المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

السقيفة بداية الغدر والطعن بالاسلام
10-4-2016
لا يملك الله لنفسه ضراً ولا نفعاً إلا بمشيئة الله
3-12-2015
معنى كلمة وعظ‌
14-2-2016
من ألفاظ المدح المطلق عند الرجاليّين وأسبابه
18/10/2022
طواف الوداع سبعة أشواط كغيره.
27-4-2016
Gabriel Lamé
19-7-2016


الرازي المؤرخ  
  
4184   10:56 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص130-131
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2021 2968
التاريخ: 26-1-2016 3505
التاريخ: 25-06-2015 2127
التاريخ: 24-06-2015 2146

هو محمّد بن موسى بن (بشير بن جنّاد بن لقيط الكنانيّ) الرازيّ من أهل الريّ (خراسان- فارس) كان يفد من المشرق على أمراء بني أميّة في الأندلس متّجرا بالحليّ و العقاقير و سواها من عروض التجارة الثمينة. و يبدو أنّه استقرّ في الأندلس سنة 249(864 م) فسكن قرطبة و نال حظوة عند الأمير محمّد (٢٣٨-٢٧٣ ه‍) فانتدبه الأمير محمّد للإصلاح بين العرب و المولّدين (المسلمين من أصل إسبانيّ) ، بنواحي غرناطة، في سنة ٢٧٣. و قد توفّي الرازيّ في إلبيرة بعد رجوعه من هذه الرحلة، في ربيع الثاني ٢٧٣(أيلول- سبتمبر 886 م) (1) ، في أيام الأمير المنذر الذي جاء إلى الإمارة في صفر من سنة 273(تمّوز-يوليو 886 م) . 
كان الرازيّ هذا متفنّنا في عدد من العلوم و كان مؤرّخا ألّف «كتاب الرايات» (2) ذكر فيه دخول العرب إلى الأندلس على راياتهم (أي بحسب قبائلهم و بحسب البعوث التي جاءوا فيها جيشا بعد جيش) . و كتاب الرايات ضائع، و لكنّنا نجد نتفا منه في عدد من كتب التاريخ. 
______________________
1) في نفح الطيب (٣:١١١) أن محمّد بن موسى الرازي توفّي في ربيع الآخر من سنة ٢٧٣. و قد ذكر ابن الفرضي أن مولد ابنه أحمد كان في ذي الحجّة من سنة 274، و نقل ذلك عنه السيوطي في بغية الوعاة (ص 168) و أنخل جنثالث بالنثيا (تاريخ الفكر الأندلسي ١٩٧) . و هذا محال لأنّه يجعل وفاة أحمد بعد مولد أبيه بعشرين شهرا. و لو أننا قبلنا من جنثالث بالنثيا أن تكون وفاة محمّد في ٢٧٣ ه‍/886 م مع الإصرار على مولد ابنه أحمد في ذي الحجّة من 274 لظلّ الفرق بين وفاة الوالد و مولد ابنه أكثر من عام. و المخرج: إمّا أن تكون وفاة الوالد في سنة 274 ه‍ أو يكون مولد الابن في سنة ٢٧٣ ه‍. 
2) المقصود بالرايات: الرايات التي كانت تحملها القبائل العربية التي دخلت إلى الأندلس (عدد القبائل التي دخلت الأندلس في زمن الفتح) : رايتان لموسى بن نصير: عقد له إحداهما عبد الملك بن مروان على إفريقية و ما وراءها (يكون واليا على ما يفتحه في إفريقية و ما وراءها من البلاد) ، و الثانية عقدها له الوليد بن عبد الملك على إفريقية أيضا و ما يفتحه وراءها من الغرب، ثمّ راية ثالثة لعبد العزيز بن موسى بن نصير (و قد دخل الأندلس مع أبيه موسى) . . . و ذكر محمّد الرازي أيضا بيوتات العرب (الأسر العربية المشهورة) التي دخلت إلى الأندلس و لم تكن تحمل رايات (لقلّة عددها، و لأنّها تنتسب إلى القبائل التي كانت تحمل رايات) . 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.