أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
209
التاريخ: 3-04-2015
3494
التاريخ: 7-04-2015
3478
التاريخ: 7-04-2015
3715
|
تخدرت جماهير الكوفة تحت ضغط هائل من الارهاب والعنف حتى تغيرت الأوضاع العامة تغيرا كليا فلم تعد الكوفة كما كانت مسرحا للتيارات السياسية ومركزا للجبهة المعارضة فقد قبعت بالذل والهوان وسرت في اوردتها اوبثة الخوف , من يستطيع ان يتكلم والجو ملبد بالمخاوف فرأس زعيم الأمة وقائدها الأعلى على الحراب وعقائل الرسالة سبايا في المصر فلم يعد في مقدور اي احد ان يتلفظ بحرف واحد فكمت الأفواه واخرست الألسن وملئت السجون بالرؤوس والضروس واستسلم الجميع لحكم ابن مرجانة وقد جاء الطاغية مزهوا الى الجامع الأعظم حيث عقد فيه اجتماعا عاما حضرته القوات المسلحة وسائر ابناء الشعب فاعتلى المنبر مظهرا فرحته الكبرى بهذا النصر الكاذب فقال : الحمد للّه الذي اظهر الحق وأهله ونصر امير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي وشيعته.
لقد قال هذه الكلمات في مجتمع عرف عدل علي وصدقه وخبر سيرة ولده الامام الحسين فرآها مشرقة بالحق والصدق ولو قال ذلك في الشام أو في اقليم آخر لعل له وجها الا انه قال ذلك في الكوفة التي هي عاصمة اهل البيت , ولم يتم الخبيث كلماته حتى انبرى إليه البطل الثائر عبد اللّه ابن عفيف الأزدي الغامدي وكان ضريرا ذهبت احدى عينيه يوم الجمل والأخرى بصفين مع الامام امير المؤمنين وكان لا يفارق المسجد يتعبد فيه فصاح فيه : يا ابن مرجانة الكذاب ابن الكذاب أنت وابوك والذي ولاك وابوه يا بن مرجانة أتقتلون أولاد النبيين وتتكلمون بكلام الصديقين وطاش لب الطاغية فقد كانت هذه الكلمات كالصاعقة على رأسه فصاح بأعلى صوته كالكلب المسعور : من هذا المتكلم.
- أنا المتكلم يا عدو اللّه أتقتلون الذرية الطاهرة التي اذهب اللّه عنهم الرجس وتزعم انك على دين الاسلام وا غوثاه اين أولاد المهاجرين والانصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمد رسول رب العالمين.
وتبدد جبروت الطاغية وذهبت نشوة افراحه وعلا الضجيج وتتطلع الناس من جميع جنبات المسجد لتنظر الى القائل الذي ترجم ما في عواطفهم فقد كانت هذه الصيحة اول رد علني على السلطة في قتلها لريحانة الرسول ؛ وصاح ابن زياد بعنف وقد امتلأ غضبا علي به , فبادرت إليه الجلاوزة لتختطفه فنادى ابن عفيف بشعار اسرته : يا مبرور , وكان في المجالس من الأزد سبع مائة فوثبوا إليه وانقذوه من ايدي الجلاوزة وجاءوا به الى منزله وقال له عبد الرحمن بن مخنف الأزدي منددا به : ويح غيرك لقد اهلكت نفسك وعشيرتك , والتاع ابن زياد واضطرب فقد فتح عليه عبد اللّه باب المعارضة واطاح بهيبة الحكم ثم نزل من المنبر مغضبا ودخل القصر وتسابق الاشراف والعرفاء إليه فقال : أما رأيتم ما صنع هؤلاء.
- نعم ؛ واصدر اوامره الى اهل اليمن والى من كان معه بالقاء القبض على ابن عفيف واشار عليه عمرو بن الحجاج بحبس كل من كان في المسجد من الأزد فحبسوا ثم التحم اهل اليمن مع الأزد التحاما شديدا وجرت بينهم اعنف المعارك فقال ابن زياد لبعض شرطه انطلق وانظر ما بينهم فخف إليهم فرأى الحرب قائمة فقالوا له : قل للأمير : إنك لم تبعثنا الى نبط الجزيرة ولا جرامقة الموصل انما بعثتنا الى الأزد اسود الأجم ليسوا بيضة تحس ولا حرملة توطأ .
وقتل من الأزد عبد اللّه بن حوزة الوالبي ومحمد بن حبيب وكثرت القتلى من الجانبين الا ان اليمانية قد قويت على الأزد فصاروا الى حصن في ظهر دار ابن عفيف فكسروه واقتحموه وهجموا عليه فبقى وحده فناولته ابنته سيفا فجعل يذب به عن نفسه وهو يرتجز ويقول :
انا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر عفيف شيخي وابن أم عامر
كم دارع من جمعكم وحاسر وبطل جندلته مغاور
وكانت ابنته تخاطبه بذرب روحها قائلة : ليتني كنت رجلا اذب بين يديك هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة , واخذت ابنته تدله على المحاربين له فتقول له : يا ابت اتاك القوم من جهة كذا وتكاثروا عليه واحاطوا به من كل جانب فألقوا القبض عليه وانطلقوا به الى ابن زياد وهو يقول في طريقه : أقسم لو يفسح لي عن بصري شق عليكم موردي ومصدري ؛ ولما مثل بين يدي الطاغية اسرع الخبيث إليه قائلا : الحمد للّه الذي أخزاك ؛ فاجابه ابن عفيف ساخرا منه ومحتقرا له : بما ذا اخزاني؟
واراد ابن مرجانة ان يستحل دمه فسأله عن عثمان لعله أن ينتقصه فيتخذ من ذلك وسيلة الى اباحة دمه فقال له : ما تقول في عثمان؟
وسدد له البطل العظيم سهاما من منطقه الفياض فقال له : ما أنت وعثمان أساء أم احسن اصلح أم افسد ان اللّه تعالى ولي خلقه يقضي بينهم وبين عثمان بالعدل والحق ولكن سلني عن أبيك وعنك وعن يزيد وأبيه ؛ ورأى الطاغية أنه امام بطل صعب المراس فقال له : لا سألتك عن شيء او تذوق الموت غصة بعد غصة ؛ وانبرى إليه ابن عفيف قائلا : الحمد للّه رب العالمين أما اني كنت اسأل ربي أن يرزقني الشهادة من قبل ان تلدك امك وسألت اللّه ان يجعلها على يدي العن خلقه وابغضهم إليه ولما كف بصري يئست من الشهادة أما الآن والحمد للّه الذي رزقنيها بعد اليأس وعرفني الاجابة في قديم دعائي , والتاع الخبيث فأمر جلاديه بضرب عنقه وصلبه بالسبخة ففعلوا ذلك , وانتهت حياة هذا البطل العظيم الذي وهب حياته للّه فقاوم المنكر وناهض الجور وقال كلمة الحق في احلك الظروف وأقساها.
كان ابن معقل من المشتركين في ثورة ابن عفيف فجيء به مخفورا الى ابن زياد فاصدر امرا بالعفو عنه وقال له : قد تركناك لابن عمك سفين بن عوف فانه خير منك .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|