أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
3586
التاريخ: 19-10-2015
3750
التاريخ: 18-4-2019
2813
التاريخ: 2024-08-17
268
|
لمّا اجتمع الأوس والخزرج في سقيفة بني ساعدة انبرى سعد بن عبادة زعيم الخزرج إلى افتتاح مؤتمرهم وكان مريضاً فلم يتمكّن أن يجهر بكلام وإنما كان يقول ويبلّغ مقالته بعض أقربائه وهذا هو نصّ خطابه : يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست لأحد من العرب.
إنّ محمداً (صلّى الله عليه وآله) لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأنداد والأوثان فما آمن به إلاّ القليل ما كانوا يقدرون على منعه ولا على إعزاز دينه ولا على دفع ضيمٍ حتّى إذا أراد الله بكم الفضيلة ساق إليكم الكرامة وخصّكم بالنعمة ورزقكم الإيمان به وبرسوله والمنع له ولأصحابه والإعزاز له ولدينه والجهاد لأعدائه ؛ فكنتم أشدّ الناس على عدوه حتّى استقامت العرب لأمر الله طوعاً وكرهاً وأعطى البعيد المقادة صاغراً فدانت لرسوله بأسيافكم العرب وتوفّاه الله وهو عنكم راضٍ وبكم قرير العين استبدّوا بهذا الأمر دون الناس فإنه لكم دونهم .
وحفل خطابه بالنقاط التالية :
1 ـ الإشادة بنضال الأنصار وبسالتهم الفذّة في نصرة الإسلام وإعزاز كلمته وقهر القوى المعادية له حتّى استقام أمره وهو عبل الذراع فلهم الفضل الأكبر في نشره وازدهاره فهم الذين حموا النبي (صلّى الله عليه وآله) أيّام محنته وغربته فإذاً هم أولى بالنبي (صلّى الله عليه وآله) وأحقّ بمنصبه من غيرهم ؛ لأن مَن كان عليه العزم فهو أولى بالغنم.
2 ـ التنديد بالأسر القرشية التي ما آمنت بالنبي (صلّى الله عليه وآله) وناهضت رسالته وناجزته الحرب حتّى اضطر إلى الهجرة ليثرب وإنّ مَن آمن به منهم لم يتمكّن أن يحميه ويذبّ عنه وبذلك فلا حقّ لهم في الحكم ولا نصيب لهم في إدارة شؤون الدولة الإسلامية التي أقامها الرسول (صلّى الله عليه وآله) والتي ما قامت إلاّ على سواعد الأنصار وجهادهم.
ومما يؤخذ به على سعد أنّه قد تناسى العترة الطاهرة التي هي عديلة القرآن الكريم فلم يعرض إلى سيّدها الإمام أمير المؤمنين الذي هو باب مدينة علم النبي ومَن هو منه بمنزلة هارون من موسى فقد تجاهله ودعا إلى نفسه وقومه وأوّل سهم سدّد إلى آل البيت (عليهم السّلام) كان من ذلك اليوم الذي تعمّد فيه الأنصار والمهاجرون على الغضّ من كرامة عترة نبيّهم في سبيل الوصول إلى كراسي الحكم والتنعّم بخيرات الدولة ومناصبها , وعلى أيّ حال فإنّ سعداً قد أخطأ إلى حدّ بعيد في تجاهله لحقّ الإمام (عليه السّلام) ولا نرى له أيّ مبرّر في ذلك فقد جرّ للاُمّة الفتن والويلات وألقاها في شرٍّ عظيم فقد انحرفت الخلافة عمّا أرادها الله ورسوله من جعلها في العترة الطاهرة التي هي أحرص ما تكون على الالتزام بحرفية الإسلام وتطبيق شؤونه وأحكامه ؛ وقد لاقى سعد جزاء عمله فإنه لم يكد يستقر الحكم إلى أبي بكر حتّى جهد في ملاحقته وفرض الرقابة عليه حتّى اضطر إلى الهجرة من يثرب إلى أرض الشام فتبعه خالد بن الوليد مع صاحب له فكمنا له ليلاً وطعناه وألقياه في البئر وتحدّثوا أنّ الجن هي التي قتلته ورووا على لسانها شعراً تفتخر فيه بقتله وهو :
نحن قتلنا سيّدَ الخز رجِ سعد بن عبادهْ ورميناه بسهمينِ فلم نُخطئ فؤادهْ
ومن الغريب أنّ سياسة الحكم في تلك العصور قد استخدمت الجن واتخذته في أدواتها وقد آمن بذلك السذّج والبسطاء من غير وعي وإدراك للأهداف السياسية.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|