيه فدخل عليه عثمان عائداً فقال له : ما تشتكي؟

ـ ذنوبي.

ـ ما تشتهي؟

ـ رحمة ربّي.

ـ أدعو لك طبيباً؟

ـ الطبيب أمرضني.

ـ آمر لك بعطائك؟

ـ منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينه وأنا مستغني عنه!

ـ يكون لولدك.

ـ رزقهم على الله.

ـ استغفر لي يا أبا عبد الرحمان.

ـ أسأل الله أن يأخذ لي منك بحقّي .

وانصرف عثمان ولم يفُز برضاء ابن مسعود ولمّا ثقل حاله أوصى أن لا يصلّي عليه عثمان وأن يصلّي عليه صاحبه عمار بن ياسر. ولمّا توفّي قامت الصفوة من أصحابه بتجهيزه ودفنه ولم يُعلموا عثمان بذلك فلمّا علم غضب وقال : سبقتموني؟!

فردّ عليه عمار : إنه أوصى أن لا تصلّي عليه.

وقال ابن الزبير : لأعرفنّكَ بعد الموتِ تندبُني وفي حياتيَ ما زوّدتني زادي ؛ لقد نقم عليه المعارضون واشتدّوا في معارضته حينما بدّل سنّة الله ؛ فحمل بني اُميّة وآل أبي معيط على رقاب المسلمين وخصّهم بالمناصب العليا في الدولة ووهبهم جميع خيرات البلاد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.