أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
11789
التاريخ: 2-6-2022
2040
التاريخ: 2024-04-28
613
التاريخ: 22-10-2014
2559
|
مقا- وسل : كلمتان متباينتان جدّا. الاولى الرغبة والطلب ، يقال : وسل ، إذا رغب ، والواسل : الراغب الى اللّه عزّ وجلّ ، ومن ذلك القياس : الوسيلة.
والاخرى السرقة. يقال : أخذ إبله توسّلا.
مصبا- وسلت الى اللّه بالعمل أسل من باب وعد : رغبت وتقرّبت ، ومنه اشتقاق الوسيلة : وهي ما يتقرّب به الى الشيء ، والجمع الوسائل. والوسيل : قيل جمع وسيلة ، وقيل لغة فيها. وتوسّل الى ربّه بوسيلة : تقرّب اليه بعمل.
لسا- الوسيلة : المنزلة عند الملك ، والدرجة ، والقربة. ووسّل فلان الى اللّه وسيلة : إذا عمل عملا تقرّب به اليه. والوسيلة الوصلة والقربى ، وما يتقرّب به الى الغير.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو رغبة في تقرّب. ومن مصاديقه : المنزلة والدرجة والوصلة والرغبة والقربة والعمل ، إذا لوحظ فيها القيدان مادّيّين أو معنويّين ، وسواء كان الميل والرغبة طبيعيّا أو إراديّا.
والوسيلة فعيلة : ما يكون متّصفا بالرغبة والقرب ، وفيها الأمران.
فالوسيلة الإراديّة : كالأنبياء والأئمّة والأولياء المقربين.
والطبيعيّة : كدرجات الإيمان ، ومقامات المعرفة ، والصفات الروحانيّة ، والأعمال الخالصة الإلهيّة ، فانّ فيها قربا وتمايلا الى الحقّ ، والمتوسّل بها يستمسك بالعروة الوثقى.
والتوسّل تفعّل : ويدلّ على المطاوعة ، أى الطوع بالاختيار ، فيقال : وسّلت له الى اللّه وسيلة فتوسّل بها ، أى جعلت له في السير الى اللّه تعالى وفي طلب قربه ورضاه وسيلة ، فأطاع واختار الوسيلة وتمسّك بها.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [المائدة: 35].
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} [الإسراء: 57].البغي : الطلب الشديد الأكيد. والابتغاء : اختيار هذا الطلب.
وقلنا إنّ الوسيلة : ما يكون ذا رغبة في تقرّب ، ومتّصفا بهما ، وهو أعمّ من أن يكون الرغبة فيه إراديّا أو طبيعيّا.
وانتخاب الوسيلة واختيارها يختلف باختلاف مراتب الأفراد وحالاتهم ومعارفهم ودرجات طلبهم وإيمانهم.
وهذا الطلب الشديد من أيّ جهة : إمّا أن يتحصّل بتحقيق وتدقيق وتشخيص وتعيين من جانب المبتغي نفسه ، وهذا إذا كان متنوّرا بنور الايمان وصافيا قلبه ومميّزا صلاحه وخيره.
وإمّا باستعانة واسترشاد ممّن له قوّة التشخيص والتمييز ، وإحاطة روحانيّة بحقائق الوسائل ، وبتشخيص المعالجات الباطنيّة.
فيتعيّن التوسّل في حقّ أفراد بالعبادات الخالصة ، وفي آخرين بالأذكار الواردة المتناسبة ، وفي عدّة بالخدمات الإلهيّة ، وفي جمع بالأعمال الصالحة والعمل بالوظائف اللازمة ، وهكذا بالتزكية والمراقبة في تهذيب النفس ، والتوسّلات بالأنبياء والأئمّة المعصومين ، وغير ذلك.
وهذا الأمر من أهمّ الأمور في مقام السير الى قرب اللّه ولقائه ، وعلى هذا يذكر المجاهدة بعد هذا الابتغاء ، حتّى يكون الجهاد والعمل منطبقا على الحقّ الواقع ، وأن يطابق وظيفته الشخصيّة.
وفي جملة : {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
إشارة الى أهميّة هذا التوسّل ، فانّ الفلاح عبارة عن النجاة عن الشرور وإدراك الخير والصلاح.
وفي الآية الثانية دلالة أكيدة على لزوم التوسّل ، حيث صرّح بأنّ الّذين يدعونهم كالملائكة والأنبياء والعباد الصالحين ، المقرّبون منهم ، يبتغون الى اللّه الوسيلة على اقتضاء مقاماتهم.
وهذا أمر طبيعيّ لكلّ من طلب مطلوبا وجاهد في مقصد.
____________________
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|