أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
3450
التاريخ: 18-3-2016
4356
التاريخ: 28-7-2022
1541
التاريخ: 3-04-2015
3368
|
يقول المؤرّخون : إنّ مسلم تخوّف مِنْ سفره وتطيّر بعد أنْ أصابه مِن الجهد وموت الدليلين فرفع للإمام رسالة يرجو فيها الاستقالة مِنْ سفارته وهذا نصها : أمّا بعد فإنّي أقبلت مِن المدينة مع دليلين فجازا عن الطريق فضلاّ واشتدّ عليهما العطش فلمْ يلبثا أنْ ماتا وأقبلنا حتّى انتهينا إلى الماء فلمْ ننجُ إلاّ بحشاشة أنفسنا وذلك الماء بمكان يدعى المضيق مِنْ بطن الخبث وقد تطيّرت مِنْ توجّهي هذا فإنْ رأيت أعفيتني مِنه وبعثت غيري والسّلام.
وكتب الإمام الحُسين جواباً لرسالة مسلم ندد فيه بموقفه واتّهمه بالجبن وهذا نصها : أمّا بعد فقد خشيت أنْ لا يكون حمَلَك على الكتاب إليّ في الاستعفاء مِن الوجه الذي وجّهتك له إلاّ الجبن فامضِ لوجهك الذي وجّهتك فيه والسّلام .
أكبر الظنّ أنّ رسالة مسلم مع جواب الإمام مِن الموضوعات ولا نصيب لها مِن الصحة ؛ وذلك لما يلي :
1 ـ إنّ مضيق الخبث الذي بعث منه مسلم رسالته إلى الإمام يقع ما بين مكّة والمدينة حسب ما نصّ عليه الحموي في حين أنّ الرواية تنصّ على أنّه استأجر الدليلين مِنْ يثرب وخرجوا إلى العراق فضلّوا عن الطريق وماتا الدليلان , ومِن الطبيعي أنّ هذه الحادثة وقعت ما بين المدينة والعراق ولمْ تقع ما بين مكّة والمدينة.
2 ـ إنّه لو كان هناك مكان يُدعى بهذا الاسم يقع ما بين يثرب والعراق لمْ يذكره الحموي فإنّ السفر منه إلى مكّة ذهاباً وإياباً يستوعب زماناً يزيد على عشرة أيّام في حين أنّ سفر مسلم مِنْ مكّة إلى العراق قد حدّده المؤرّخون فقالوا : إنّه سافر مِنْ مكّة في اليوم الخامس عشر مِنْ رمضان وقدم إلى الكوفة في اليوم الخامس مِنْ شوال فيكون مجموع سفره عشرين يوماً وهي أسرع مدّة يقطعها المسافر مِنْ مكّة إلى المدينة ؛ فإنّ المسافة بينهما تزيد على ألف وستمئة كيلو متر , وإذا استثنينا مِنْ هذه المدّة سفر رسول مسلم مِنْ ذلك المكان ورجوعه إليه فإنّ مدّة سفره مِنْ مكّة إلى الكوفة تكون أقلّ مِنْ عشرة أيّام ويستحيل عادة قطع تلك المسافة بهذه الفترة مِن الزمن.
3 ـ إنّ الإمام اتّهم مسلماً في رسالته بالجبن وهو يناقض توثيقه له مِنْ أنّه ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل عليهم ومع اتّصافه بهذه الصفات كيف يتّهمه بالجبن؟!
4 ـ إنّ اتّهام مسلم بالجبن يتناقض مع سيرته ؛ فقد أبدى هذا البطل العظيم مِن البسالة والشجاعة النادرة ما يبهر العقول فإنّه حينما انقلبت عليه جموع أهل الكوفة قابلها وحدّه مِنْ دون أنْ يعينه أو يقف إلى جنبه أيّ أحد وقد أشاع في تلك الجيوش المكثّفة القتل ممّا ملأ قلوبهم ذعراً وخوفاً ولمّا جيء به أسيراً إلى ابن زياد لمْ يظهر عليه أيّ ذلّ أو انكسار.
ويقول فيه البلاذري : إنّه أشجع بني عقيل وأرجلهم بل هو أشجع هاشمي عرفه التاريخ بعد أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام).
إنّ هذا الحديث مِن المفتريات الذي وضِعَ للحطّ مِنْ قيمة هذا القائد العظيم الذي هو مِنْ مفاخر الاُمّة العربية والإسلاميّة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|