المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

سند أصحاب الاجماع
21-4-2016
الخطبة التي كتبها الامام للمأمون
1-8-2016
عدم التهاون
20-11-2018
لا علاقة بين الشهب وموت أحد أو ولادته
20-7-2017
هرمون النمو Somatotropin
23-2-2020
أبعــاد وأنـواع المؤسـسة الاقتـصاديـة
12/10/2022


خطاب السيدة فاطمة في الكوفة  
  
3964   11:54 صباحاً   التاريخ: 19-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص337-340.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015 3054
التاريخ: 19-3-2016 3383
التاريخ: 18-4-2019 2461
التاريخ: 7-04-2015 3922

انبرت الى الخطابة فاطمة بنت الامام الحسين (عليه السلام) فخطبت ابلغ خطاب واروعه وكانت طفلة فبهر الناس ببلاغتها وفصاحتها وقد أخذت بمجامع القلوب وتركت الناس حيارى قد بلغ بهم الحزن إلى قرار سحيق فقالت : الحمد للّه عدد الرمل والحصى وزنة العرش الى الثرى أحمده وأومن به وأتوكل عليه واشهد أن لا إله الا اللّه وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله , وان اولاده ذبحوا بشط الفرات من غير ذحل ولا تراث , اللهم إني أعوذ بك أن افتري عليك وان اقول عليك خلاف ما أنزلت من اخذ العهود والوصية لعلي بن أبي طالب المغلوب حقه المقتول من غير ذنب في بيت من بيوت اللّه تعالى فيه معشر مسلمة بألسنتهم تعسا لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته حتى قبضه اللّه تعالى إليه محمود النقيبة طيب العريكة معروف المناقب مشهور المذاهب لم تأخذه في اللّه سبحانه لومة لائم ولا عذل عاذل هديته اللهم للاسلام صغيرا وحمدت مناقبه كبيرا ولم يزل ناصحا لك ولرسولك زاهدا في الدنيا غير حريص عليها راغبا في الآخرة مجاهدا لك في سبيلك رضيته فاخترته وهديته الى صراط مستقيم.

أما بعد : يا أهل الكوفة يا أهل المكر والغدر والخيلاء فانا أهل بيت ابتلانا اللّه بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على الأرض في بلاده لعباده اكرمنا اللّه بكرامته وفضلنا بنبيه محمد (صلى الله عليه واله) على كثير ممن خلق اللّه تفضيلا فكذبتمونا وكفرتمونا ورأيتم قتالنا حلالا واموالنا نهبا كأننا أولاد ترك أو كابل كما قتلتم جدنا بالأمس , وسيوفكم تقطر من دمائنا اهل البيت لحقد متقدم قرت لذلك عيونكم وفرحت قلوبكم افتراء على اللّه ومكرا مكرتم واللّه خير الماكرين فلا تدعونكم انفسكم الى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فان ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على اللّه يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم واللّه لا يحب كل مختال فخور , تبا لكم فانظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بعذاب ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخالدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ألا لعنة اللّه على الظالمين , ويلكم أتدرون أية يد طاعتنا منكم واية نفس نزعت الى قتالنا أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا قست قلوبكم وغلظت أكبادكم

وطبع اللّه على افئدتكم وختم على سمعكم وبصركم وسول لكم الشيطان واملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون , تبا لكم يا أهل الكوفة أي تراث لرسول اللّه قبلكم وذحول له لديكم بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي وبنيه وعترته الطيبين الأخيار وافتخر بذلك مفتخركم :

قد قتلنا عليكم وبنيه              بسيوف هندية ورماح

وسبينا نساءهم سبي ترك      ونطحناهم فأي نطاح

بفيك أيها القائل الكثث و الاثلب افتخرت بقتل قوم زكاهم اللّه وطهرهم واذهب عنهم الرجس فاكظم وأقع كما أقعى ابوك فإنّما لكل امرئ ما اكتسب وما قدمت يداه , حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا اللّه تعالى {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21]  {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40] وتحدثت سليلة النبوة والامامة في خطابها العظيم عن أمور بالغة الأهمية وهي :

1 ـ انها عرضت لمحنة جدها الامام امير المؤمنين رائد الحق والعدالة في الأرض وما عاناه من المحن والمصاعب حتى استشهد في بيت من بيوت اللّه ولم يدفع عنه المجتمع الكوفي ولم يقف إلى جانبه وانما تركوه وحده يصارع الاهوال حتى قبضه اللّه إليه وهو جم المناقب محمود النقيبة طيب العريكة قد اصطفاه اللّه وخصه بالفضائل والمواهب.

2 ـ وتحدثت عن محنة أهل البيت بذلك المجتمع فانهم (سلام اللّه عليهم) بحكم قيادتهم الروحية للأمة فانهم مسئولون عن حمايتها ولكن الأمة قد جانبت الحق فسفكت دماءهم وانتهكت حرمتهم فما اجل رزيتهم واعظم بلاءهم.

3 ـ شجبت الاعتداء الصارخ على أهل البيت ووصفت المعتدين القساة بأبشع الصفات ودعت اللّه أن ينزل عليهم نقمته وعذابه الأليم.

وأثر الخطاب تأثيرا بالغا في نفوس المجتمع فقد وجلت منه القلوب وفاضت العيون واندفع الناس ببكاء قائلين : حسبك يا بنة الطاهرين فقد أحرقت قلوبنا وانضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا .

وأمسكت عن الكلام وتركت الجماهير في محنتها وشقائها تصعد الآهات وتبدي الحسرات وتندب حظها التعيس على عظيم ما اقترفت من الاثم.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.