المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

عقاب الفجّار لا يفنى ولا يبيد لأنه مرقوم مكتوب
24/9/2022
الاعتبارات المهنية الخاصة بدور الحروف في تيسير وتسهيل القراءة- لون الارضية
6/10/2022
Conversation sample 2
2024-04-22
ما هو لوح فاطمة عليها السلام ؟
2024-10-28
Behavior Patterns
البكسل
3-9-2021


من مراحل عملية الشهادة الإدراك  
  
8487   01:18 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : سلطان الشاوي
الكتاب أو المصدر : اصول التحقيق الاجرامي
الجزء والصفحة : ص117-127
القسم : القانون / القانون العام / المجموعة الجنائية / التحقيق الجنائي /

الإدراك هو النشاط العقلي الذي يتضمن استقبال الاحساسات التي تأتي عن طريق أعضاء الحس (العين، الاذن، الأنف، الفم، الجلد) وتحويلها بطريقة آلية الى المراكز العامة في المخ الذي يفسرها ويتعرف عليها في ضوء الخبرة السابقة (1). من المعلوم ان الشاهد يدعى للإدلاء بمعلومات عن واقعة معينة حصل عليها بواسطة إحدى الحواس وخاصة حاستي البصر والسمع، فالمعلومات التي لديه عن واقعة ما، أساسها إدراكه الحسي لهذه الواقعة، وعليه فإن سلامة الإدراك تستلزم بداهة سلامة الحواس ذاتها، اذ ما الحواس إلا أداة الادراك (2). فإذا كان الشاهد مصابا بعاهة او بضعف في بصره او سمعه فإن ادراكه للأشياء سوف لا يكون صحيحا، وبالتالي فإنه يتعذر الاعتماد على الأعمى او ضعيف البصر أو السمع او الذين يعانون من العمى الليلي او عمى الألوان اذا كان موضوع الشهادة متعلقا بهذه الأشياء (3). ويلاحظ بأن صحة الحواس تعني صحة المدركات التي تأتي عن طريقها ذلك لأن العوامل النفسية والاجتماعية والطبيعية تتدخل وتعمل على تحريف المدركات وتشويهها او عدم إدراكها إطلاقا، فقد تنقل العين الصورة الخارجية نقلا صحيحا ولكن معرفة جوهر وماهية هذه الصورة ليس من عملها فتلك عملية عقلية تأتي بعد الإدراك الحسي. بمعنى آخر : ان معرفة كنه الشيء المدرك (نوعه ومعناه وتمييزه من غيره) ليس من عمل العضو الحساس وإنما عملية عقلية تتأثر بالتكوين النفسي والاتجاهات الانفعالية للفرد وما تنطوي عليه نفسه من صراعات شعورية ولا شعورية وما اكتسبه من الخبرات السابقة (4). ومما تجدر ملاحظته في هذا الصدد ان عملية الإدراك عملية انتفائية، لأن اغلب المواقف التي تعرض لنا تشمل عددا لا حصر له من الجوانب والنواحي التي يصعب على الفرد ان يدركها جميعا وإنما يدرك منها جوانب ونواحي معينة في لحظة معينة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان الافراد يختلف بعضهم عن البعض الآخر من حيث ما يدركونه من موقف معين يظهر امامهم، ويعود السبب في ذلك الى الفروق الفردية الموجودة بينهم والتي تجعلهم يعيشون في عوالم مختلفة (5). فعند النظر الى سيدة معينة نجد أن البعض يرى فيها سيدة جميلة  والبعض الآخر لا يراها كذلك او قد يراها الى حد ما قبيحة، وهكذا يختلف ادراك السيدة تبعا لاختلاف الافراد (6).

العوامل المؤثرة في الادراك :

يتأثر الادراك بنوعين من العوامل : فهي اما ذاتية (شخصية) أو طبيعية (خارجية) (7).

العوامل الذاتية :

ويقصد بها تلك العوامل التي تعود الى الفرد نفسه أي الى ما لديه من دوافع وميول واهتمامات واتجاهات نفسية وعادات وعقائد، ومن هذه العوامل ما يلي :

1-الحاجة العضوية :

ان الحاجة العضوية (الجوع والعطش والرغبة الجنسية .. إلخ) تشوه الإدراك اذ تجعله يتجه نحو الموضوعات والاشياء والأشخاص التي يستطيع عن طريقها ان يشبع تلك الحاجات.

2-الحالة المزاجية:

ان الحالة المزاجية الوقتية التي يعيشها الفرد تؤكد كثيرا في ادراكه للعالم الخارجي الذي يحيطه به، فقد كلف احد الباحثين بضعة أشخاص وصف صورة معينة وهم في حالات مزاجية مختلفة من الرضا والسخط والقلق، وكانت الصورة تمثل أربعة من التلاميذ يجلسون في الشمس ويستمعون الى الراديو فجاءت الأوصاف مختلفة باختلاف الحالات المزاجية لأصحابها. فقال احدهم وهو في حالة الرضا : ان التلاميذ في حالة استهجام تام يستعمون الى الموسيقى ولا يفكرون في شيء، وقال القلق : انهم يحاولون المذاكرة ولكن لا يستطيعون. وقال الساخط : انهم يستمعون الى مبارة في كرة القدم ويبدو ان فريق احدهم قد خسر المبارة. وهكذا فغن الحالة المزاجية تؤثر في الادراك فتختار من المنبهات ما يلائمها (8).

3-الألفة والاعتياد :

ان الألفة والاعتياد تسهل وتساعد عملية الادراك، فرؤية شخص اعتدنا ان نراه بين جماعة من الأشخاص لا نعرفهم سابقا يسهل إدراكه ويبرز في المجال الادراكي عن الاخرين . ويقال نفس الشيء بالنسبة لحاسة السمع، فالنغمة او الصوت المألوف يسهل ادراكه وسط أصوات غير منتظمة او غير مألوفة.

4-التكوين الفكري للفرد :

تلعب ثقافة الفرد وتقاليده دورا كبيرا في ادراكه للعالم الخارجي الذي يحيطه به، فالمهندس يرى في البناء غير ما يراه الفنان النحات، والفرد الريفي يرى في فتاة المدينة التي تكشف عن وجهها وساقيها غير ما يرى ابن المدينة .. إلخ.

5-الحاجات :

لوحظ بأن الحاجة تؤثر على ادراك الفرد للأشياء وخاصة اذا كان لهذه الأشياء قيمة اجتماعية معينة ، فقد عرض احد الباحثين على مجموعتين من الأطفال احداهما غنية والاخرى فقيرة قطعا من العملة يزداد حجمها بازدياد قيمتها ثم طلب من الأطفال بواسطة جهاز خاص ان يوسعوا او يضيقوا فتحة دائرية مضاءة بحيث تكون مساحة الدائرة مساوية في تقدير الطفل لمساحة كل عملة عرضت عليه، فكانت النتائج مبالغة في التقدير بالنسبة للأطفال بينما كانت أقرب الى الواقع عند الأطفال الأغبياء مما يدل على تأثر إدراك الأطفال الفقراء بحاجتهم الى النقود اكثر منه لدى الأغنياء (10).

6-الايحاء :

يحد الايحاء او الاستهواء (11) مجالا لنشاطه في الادراكه كلها قصر الانتباه في جلاء الصورة العقلية واستكمالها، فيتدخل لتوضيح هذه الصورة وملء فراغها على أساس الوهم لا الواقع، فالإيحاء يؤدي التوهم. ومن أهم الظواهر التي توضح عمل الايحاء هي : الادراك الاجمالي، الادراك التوقعي، والادراك الانفعالي (12).

7-الادراك الاجمالي :

من المتفق عليه ان ندرك الموضوع الخارجي في مجموعة قبل ان ندرك جزئياته، فاذا لم ينسحب الانتباه الى هذه الجزئيات فان الصورة تكون ناقصة مما يؤدي الى تكملتها عن طريق الايحاء بجزئيات متوهمة، فالشخص الذي يصادف وجوده في ساحة الجريمة لا يشاهد من الواقعة الا مظهرها الخارجي العالم دون الانتباه الى الدقائق والجزئيات، فاذا ما حضر أمام المحقق وطلب منه بيان التفاصيل، فانه سوف يذكر تفاصيلا من عندياته توهم بإدراكها، وبذلك يقوم بملء الفراغات التي في ذاكرته من عندياته بدافع الادراك الاجمالي (13).

الادراك التوقعي :

يرى الإنسان ويسمع في كثير من الأحيان ما يتوقع ان يراه وان يسمعه. فاذا كان احدهم ينتظر مجيء صديق له لزيارته فيعتقد انه وصل في أول طرقة على الباب، فالانسان في كثير من الأحيان يدرك نتيجة لتاثيره بالايحاء لا الواقع الخارجي بل ما يتوقعه هو نفسه من الواقع.

الإدراك الانفعالي :

تجعل الانفعالات النفسية الإنسان معرضا للإيحاء الذي يشوه الإدراك في كثير من الأحيان، فالانسان قد يرى أشياء ويسمع أصواتا تتفق مع ما يشعر به من خوف بالرغم من عدم وجودها في الواقع فقد يشهد الخائف على ان اللص كان يحمل مسدسا في يده في حين أنه كان يحمل علبة مستطيلة. وعليه يجب على المحقق ان يتعرف على حالة الشاهد النفسية والجسمية وسنه (ذكر او انثى) اذ ان هذه الأمور تساعد على الخوف الذي يؤدي الى الوهم الذي يعطي بدوره صورة للأشياء هي غير صورتها الحقيقية (14).

هذا ومما يلاحظ بأن هناك من العوامل التي من شانها ان تزيد من قابلية الفرد على الايحاء ومن هذه العوامل : الطفولة، الشيخوخة المرض الجسمي، التعب، الحالة الانفعالية، الميول الشخصية، الجهل، الأسئلة الإيحائية (15) والجماعة التي ينتمي اليها الفرد يلاحظ من جميع ما تقدم ان الشاهد يدرك الواقعة التي تحصل امامه من خلال شخصيته ولهذا فان نفس الواقعة تدرك من قبل شخص آخر بشكل مختلف، ويعود السبب في ذلك الى الفروق الفردية الموجودة بينهما، اذ ان كل فرد عالم خاص قائم بذاته، فهو حصيلة التفاعل المستمر بين امكانياته البايولوجية بما في ذ2لك الدماغ وبين مجموعة التجارب التي يتعرض لها في حياته، وهذا التفاعل عملية مستمرة ومتواصلة تبدأ منذ تكوين الجنين ولا تنتهي الا بانتهاء الحياة، ولما كانت الإمكانيات البايولوجية لأي فرد آخر، فان إمكانية التساوي بين الناس في حصيلة هذا التفاعل بين الفرد امر متعذر الوقوع (16). ان عملية التفاعل بين الفرد ومحيطه تعطي الفرد تجربة عقلية وحياتية خاصة في حدودها وطبيعتها وهذه التجربة لا يمكن ان تتماثل بين فصردين تماثلا تاما مهما اشتدت قرابتهما وتساوت ظروفهما، حتى الفرد فقلما تتساوى تجربته العقلية في ظروف متماثلة في زمنين متباعدين. وكلما زادت الاختلافات بين الشخصين في الجوانب التي أشرنا اليها كلما اختلفت نظراتهما عن العالم المحيط بهما واذا كان الاختلاف بينهما كبيرا فقد يختلفان في رايهما عن ذلك العالم ويعيشان في عالمين مختلفين تمام الاختلاف (17).

حوله او يقال. وقد أ<رى العلماء تجارب عديدة في هذا الصدد، فقام اثنان من العلماء الروس يعرض صورة كبيرة على مجموعة تتألف من (66) شخصا وطلبا إليهم النظر فيها لمدة (15) ثانية ثم أبعدت الصورة وكلف الأشخاص بأن يكتبوا ما يتذكرونه من تفاصيل، ثم سمح لهم إلان آرائهم حول هذه التفاصيل ثم كلفوا مرة ثانية ما استقر عليه كل منهم فيما يتعلق بهذه التفاصيل، وكانت النتيجة كالآتي : قبل الاعلان : تذكر الافراد عددا اكبر نسبيا من التفاصيل. وهكذا يتبين بأن الإنسان تزداد قابليته للإيحاء متأثرا برأي غيره من الناس سواء كان فرداً ام جماعة وتزداد هذه القابلية اكثر اذا كان المصدر التأثير شخصاً او جماعة على جانب معروف من العلم والخبرة والسمعة والمكانة،  ففي علية الادراك تدخل شخصية الفرد بأجمعها بقيمة وبحاجاته سواء كانت جسدية او نفسية، وهذا كله من شأنه ان يؤدي الى تحريف الحقيقة الموضوعية بصورة ملحوظة جدا، ولهذا قيل بأن الاصل في الشهادة الخطأ والاستثناء هو الصواب (18). ومن جميع ما تقدم فإن معرفة شخصية الشاهد تصبح مسألة جوهرية اذ انها توضح الطريق لتكوين فكرة عن حقيقة شهادته، ولذلك يجب دراسة شخصية الشاهد (بقدر الإمكانيات العلمية والنفسية المتوفرة) حتى يمكن تقديرها من حيث الصدق او الكذب او الخطأ (19).

العوامل الخارجية (الطبيعية) :

لا تتأثر عملية الإدراك بالعوامل الذاتية فحسب بل ان هناك عوامل خارجية (الضوء والمسافة والحركة ... الخ) تؤثر تأثيرا كبيرا في تكوين الإدراك وبالتالي في صحة الشهادة. فمن بين العوامل الطبيعية التي لها أهمية بالغة في الشهادة، هي الرؤيا في الليل. فالرؤيا الليلية تكون ضعيفة جدا حتى ولو كان القمر بدرا والسماء صحوا فان المسافة القصوى للرؤيا تصل بين 10-11 متراً. هذا ويلاحظ بان تشخيص الألوان يفقد دقته عندما تكون الإضافة ضعيفة (20). أما إدراك الزمن او المسافة او السرعة او العدد فإنه لا يخضع للحقيقة الموضوعية بل لتقدير الشاهد الشخصية. لذلك يجب على المحقق ان يختبر أقوال الشاهد بدقة ولا مانع من أن يجرى عليه بعض الاختبارات. فقد دلت التجارب وبينت على ان الحوادث التي مر عليها زمن طويل جداً (من ستة سنوات الى عشرين سنة) تقل التقديرات الخاصة بها عن الواقع في الغالب، ومن جهة اخرى فان الزمن القصير جدا الذي لم يمر عليه الا ساعات او دقائق يقدر بأكثر من الواقع، فقد يقول الشاهد مثلا، قد مر على الحادث خمس ساعات في حين انه لم تمر الا ثلاث ساعات فقط. كذلك الحال بالنسبة للسرعة (التي تتركب من الزمن والمسافة) فإنها غالبا ما تنتج تقديرات خاطئة، ويلاحظ بأن تقدير السرعة يلعب دورا مهما في حوادث المرور، ولتقدير السرعة في مثل هذه الحوادث اما ان تجرى عملية المعاينة على الطبيعة ويكتفى بمجمل أقوال الشهود على ان تتأيد بالآثار المادية كطول اثر الموقفات على الارض او شدة الاصطدام ... إلخ (21). ويلاحظ بأن لشدة الصوت او ضعفه واتجاهه، وبعد اصله او قرابه وحالة الزمان والمكان والجو (سكون الهواء او عدمه، اتجاه الريح (22)، والرطوبة، والبرودة، والحرارة) كلها عوامل تتأثر بها حاسة السمع. وقد يخطئ الشاهد في تعيين الجهة التي انبعث منها الصوت، وفي تقدير المسافة التي صدر منها. ويتعذر في الواقع تحديد المسافة بين الموضع الذي صدر منه الصوت والمكان الذي سمع منه، وخاصة اذا كان الصوت غير معروف من قبل السامع، او كانت حاسة السمع ضعيفة عنده، ولهذا يجب على المحقق ان يكون حذرا في تقدير قيمة أقوال الشاهد اذا تعلقت بهذه النواحي (23).

علاقة الإدراك بالانتباه :

من الواضع بأن هناك علاقة وثيقة بين الادراك والانتباه، فنحن ندرك فقط ذلك الشيء الذي نركز عليه انتباهنا، ومن جميع الاشياء التي تحيط بنا فنحن نركز على تلك الاشياء التي تظهر لنا أكثر اهمية، او التي نعرفها احسن، او التي لنوعيتها الذاتية تفرض نفسها على انتباهنا، اما الاشياء الباقية فإنها تدرك بطريقة غير دقيقة وبالتالي لا تترك أي أثر فينا. وعليه فاذا استجوبنا عددا من الشهود حول واقعة معينة بشكل دقيق فقد نحصل منهم على اشياء مختلفة تختلف باختلاف درجة تركيز انتباه كل منهم، فقد يعطينا احدهم معلومات مفصلة عن ملابس المتهم بينما يوضح لنا آخر ملامح وجه المتهم بصورة دقيقة.. وهكذا. ويلاحظ في هذا الصدد بأن تركيز الانتباه على عنصر واحد فقط من مشهد معقد يؤدي الى اهمال كل العناصر الاخرى التي يتألف منها المشهد وبالتالي على ادراكها بصورة مشوشة، إذ أنه من غير الممكن عمليا تركيز الانتباه على اشياء مختلفة في آن واحد (24). واستنادا لما تقدم يتضح لنا مدى الخطأ الذي نقع فيه عندما تفترض ابتداء (بأن الفرد يستطيع ان يكون معرفة واضحة لكل او تقريبا لكل الاشياء التي تكون المشهد الذي يحضره)، ان هذا الافتراض لا يقوم على أساس علمي، ذلك أننا نجد انفسنا في كثير من الاحيان منقادين بصورة لا شعورية لان نركز انتباهنا على اشياء صغيرة من الشيء موضوع الرؤيا اكثر من الاشياء الاخرى او قد نحذفها بصورة كلية (25). هذا وان الانتباه يتحول من موضوع الى آخر تبعا لعوامل خارجية (محيطية) وذلك كشدة الحافز وحجمه وحركته وتكراره او تبعا لعوامل داخلية تعود الى الفرد نفسه كالحاجة والمصلحة والتفضيل والتوقعات الشخصية.

اضطرابات الادراك :

ان اهم الاضطرابات التي تطرأ على الادراك هي الاوهام اولا والهلاوس ثانيا.

الأوهام : الوهم خطأ إدراكي يشترك فيه الجميع، ويمكن تعريفه بأنه تغيير شخصي لشيء موضوعي ولتوضيح ذلك نسوق المثل التالي : شخص خائف يسير ليلا في شارع اضاءته قليلة وعلى جانبيه بعض اشجار النخيل سوف يدرك بسهولة ان ظل سعفة النخلة كما لو كان شخصا يحاول ان يهجم عليه، فالحافز هنا موجود (ظل السعفة) ولكن إدراكه قد شوه من قبل الشخص وتحدث الأوهام عادة نتيجة لحالات التعب والاعياء والمرض.

الهلاوس : الهلوسة خطأ إدراكي أقوى من الوهم، يصل احياناً إلى إدراك بدون موضوع، يدرك الفرد المصاب بالهلوسة حوافز غير موجود إطلاقا، كان يدرك اشياء سمعية او بصرية او غيرها مع عدم وجودها في الواقع. هذا بخلاف الأوهام اذ ان الحافز يكون موجودا ولكن إدراكه يشوه، وهلاوس تحدث في حالات التسمم بالكحول والمخدرات واثناء التنويم المغناطيسي وفي حالات النعاس، كما تحدث لدى غالبية مرضى العقل.

______________________________

1-ومما تجدر ملاحظته بان الادراك ظاهرة نفسية معقدة بحيث يصعب تحليله ولا تزال معرفتنا عنه غير كاملة بالرغم من أهميته الكبيرة جداً، حيث انه يكون الحلقة الأولى في سلسلة العمليات النفسية التي تضع الفرد في اتصال دائم ومستمر مع العالم الذي يحيط به، فهو يبين للفرد طبيعة هذا العالم والأخطار التي قد يتعرض لها منه ويسمح له في حدود كبيرة تغيير ردود فعله تجاه هذه الاخطار.

2-انظر أحمد محمد خليفة، المرجع السابق، ص80.

3-انظر سعد المغربي، مذكرات في علم النفس العام وعلم النفس الجنائي، ص90، حدث مرة ان ادعى سائق احدى السيارات العامة ان قرويا تعرض له وضربه بعصا غليظة على كتفه على مرأى من راكب كان يجلس في السيارة. ولما سال هذا الراكب عن حقيقة الأمر أكد انه شاهد القروي ينهال بعصاه على سائق السيارة الذي كان قد أوقف سيارته ليوبخ القروي على سيره في وسط الطريق. ولكن الفحص الطبي اظهر ان لا اثر للضرب على كتف السائق الذي اعترف فيما بعد انه اختلق قصة الضرب بالعصا نكاية بالقروي، ان هذه الحادثة تبين لنا ان ضعف بصر الشاهد جعله يجيب على أسئلة المحقق اجوبة مبهة مبنية على التصورات الشخصية. انظر فؤاد أبو الخير وابراهيم غازي، المرجع السابق، ص340.

4-انظر احمد خليفة، المرجع السابق، ص9. سعد المغربي، المرجع السابق ص91.

5-ليس هناك اثنان متشابهان تماما في النواحي الجسمية وفيما حدث في حياة كل منهما من أحداث وخبرات، ولا في قدرتها على التلعيم، ولا في اهتماماتهما الفردية، ومما لا شك فيه ان لهذه الفروق اثرا في تفسير الفرد للمعلومات التي تنقلها إليه حواسه، وفي اسلوبه في تجميع المعلومات في صورة معينة من عالمه الخارجي. انظر وليم ن. ماك بين دونالد، ك. جونسن، علم النفس يعرفك بنفسك، ترجمة الدكتور عثمان لبيب فراج، القاهرة 1968، ص52.

6-ان أول تجربة أجريت لاختبار قوة ادراك الشهود كانت في معهد العلوم الجنائية ببرلين (1901- 1902) فقد أحضر الاستاذ ليزت بعض الأشخاص ووضعهم بين طلبة المعهد وفي أثناء المحاضرة قامت مناقشة بين احدهم وبين المحاضر فرد شخص آخر بعبارة تهكمية وسرعان ما توالت العبارات الجارحة والسب وعندئذ أخرج شخص ثالث مسدسه وأطلقه في الهواء، وبعد ان أوقف المحاضر محاضرته واختار عشرة من تلامذته وطلب من خمسة منهم الادلاء لشهاداتهم شفوية في محضر قام هو بتحريره وطلب من الخمسة الآخرين كتابة شهاداتهم في أوراق جمعها منهم. وكانت النتيجة انهم جميعا استطاعوا الادلاء بالوقائع صحيحة ولكن الاخطاء كثرت في إسناد هذه الوقائع الى الأشخاص الذين قاموا بها، فقد اخطأ ستة في اسناد عبارة التهكم الى قائلها، كما اخطأ واحد في الشخص الذي أطلق المسدس. انظر محمود التوني، المرجع السابق، ص317.

7-في العوامل المؤثرة في الادراك، انظر سعد المغربي، المرجع السابق ص91 – 92. احمد محمد خليفة المرجع السابق، ص10-12 أحمد فؤاد عبد المجيد، المرجع السابق، ص264 – 273. فؤاد أبو الخير وإبراهيم غازي، المرجع السابق، ص335-340.

Hans Gross. Op. cit. pp. 36 – 44 – F . terracuti, op. cit. pp. 106 – 109.

8-انظر سعد المغربي، المرجع السابق، ص92.

9-انظر سعد المغربي، المرجع السابق، ص92.

10-ويمكن تعريف الايحاء بانه الحالة التي يكون فيها الفرد مستعدا لتقبل موضوع معين او فكرة معينة مع عدم وجود الأسباب المنطقية لتقبلها. انظر سعد المغربي، المرجع السابق، ص96.

11-انظر احمد محمد خليفة، المرجع السابق، ص11.

12-وذلك سبب مرور القارئ على بعض الاخطاء المطبعية دون ان ينتبه اليها اذ انه يقرأ الكلمات قراءة اجمالية دون ان يمر بحروفها حرفا فيتوهم صحة الأحرف الخاطئة.

13-حدث مرة أن اصطدم قطاران ببعض وكان من بين الركاب شخص سليم الجسم والعقل شهد بأنه رأى اكثر من مائة راس منفصلة عن أجسام اصحابها في حين انه لم يكن هناك إلا قتيل واحد وخمسة جرحى، انظر محمود حسن، المرجع السابق، ص183.

14-قد لا يكون الايحاء بصيغة السؤال فقط وإنما بطريقة توجيه السؤال على بعض الكلمات ونبرة الصوت وملامح الوجه، ان كل ذلك او بعضه قد يؤدي الى جعل السؤال ايحائيا. وتلعب الأسئلة الإيحائية دورا مهما بالنسبة للشهود الصغار، لذلك يرى العلماء المختصون فيس التحقيق في حالة استجواب الصغار يستحسن الاستعانة بأحد خبراء علم النفس او بأشخاص مثقفين ثقافة تربوية كالباحثات الاجتماعية مثلا.

15-ان وجود الفرد ضمن جماعة معينة من شأنه ان يضعف قواه العقلية ويجعله أكثر تاثيرها وتقبلاً لما يجري

16-انظر علي كمال، النفس وانفعالاتها، وأمراضها وعلاجها، الطبعة الأولى بغداد، 1967، ص81.

17-انظر وليام ن. ماك بين ورونالدك. جونسن، المرجع السابق، ص520.

18-القول بأن الشهادة نادرا ما تطابق الحقيقة الموضوعية لا يعني ان الشهادة لا قيمة لها وإنما المقصود من ذلك هو تحذير المحقق من الاعتماد كليا على الشهادة التي تصدر من الشاهد حسن النية، انظر كامل أحمد ثابت، المرجع السابق، ص128.

19-انظر محمود التوني، المرجع السابق، ص322.

20-انظر. F.Ferracuti, op. cit. P. 107

21-انظر محمود التوني، المرجع السابق، 322.

22-فقد تحصل حادثة يستغيث المجني عليه فيسمعه البعيد ولا يسمعه القريب وذلك لاختلاف اتجاه هبوب الريح فتختلف نتيجة لذلك شهاداتهم في الحادثة انظر احمد فؤاد عبد المجيد، المرجع السابق، ص270.

23-انظر فؤاد ابو الخير وابراهيم غازي، المرجع السابق، ص337.

24-انظر F.Ferracuti, op. cit. P. 34

25-ان معظم بل جميع اخطاء الادراك تعود الى عدم اتجاه الانتباه او عدم كفايته فقد حصل مرة ان كان احد الاشخاص ينتظر خروج الطالبات من مدرستهن فإذا به يرى رجل وقد أخرج أعضاؤه التناسلية امامهن فانزعج وأسرع يبلغ الحارس وعندما عاد رأى الرجل يسرع الخطى مبتعدا فأمسك به وأصر على أنه الفاعل. ولما لم تكن هناك سوى هذه الشهادة وحدها في القضية فقد استعان القاضي بأحد خبراء علم النفس الذي بين هذه الحالة خطأ في الشهادة اذ ان الشاهد عندما فوجيء بالواقعة كان انتباهه الى الاعضاء التناسلية للرجل دون ان ينتبه الى مظهره وملامحه فلما رأى رجلاً بعد الواقعة مباشرة يوسع الخطى اعتقد متوهماً بأنه هو. انظر احمد محمد خليفة، المرجع السابق، هامش ص10.

 




هو قانون متميز يطبق على الاشخاص الخاصة التي ترتبط بينهما علاقات ذات طابع دولي فالقانون الدولي الخاص هو قانون متميز ،وتميزه ينبع من أنه لا يعالج سوى المشاكل المترتبة على الطابع الدولي لتلك العلاقة تاركا تنظيمها الموضوعي لأحد الدول التي ترتبط بها وهو قانون يطبق على الاشخاص الخاصة ،وهذا ما يميزه عن القانون الدولي العام الذي يطبق على الدول والمنظمات الدولية. وهؤلاء الاشخاص يرتبطون فيما بينهم بعلاقة ذات طابع دولي . والعلاقة ذات الطابع الدولي هي العلاقة التي ترتبط من خلال عناصرها بأكثر من دولة ،وبالتالي بأكثر من نظام قانوني .فعلى سبيل المثال عقد الزواج المبرم بين عراقي وفرنسية هو علاقة ذات طابع دولي لأنها ترتبط بالعراق عن طريق جنسية الزوج، وبدولة فرنسا عن طريق جنسية الزوجة.





هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم كيفية مباشرة السلطة التنفيذية في الدولة لوظيفتها الادارية وهو ينظم العديد من المسائل كتشكيل الجهاز الاداري للدولة (الوزارات والمصالح الحكومية) وينظم علاقة الحكومة المركزية بالإدارات والهيآت الاقليمية (كالمحافظات والمجالس البلدية) كما انه يبين كيفية الفصل في المنازعات التي تنشأ بين الدولة وبين الافراد وجهة القضاء التي تختص بها .



وهو مجموعة القواعد القانونية التي تتضمن تعريف الأفعال المجرّمة وتقسيمها لمخالفات وجنح وجرائم ووضع العقوبات المفروضة على الأفراد في حال مخالفتهم للقوانين والأنظمة والأخلاق والآداب العامة. ويتبع هذا القانون قانون الإجراءات الجزائية الذي ينظم كيفية البدء بالدعوى العامة وطرق التحقيق الشُرطي والقضائي لمعرفة الجناة واتهامهم وضمان حقوق الدفاع عن المتهمين بكل مراحل التحقيق والحكم , وينقسم الى قسمين عام وخاص .
القسم العام يتناول تحديد الاركان العامة للجريمة وتقسيماتها الى جنايات وجنح ومخالفات وكما يتناول العقوبة وكيفية توقيعها وحالات تعددها وسقوطها والتخفيف او الاعفاء منها . القسم الخاص يتناول كل جريمة على حدة مبيناً العقاب المقرر لها .