الاحرف المشبهة بالافعال ستة – وهي :

(ان وان وكان ولكن وليت ولعل) وهي تدخل على المبتدأ والخبر – فتنصب الاول ويسمى اسمها وترفع الثاني ويسمى خبرها نحو : ((ان الله غفور رحيم)) (المزمل : 20) وفي هذا الباب مباحث.

ص137

المبحث الاول

الاصل في خبر هذه الاحرف ان يكون مؤخرا عن اسمها. ما لم يكن ظرفا او مجرورا بالحرف فيجوز تقدمه على اسمها اذا كان اسمها معرفة نحو : ((ان في الدار سليما)).

ويجب تقديم الخبر – اذا كان اسمها نكرة لا مسوغ لها . نحو : ((ان مع العسر يسرا)).

ويجب تقديم الخبر ايضا – اذا كان ظرفا او مجرورا بالحرف في موضعين.

اولهما : اذا لزم من تاخيره عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة نحجو : (ان في الدار صاحبها) ولعل في المدينة واليها.

وثانيهما : اذا كان الاسم مقترنا بلام التأكيد نحو ((ان في ذلك لعبرة)) (النازعات : 26).

ولام التأكيد – (وتسمى لام الابتداء) تدخل على اربعة اشياء.

(1) على اسم ان (مكسورة الهمزة فقط).

(2) وعلى خبرها.

(3) وعلى معمول الخبر

(4) وعلى ضمير الفصل.

فتدخل على اسمها بشرط ان يتقدمه ظرف او مجرور متعلقان بخبرها نحو : ان من البيان لسحراً :

وتدخل على خبرها بشرط : كونه مؤخراً : مثبتا غير فعل ماض نحو ((ان ربي لسميع الدعاء)) (ابراهيم : 39)، ان ربك ليعلم ((وانك لعلى خلق عظيم)) (القلم :4)، فان قرن الماضي بقد دخلت عليه اللام نحو ان سليما لقد قام – ويجوز قليلا دخولها على الماضي الجامد لشبهة بالاسم. نحو : ان خليلا لنعم الرجل وتدخل هذه اللام ايضا على (ضمير الفصل او العماد) نحو : ((ان هذا لهو القصص الحق)) (آل عمران : 62) وإن الحق لهو المتبع. وكان حق هذه اللام ان تدخل على اول الكلام لان لها الصدر، لكن لما كانت

ص138

(اللام) للتأكيد (وإن) للتأكيد ايضا كرهوا الجميع بين الحرفين، فاستحسنوا الفصل بينهما بلام الابتداء.

واذا حلقت (ما) الزائدة – الاحرف المشبهة  بالافعال كفتها عن العمل – ولذلك تسمى ما الكافية نحو : ((انما الهكم اله واحد)) (الكهف : 11)، و(كانما العلم نور) الا (ليت) فيجوز فيها الاعمال والاهمال واذا عطف على اسماء الاحرف المشبهة بالافع نصب المعطوف سواء وقع قبل الخبر او بعده نحو : (ان سليما وخليلا قائمان) او ان سليما قائم وخليلا على انه اذا وقع المعطوف خبر جار فيه ايضا الرفع على انه مبتدأ محذوف الخبر وذلك بعد ان وان ولكن).

نحو : ان سعيد قائم وسعد وسعد كذلك.

وان المفتوحة الهمزة – تسبك مع خبرها بمصدر مضاف الى اسمها فتقدير قولك : (يعجبني انك مجتهد) يعجبني اجتهادك.

واما ان المكسورة الهمزة – فانها لا تغير حكم الجملة بدخولها عليها.

فيجب كسر همزة (ان) اذا حلت محل الجملة – حيث لا يصح ان تؤول مع ما بعدها بمصدر يسد مسدها. ومسد معموليها.

ص139

ويجب فتحها اذا حلت محل المفرد – حيث يجب ان تؤول مع ما بعدها بمصدر يسد مسدها ومسد معموليها ويجوز فتحها – وكسرها : حيث يجوز التأويل بمصدر – وعدمه.

المبحث الثاني

المواضع التي يتعين فيها كسر همزة ان عشرة

اولا : اذا وقعت في ابتداء الكلام حقيقة نحو : ((ان الله غفور)) (البقرة :199) أو (حُكما) نحو : ((كلا الانسان ليطغى)) (العلق : 6).

ثانيا : اذا وقعت بعد القول الذي لا يتضمن معنى الظن . نحو : ((قال اني عبدالله)). (مريم : 30).

ثالثا : اذا وقعت ما بعدها جوابا للقسم. نحو : (والله انك لصادق).

رابعا : اذا وقعت صدر الجملة الواقعة صلة الموصول . نحو (جاء الذي انه مجتهد).

خامسا : اذا وقعت ما بعدها حالا نحو : (قصدته واني واثق به).

سادسا : اذا وقعت بعد (حيث) او (اذ) نحو : (اجلس حيث ان خليلا جالس) نحو (سكت اذا انك ساكت).

سابعا : اذا وقعت ما بعدها خبرا عن اسم ذات – او صفة له نحو : (سليم انه كريم) و (جاء خليل انه فاضل).

ثامنا : اذا وقعت بعد عامل علق باللام نحو : (علمت ان خليلا لمحسن).

عاشراً : بعد حتى الابتدائية نحو (مرض سليم حتى انهم لا يرجونه).

ص140

المواضع التي يتعين فيها فتح همزة (ان) اربعة

اولا : اذا كانت وما بعدها في موضع الفاعل. نحو : (بلغني انك مسافر) او نائبه. نحو : (سمع ان العدو قادم).

او المفعول به. نحو : (عرفت انك وودود).

ثانيا : اذا كانت وما بعدها في موضع المبتدأ نحو عندي انك فاضل.

ثالثا : اذا كانت وما بعدها في موضع الخبر عن اسم معنى نحو الحق ان العلم نافع.

رابعا : اذا وقعت مع ما بعدها في موضع المضاف اليه. او المجرور بالحرف نحو: (احبك مع انك ظالم) (وسررت من انك مجتهد).

المواضع التي يجوز كسر همزة (إن) وفتحها

أولا : بعد اذا الفجائية نحو خرجت فاذا ان اسدا واقف

ثانيا : بعد فاء الجزاء نحو ان تجتهد فانك تنجح.

ثالثا : في موضع التعليل نحو اطلب العلم انه سبيل الفلاح.

رابعا : بعد فعل قسم بدون اللام بعد نحو اقسم ان الدار ملك سليم.

خامسا بعد لا جرم نحو لا جرم ان الله يعلم.

ص141

المبحث الخامس

تخفيف ان وان وكان ولكن

يجوز تخفيف الاحرف المختومة بالنون وهي :

(ان وان وكان ولكن) وذلك يكون بحذف النون الثانية، فيقال : (ان وان وكان ولكن).

فاذا خففت (إن) المكسورة الهمزة اهملت غالبا لزوال اختصاصها.

وتلزم لام الابتداء الخبر بعد المهملة – فارق بينها وبين (ان) النافية.

فان وليها فعل : كثر كونه من الافعال الناسخة نحو : وان نظنك لمن الكاذبين – ونحو : ((وإن كانت لكبيرة)) (البقرة : 143).

وان وليها اسم : فالارجح اهمالها ويلزم ودخول اللام على الخبر.

نحو ان انت لصادق وان علي لشجاع وتخفيف ان نادر الاستعمال.

واذا خففت ان المفتوحة الهمزة بقيت عاملة وجوبا واسمها ضمير شان محذوف وجوبا ولا يكون خبرها الا جملة فان كانت الجملة فعلية فعلها متصرف وجب فصلها عنه بما يفرق بينها وبين ان الناصبة للفعل وذلك يكون اما بقد او السين او سوف او احرف النفي، او ادوات الشرط نحو : عرفت ان قد حان الامتحان وان

ص142

سينجح اخوك وان لن ينجح المتكاسلون وان لو اجتهدتم لنجحتم وترك الفصل نادر نحو : قول الشاعر :

الخفيف

علموا ان يؤملون فجادوا     قبل ان يسالو باعظم سؤال

وان كانت الجملة اسمية – او فعلية صدرها فعل جامد او دعاء

استغنت عن الفاصل نحو : ((واخر دعواكم ان الحمد الله رب العالمين)) (يونس : 10).

ونحو ((وان ليس للإنسان الا ما سعى)) (النجم : 39) ونحو : أعلم ان ليس للصابر الا الصبر.

واذا خففت (كان) بقي ايضا اعمالها.

ويكون اسمها ضمير شان محذوفا وخبرها الجملة التي بعدها.

فان كانت الجملة اسمية لم تحتج الى فاصل، وان كانت فعلية صدرها فعل متصرف. فصلت عنه في الايجاب (بقد) وفي النفي (بلم).

نحو اسكت وكان قد تكلم وغاب وكان لم يغب وانقضت السنة كان لم تكن).

واذا خففت لكن بطل عملها وجوبا ولم تدخل الا على الجملة.

نحو : جاء يوسف ولكن خليل لم يجيء، وسافر سليم ولكن جاء اخوه).

واعلم انه يستحسن اقترانها والحالة هذه بالواو – تفرقة بينها وبين العاطفة.

ولا يجوز تخفيف لعل على اختلاف لغاتها.

ص143